في الموضوع يجد وشائج صلة بين الحادثتين حتى وإن سعى المحللون والخبراء في «الحركات الإسلامية» وغيرهم من السياسيين إيهامنا بأهمية تنزيل الحادثتين في إطار آخر. كما أنّ أوجه الشبه بين الحادثتين متوفرة حتى وإن كان تفاعل جزء من التونسيين مع الشخصين يتراوح بين التقديس، والفخر والاعتزاز والشعور بالاعتزاز والإحساس بالخجل والمهانة والغضب بل المقت الشديد وبين هؤلاء وهؤلاء تُتمثل «صورة تونس» وصورة التونسيّ/ة.
هما تونسيان عاشا على أرض هذا الوطن وفي ظل أسرة تقليدية ودرسا في المؤسسة التعليمية وعاينا استشراء الفساد والظلم والخذلان والانكسار ولكن كلّ منهما تفاعل مع الواقع التسلطي والتهميشي بطرق مختلفة .تمّكن الأول من صياغة مشروع للحياة وساعدته قدرته على نقد الواقع في بعده العربي والعالمي من تكوين فهم حول التغيرات الإقليمية والتحولات السياسية والاقتصادية العالمية وساعده كل ذلك على اختيار «القدوة» والمنظومة القيميّة ووسيلة المواجهة والمقاومة بينما عجز الثاني عن إثبات ذاته وفق مشروع خاص فتخبط بين عالم الانحراف وعالم الإرهاب بين هوية تونسية يستعملها متى يشاء وهويات أخرى يوظفها كلما أجبرته الظروف على تحديد انتمائه.
نتفهّم أسباب انخراط المهندس محمد الزواري في كتائب القسام ولكن من حق التونسيين أن يعرفوا.....