ونعيد للذاكرة في تقريرنا التالي بعض اللقطات التي برز فيها الرياضيون العالميون على مدار أيام الأولمبياد التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
فوز الأميركية كاتي ليديكي
يعد فوز السباحة كاتي ليديكي واحدا من أكثر اللحظات شهرة في ألعاب ريو 2016 خاصة في سباق 800 متر للسيدات حيث حطمت السباحة رقمها القياسي العالمي مسجلة زمنا بلغ ثماني دقائق و4.79 ثوانٍ لتتفوق على رقمها السابق البالغ ثماني دقائق و6.68 ثوان وقدمت عرضا رائعا للغاية وأضحت أسطورة من أساطير السباحة الحرة... كما أنها حصدت ذهبيات سباق 200 متر حرة وسباق 400 متر حرة وسباق تتابع أربعة في 200 متر حرة إضافة إلى فضية سباق التتابع أربعة في 100 متر لتقدم أداء مدهشا للغاية رغم بلوغها 19 عاماً فقط، ليعتبرها كثيرون أفضل السباحين في 800 متر على كوكب الأرض.
أول امرأة أميركية في الجلة
أصبحت الأميركية ميشيل كارتر أول امرأة أميركية تفوز بميدالية في مسابقة دفع الجلة منذ عام 1960 ومنذ ذلك الحين تم منح 39 ميدالية دون أن تتمكن امرأة أميركية من الوصول إلى منصة التتويج. لكن كل ذلك تغير مع ظهور ميشيل كارتر حيث سجلت رقما مذهلا بلغ 20.63 مترا لتفوز بالميدالية الذهبية وبفوزها تفوقت كارتر على والدها ومدربها مايكل الذي فاز بفضية دفع الجلة في دورة لوس أنجليس في عام 1984.
الروح الرياضية تتجلى
تجلت الروح الرياضية التي تأسست من أجلها الألعاب الأولمبية الحديثة في الأصل بأسمى معانيها خلال سباق 5000 متر للسيدات في ألعاب القوى حينما ضربت النيوزلندية نيكي هامبلين أروع الأمثلة حينما رفضت مواصلة السباق قبل الاطمئنان على غريمتها الأميركية دير داجوستينو التي سقطت على المضمار في لحظة عاطفية لن ينساها العالم. وسقطت دير داجوستينو ثم انخرطت بالبكاء لأنها أدركت أنها ستخسر ما أثار مشاعر النيوزلندية التي حثت هامبلين على النهوض وإنهاء السباق وبطبيعة الحال كانتا قد خرجتا من السباق بيد أن اللجنة الأولمبية أعطت قرارا استثنائيا بتأهلهما نظير الروح الرياضية الأولمبية التي سمت فوق كل اعتبار.
17 عاما.. رقم جونسون يسقط
شكل سباق 400 متر في أم الألعاب حادثة لن تنسى بعدما حطم العداء الجنوب إفريقي وايد فان نيكرك الرقم القياسي العالمي والتاريخي المسجل باسم مايكل جونسون منذ فترة طويلة وبالتحديد منذ عام 1999 حيث ركض العداء بشكل لافت وفاز في السباق بزمن تاريخي بلغ 43.03 ثانية وشبهه كثيرون بما يقوم به أسطورة ألعاب القوى يوسين بولت في سباقات 100 متر و200 متر.
«سمكة القرش» التي
لا تُهزم
بمجرد ذكر رياضة السباحة لا يتبادر لذهنك سوى السباح الشهير مايكل فيلبس الذي ضرب أرقاما قياسية من الخيال في ريو 2016 مكملا مسيرة الإنجاز الأولمبية ليصبح أعظم رياضي على الإطلاق على صعيد مختلف الألعاب بسبب الرصيد الذي توشح به والذي يوازي دولا عالمية بعد أن تُوج بخمس ذهبيات وفضية رفعت رصيده إلى 28 ميدالية بينها 23 ذهبية، وهو أول سباح يحرز سباق 200 متر متنوعة أربع مرات على التوالي.
ومن اللقطات التي لن تنسى تلك اللقطة التي فاز فيها السنغافوري جوزيف سكولينغ في سباق 100 متر فراشة للسباحة بعدما تمكن السباح الشاب من التتويج بالميدالية الذهبية على حساب البطل التاريخي الرياضي في الأولمبياد الأميركي مايكل فيلبس وشكل السباق حدثاً تاريخياً لعدة أسباب، أولها أن السباح الأسطوري الأميركي كان مرشحا لخطف ذهبيته الأولمبية رقم 23 ليواصل حصاده المذهل، ولكن السباح البالغ من العمر 21 عاما فجر المفاجأة وخطف الذهبية من مايكل فيلبس كما أنه يعد معلما للسباح الشاب وسبق أن التقيا قبل أولمبياد بكين بأيام لأول مرة وانتشرت صورة وهو يقوم بالتقاطها مع نجمه المفضل.
نيمار الذهبي
يقف الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا شامخا بعد موجة الهجوم اللاذع الذي تعرض له، ليحرز ذهبية تاريخية للبرازيل في مسابقة كرة القدم، فهو كسر عقدة ملعب ماراكانا الشهير، بتسجيل هدف في مباراة الميدالية الذهبية ضد ألمانيا، ثم تسجيل الركلة الحاسمة للبرازيل بنجاح ليتخطى عديد الأساطير التي فشلت في الظفر بالذهبية ثم أنه نجح بالثأر من الألمان الذين أذلوا السامبا في 2014.
سقط نيمار بعد الركلة الحاسمة مثل الطفل وبدأ بالبكاء فرحاً، وقال حينها: «لا أستطيع أن أصف مشاعري لقد حققت حلمي، ووفيت بوعدي من أجل بلدي ما يجعلني فخورا جدا»... وأضاف: «اليوم أصبحت بطلاً، وأنا أتخلى عن شارة الكابتن لقد كان شرفا لي أن أكون قائدا لكني من اليوم أتوقف عن ارتداء شارة قائد الفريق».
هاتريك بولت.. والثلاثية التاريخية
العداء الجامايكي وأسرع رجل في العالم يوسين بولت أنهى مشواره على أكمل وجه. ثلاث ميداليات ذهبية في ثلاث دورات أولمبية متتالية، هذا ما وصفه على لسانه فيما بعد بأنه الآن يعتبر نفسه رسميا الأفضل في تاريخ أم الألعاب فهو أسرع وأفضل عداء في العالم بعدما كرر ثلاثية في سباقات 100 و200 و4 مرات 100 متر في لندن بعد بكين 2008 ولندن 2012، وفي ريو 2016 تكررت الحكاية مع ثلاثية ثالثة.
وشدد بولت قبضته تماماًعلى سباقات السرعة فدخل ضمن قائمة العظماء في اللعبة لينضم إلى أصحاب «الثلاثية الثالثة» الذين حققوا ثلاث ميداليات ذهبية في ثلاثة ألعاب أولمبية على التوالي (بكين ولندن وريو)، حيث قاد بولت منتخب جامايكا يوم السبت، للفوز في سباق التتابع مسجلاً زمناً بلغ (37.27) ثانية ليضيف لقب التتابع إلى لقبي سباقي 100 و200 متر في ريو وهي الثلاثية التي سيطر عليها منذ أولمبياد بكين عام 2008 وانضم بولت إلى العملاقين الفنلندي بافو نورمي والأميركي كارل لويس اللذين حصدا تسع ميداليات ذهبية، ليكتمل أضلاع مثلث أفضل الرياضيين في تاريخ مسابقات ألعاب القوى.