وبالرغم من أنّ عدد المقاتلين في بعض الدول ككندا واستراليا لا يتجاوز المئات إلا أنّ المسؤولين اعتبروا أنّ هذه النوعية من المقاتلين تمثل خطورة على الأمن القومي. وبناء على اتفاق عقد مع الحلفاء والوكالات الاستخباراتية ومراكز البحث المختصة رأت مجموعة من الدول وجوب جمع الحجج التي تساعد على مقاضاة هؤلاء الذين انضموا إلى تنظيم داعش. ونظرا إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالفيديوهات والصور فإنّها تحولت إلى فضاء للبحث والرصد والتنقيب عن حجج الإدانة. ويرجع هذا الإصرار الغربي على محاكمة المجرمين إلى قناعة مفادها أنّ جرم هؤلاء تجاوز كلّ حدّ وبلغ أقصى مدى ولا يمكن التساهل البتة مع من ارتكب الفظائع .
وبالفعل يعتبر المختصون في قضايا «مكافحة الإرهاب وإعادة الإدماج» في أوروبا وأمريكا أنّ هذه النوعية من المقاتلين تعد من أخطر العناصر التي يمكن التعامل معها لأنها «ألفت» العنف و«استمتعت» بالترويع والتعذيب و«تعودت» على رؤية الدم وسماع أنين المعذبين... والمتابع للتغطية الإعلامية لعودة «المقاتلين الجهاديين» ينتبه إلى اتساع دوائر الخوف في المجتمعات الغربية فالبعض يعنون مقاله بـ«عودة الجهاديين ... الرعب الآتي من تنظيم داعش»...
والمواكب للدراسات الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب ينتبه إلى التحول الأساسي الذي عرفته منذ أشهر. فبعد أن كان التركيز طيلة سنوات على تحليل دوافع انبهار الغربيين بالحرب في سوريا ورغبتهم الشديدة في المشاركة فيها تحت مظلة تنظيم داعش ينكب البحاثة منذ أشهر على تحليل شخصية العائد من معترك الحرب باعتبار أنّ الفئة التي ستتسلل وتفلت من العقاب فئة تشكل خطورة.ّ إنّهم مقاتلون متمرسون ولهم خبرات تجمعت بعد الانضمام إلى شبكات تدعمهم وهم أيضا أصحاب تجارب في التخفي والمراوغة وغيرها من المهارات. وهذه.....