استراتيجية العود إلى «الديار»

عندما تتوفر الإرادة السيـــاسية توضع السياسات بكل وضوح بل تُسنّ الاجــراءات الاستباقية ويتم تعديل القوانين احتسابا للآتي وهو ما نراه جليا في سياسات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وغيرها من البلدان التي تهيّأت منذ أشهر لعودة «المقاتلين - الجهاديين» مع «تنظيم داعش».

وبالرغم من أنّ عدد المقاتلين في بعض الدول ككندا واستراليا لا يتجاوز المئات إلا أنّ المسؤولين اعتبروا أنّ هذه النوعية من المقاتلين تمثل خطورة على الأمن القومي. وبناء على اتفاق عقد مع الحلفاء والوكالات الاستخباراتية ومراكز البحث المختصة رأت مجموعة من الدول وجوب جمع الحجج التي تساعد على مقاضاة هؤلاء الذين انضموا إلى تنظيم داعش. ونظرا إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالفيديوهات والصور فإنّها تحولت إلى فضاء للبحث والرصد والتنقيب عن حجج الإدانة. ويرجع هذا الإصرار الغربي على محاكمة المجرمين إلى قناعة مفادها أنّ جرم هؤلاء تجاوز كلّ حدّ وبلغ أقصى مدى ولا يمكن التساهل البتة مع من ارتكب الفظائع .

وبالفعل يعتبر المختصون في قضايا «مكافحة الإرهاب وإعادة الإدماج» في أوروبا وأمريكا أنّ هذه النوعية من المقاتلين تعد من أخطر العناصر التي يمكن التعامل معها لأنها «ألفت» العنف و«استمتعت» بالترويع والتعذيب و«تعودت» على رؤية الدم وسماع أنين المعذبين... والمتابع للتغطية الإعلامية لعودة «المقاتلين الجهاديين» ينتبه إلى اتساع دوائر الخوف في المجتمعات الغربية فالبعض يعنون مقاله بـ«عودة الجهاديين ... الرعب الآتي من تنظيم داعش»...

والمواكب للدراسات الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب ينتبه إلى التحول الأساسي الذي عرفته منذ أشهر. فبعد أن كان التركيز طيلة سنوات على تحليل دوافع انبهار الغربيين بالحرب في سوريا ورغبتهم الشديدة في المشاركة فيها تحت مظلة تنظيم داعش ينكب البحاثة منذ أشهر على تحليل شخصية العائد من معترك الحرب باعتبار أنّ الفئة التي ستتسلل وتفلت من العقاب فئة تشكل خطورة.ّ إنّهم مقاتلون متمرسون ولهم خبرات تجمعت بعد الانضمام إلى شبكات تدعمهم وهم أيضا أصحاب تجارب في التخفي والمراوغة وغيرها من المهارات. وهذه.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115