واذا قارنا انفسنا بمن هم الاوائل في الاولمبياد مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وحتى من كان خلف هذا السرب من طينة المانيا و روسيا واليابان وفرنسا وكوريا فان الامر فيه الكثير من المغالاة والمغالطات...
فنحن بيننا وبينهم ما يمثل عمل قرون اقتصاديا... والمقارنة تصح نسبا مع محيطنا الافريقي والعربي اول العرب هي البحرين... ومثالها لا يصلح للمقارنة أيضا وان كانت في المرتبة السادسة والاربعين فمرتبتها لا تمثل الرياضة البحرينية ودليلنا ان العداءة JEBET الفائزة بسباق 3000 موانع Ruth لا تمت لهذا البلد الشقيق الا بجواز السفر ولا نروم هنا مناقشة ما تم نعته بـ«فيروس التجنيس» في أوساط البعثات العربية وحتى البحث عن الترويج من خلال الرياضة فالامر مباح لعالم اصبح قرية... لاي كان ان يختار فيه الموقع الذي
يريد... فقط نروم حديث الارقام التي وضعت البحرين في طليعة العرب... بين مؤيد ومعارض للتجنيس وان كان لكل بلد ما يريد ألم نلجأ نحن هنا في تونس الى تجنيس البرازيلي سيلفا دوس سنطوس لما تعلقت همتنا سنة 2004 بكاس افريقيا لكرة القدم؟
وتبقى مقارنة انفسنا بالافارقة هي الاقرب الى الواقع والمنطق لتجدنا خامس الافارقة بالتساوي مع مصر بلد الاكثر من 100 مليون نسمة بل عدد سكان عاصمتها القاهرة يمثل ضعف اجمالي سكان تونس من شمالها الى جنوبها وان كان عدد السكان لا يمثل وحده المعيار الذي ينطلق منه في المقارنات فهناك مكونات تعتبر من الاساسيات من نمط العيش الى التمدرس وصولا الى الصحة والثقافة...
ودعنا هنا نفتح قوسا لنروي ما وقعت عليه في ريو وتحديدا في ضاحية «بارا» التي احتضنت جل الالعاب فهناك مجمع سكني يحتوي على 18 قاعة سينما...
فيما لا يوجد نصف هذا العدد في تونس قاطبة (وهذا معطى صالح للمقارنات لان البطولات لا تصنعها الأدمغة الخاوية من الغذاء الثقافي...
فلما نرى مركز إقامة النخبة يعتني بالجانب الثقافي لمنظوريه فاننا سنطمح الى العلا رياضيا حتى الدراسة تاتي في مرتبة ثانوية فما بالنا بالمسرح والرسم والسينما) ولما نجد تونس خامس الافارقة اولمبيا من اصل 54 دولة تنتمي الى ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان 30.2 (مليون كيلومتر مربع وهو ما يمثل 20.4 % من إجمالي مساحة اليابسة.
ويبلغ عدد سكانها مليار نسمة) فان هذه الارقام لا تمثل مرجعا تنطلق منه المقارنات فكل مقارنة منطلقها المال والعلم وهذا ما يعوزنا وعليه اذا كنا افريقيا من الاوائل في اكثر من اختصاص فان هذه المراتب كثيرا ما غالطتنا واذا استثنينا العاب القوى التي هي اختصاص كيني – اثيوبي لاسباب مناخية بالاساس فاين البلدان الافريقية في بقية الاختصاصات من الجودوالى الكاراتي والدراجات والجمباز ورفع الأثقال والمصارعة؟
مصيبتنا اننا ننتشي حتى الثمالة لما نحقق الانتصارات افريقيا وتلك هي مصيبتنا افريقيا لم تعدمقياسا حتى في كرة اليد التي كنا ننباهي ببطولاتنا فيها والحال ان البطولة الافريقية مجرد منافسة بين تونس ومصر والجزائر احيانا وان بدت انغولا قادمة على مهل اما البقية فهي للتعلم الذي لا نعلم متى ينتهي الى «المعرفة الكاملة» واذا كنا نترفع عن البطولات العربية لانها لا تفتح سبيل العالمية فان الاحتكاك مع العرب اضحى ضرورة حتمية لتطور اكثر من بلد علميا وان انكر الساسة هذا... لا تكبرا وانما عن غير معرفة حتى لا تجدنا ازاء الجهل.
فاذا سلمنا بان وجود البحرين في المركز الأول عربيا والـ46 عالميا في جدول ميداليات أولمبياد ريو 2016 بحصولها على ميدالية ذهبية وأخرى فضية ليس مقياسا موضوعيا فان وجود الأردن في المركز الثاني عربيا والـ 54 عالميا برصيد ميدالية ذهبية ثم الجزائر في المركز الـ62 عالميا بعد الحصول علي ميداليتين فضيتين من المقاييس اتلتي يجب اعتمادها والانطلاق منها في المقارنات لكن هل اشتغل اهل الاختصاص قي المعاهد والكليات والمراصد ؟ ام هم سينشطون في المنابر «النقدية» فحسب؟