عالقة وقد تبقى كذلك ما لم نهتد الى طريق الصلاح التي يسدّها البعض بحواجز وهمية يتم افتعالها باسم نصوص غير موجودة أصلا الى حدّ الزعم بأن الاتحاد الدولي يمنع على الاتحادات المنضوية تحت لوائه تعاطي اي نشاط احترافي في تناقض صارخ مع الواقع فلما نقارع هذا الزعم بالواقع نجده منزوعا من المنطق سيما لما نرى الاتحاد الدولي فاتحا ابواب الاولمبياد امام الملاكمين المحترفين...
واذا يروم الاتحاد الدولي المنضوين تحت لوائه دون سواهم فانه ما ضرنا لو بادرنا بحملة توجيه للمحترفين التونسيين... فنحن نعلم علم اليقين ان هياكل الاحتراف متعددة والاتحاد الدولي يروم التعاطي مع WSB و APB فبطولاتها هي محل الاعتراف وان كانت WBC هي الاهم في عالم الاحتراف لما تدره من ارباح وهي لبّ الموضوع...
وتعدد الهياكل ذات العلاقة من WBA وWBO وIBF لا يمكن ان نحرم منها لا ملاكمينا بل جميع الملاكمين في العالم وهذا ما يحتاج الى لسان دفاع في الاتحاد الدولي الذي علمتنا الايام انه يقرر ليمتثل العالم ... وهذا شكل من التعاطي مع الاحداث تجاوزته الاحداث ويمكن ان يكون في يوم من الايام محل مساءلة على غرار ما حصل للاتحاد الدولي لكرة القدم.
ونحن لنا في مجال الاحتراف تجارب سدت الابواب امام اهل الطموح بحجج واهية والسبب ليس النص... بل ما وراء النص... وكم من ملاكم عانى الويلات من الاهمال. ودعنا نذكر من يعلم او لا يعلم ان ميلاد الاتحاد الافريقي للملاكمة تم بتونس وضاحية الزهراء شاهدة على ذلك والامضاء كان للمرحوم عمر مصدق لما كان سنة 1974 على راس الجامعة التونسية للملاكمة... والسبب الاصلي لميلاد الفكرة ما افرزته مباراة الطاهر بلحسن مع «دافيد بوازون» وما عقبها من خلاف حول مباراة حسن العيساوي مع الجزائري لوصيف حماني... فعدم التكافؤ جعل عمر مصدق يسارع بإحداث هيكل يوفر الضمانات للملاكمين... ومن هنا جاءت فكرة احداث المجمع التونسي للملاكمة المحترفة برئاسة المرحوم البشير القلاتي فيما كانت الكتابة العامة من مشمولات الزميل عبد الحميد بن حميدة.
وكانت طفرة الاحتراف بهجرة كمال بوعلي والبشير الجلاصي وصالح الجلاصي وان كان الصادق عمران من الرواد مع الطاهر بلحسن والشاذلي التبرسقي والمنجي الهذيلي والكيلاني الجوادي و السجلات لا تزال تذكر توفيق البلبولي وفريد بن جدو ونصر الدين الزواغي وعلي السعيدي والطاهر الناصري و توفيق شبّة وعبد الجليل بن مسعود وكريم بن حسين وفتحي الميساوي ونوفل بالرابح, والقائمة تطول... وضمن هؤلاء من هرب ومن «هربوه» ومن يسروا له سبيل الحرقة... وكله من حُرْقة الاوضاع الاجتماعية المتردية جدا التي زادها واقع اللعبة ترديا... فعالم الملاكمة «اخطبوطي» ولا جدال في ذلك ... والحال متواصل الى يوم الناس هذه..
وإذا نتابع في الأيام الاخيرة خطوات الهادي السليماني في بلجيكيا و معز فحيمة فان الاحداث حولت الانظار الى المانيا حيث ما فتىء يتالق الملاكم محمد لسود (التونسي - الالماني) الذي يقيم بليفركوزن منذ سنة 1994 وفي سجله 24 مباراة في الاحتراف مسجلا 24 انتصارا (8 بالضربة القاضية) مقابل هزيمتين وتعادل واحد. مع رهان على تاج اوروبا لوزن 69 كلغ واخر على بطولة العالم (فئة WBA).
وترتيبه 11 في العالم يخول له المراهنة من جديد وهو حلم يروم ان يكون في تونس فهل توفر العزائم من اجل تغذية هذا الطموح وتحويله الى واقع تحتفل به قاعة رادس التي كادت تصبح من «التركات» فلا باس ان فتحناها امام التظاهرات مع ازاحة تلك الشروط المجحفة من طريق كل راغب في التنظيم.... واهل الاختصاص يؤكدون ان فتح هذه القاعة هو باب من ابواب الصيانة واطالة عمر هذه القاعة التي خوفي ان تصبح فعلا مرتعا للحمام... ملف الملاكمة نرى الوزيرة مطالبة بفتحه عن عجل لأنّ فيه ما يبعث على الخجل.