التي فاقمت من ازمة توقعت انها تعالجها، والخشية ان تنتهي خطط الدولة التونسية في معالجة ملف الهجرة غير النظامية كذلك ، خاصة الخطة المنتهجة كانها تطيل امد الازمة وتنتقل بها الى مربع مفزع جدا.
رغم تكتم المؤسسات الرسمية وعدم كشفها الصريح عن خطتها أو سياساتها العمومية في ملف المهاجرين غير النظامين، خاصة من دول جنوب الصحراء، الا ان اقتفاء خطواتها يؤدي الى الكشف عن ملامح هذه الخطة التي انطلقت منذ اسبوعين بتفكيك مخيم عشوئي للمهاجرين غير النظامين في منطقة العامرة، وقد تكرر المشهد في الليلة الفاصلة بين يومي الجمعة والسبت في البحيرة بتفكيك ثلاثة مخيمات عشوائية للاجئين ومهاجرين غير نظاميين.
تفكيك عقبه نقل للمهاجرين الى مناطق لم تعلن عنها السلطات الرسمية، سواء في من نقلوا من العامرة او من منطقة البحيرة في العاصمة. في كلتا العمليتين الامنيتين اللتين وقع توثيقهما من قبل وحدات الامن، اقتصرت المعلومات الرسمية المعلن عنها عن إخلاء مناطق تركيز خيام المهاجرين غير النظامين في حقول الزياتين او في الساحات العامة والأرصفة ثم حصول عملية تجميع للمهاجرين ونقلهم إلى وجهات غير محددة وذلك في خطوة اولى في انتظار ترتيب إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم.
ترحيل قالت المنظمة الدولية للهجرة من تونس، يوم الخميس الفارط على صفحتها بمنصة «فايسبوك» أنها شرعت في تسجيل المهاجرين الذين يرغبون في العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية وفق «برنامج العودة الطوعية وإعادة الإدماج» الذي اطلقته.
ما يعلن عنه رسميا مختلف عن ماتحمله الصور والفيديوات المتداولة في المنصات خلال الساعات الـ48 الفارطة، اذ تبين ان المهاجرين الذين وقع نقلهم الى خارج تونس الكبرى تركوا في العراء في عدة ولايات ابرزها ولاية جندوبة، تلك كانت شراراة لموجة من الخطاب المتشنج الغاضب المليء بالكراهية والعنصرية. وما يبدو انه خطة لمعالجة الازمة بات اليوم عامل تصعيد لها ومفاقمتها، اذ اصبحت ككرة نار تتدحرج لتحرق كل ما تمر فوقه، ذلك ان نقل المهاجرين الى خارج ولايات تونس الكبرى او صفاقس، ولد ردود افعال غاضبة تجاه السلطة وتجاه المهاجرين على حد سواء.
هذا الخطاب العنيف برز في منصات التواصل الاجتماعي خاصة «التيك توك» و«فايسبوك»، لم يقتصر على الهجوم على المهاجرين غير النظامين او اللاجئين وانتقاد خيارات السلطة في معالجة الازمة بل امتد ليشمل منظمات حقوق الانسان والاعلام وكل من يقدم خطابا مناقضا في جوهره لهذه الموجة العنيفة من الكراهية والعنصرية.
وقد برزت ملامح انقسام مجتمعي حاد في هذا الشان، في ظل صمت رسمي لا يقدم اية معلومة من شأنها وضع حد لخطاب يطالب اصحابه بان ياخذ الشارع بزمام الامور وان يقع ترحيل المهاجرين قسرا وان تحاسب المنظمات الحقوقية بتهم التآمر، وهم يستندون في ذلك الى خطاب رسمي يعتبر ان المهاجرين غير النظامين جزء من مؤامرة لتوطين مهاجري دول جنوب الصحراء في تونس