دموع الأمل...

غنى الأجداد «ما تبكي يا عين...» وفي الدمع قال الكبير محمد عبد الوهاب «انا كبير ...» فالدموع لم تكن دوما في حالات الضعف بل فيها ما يزيد أهلها كبرا في عيون الناس... عزة بسباس بكت وأبكت من حولها زميلنا بدر الدين الطنني من فرانس 24 هرع إليها ليخفف الوطأة عنها

عزة رأيناها في نصف النهائي، عزة رأيناها تلامس الميدالية، نقطة واحدة تفصلها عن الحلم، ثانية واحدة كانت المسافة التي كان يجب ان تقطعها نحو منصة التتويج.
في رمشة عين كان زمن الحلم، في رمشة عين تبخر الحلم، في رمشة عين تغير الفضاء الحالم إلى ... ما ادمع المقالي في رمشة عين هكذا يتقرر المصير وفي رمشة عين كل ما أنجزت يمكن إن يذهب سبهللا تلك هي التظاهرات الكبرى وتلك هي المحطات التاريخية الانتصار جر الآخر والحلم كبر لكن لكل مشروع كبير طريق رحبة.

الطريق تمثل البنية الأهم التي لا بد من تعبيدها لتكون صناعة الأبطال ناجعة ،قد نحرج رياضتنا لما نطرح الكثير من الاستفهامات ماذا وفرنا لمن نحتوا لأنفسهم البطولة ؟ كيف هي صناعة الأبطال عندنا ؟ هذه الصناعة لا تقوم على الاعتباط هذه الصناعة علم له أهله.

في الجامعات وهي منطلق هذه الصناعة نجد الورثاء يتناحرون من اجل الكرسي دون برامج ومن طرح برنامج تلهيه الأيام عن اللّب ويجد نفسه غارقا تائها في النزاعات. رياضتنا تقوم على النتائج التي تمهد لها الخصومات. لنترك هذا الى مناسبة اخرى لنتحدث عن الوزارة كم من خبير في ديوان الوزير ؟هناك من اتى به التحزب ورأسماله في مجال الرياضة أناقة وربطة عنق وسيارة وهاتف يأمر به أو يأتمر (وفي كلتا الحالتين الخطأ موجود).

لا نريد وزيرا جديدا لا يهمنا إن كان فيها ماهر بن ضياء أم لا ... ما يهمنا إن لا يكون الوزير غير عارف «بالماكينة»،لا نريد وزيرا ياتي للرياضة ليتعلم ، لا نريد وزيرا من غير العارفين بالرياضة، لا نريد وزيرا لا يدرك معنى صناعة الأبطال لا نريد وزيرا لا يفقه في التسيير الرياضي... كل هذا لا نريده حتى ندرك حقيقة صناعة الأبطال وحجم الألعاب الاولمبية أو المونديال التي تأتيك فيها الانتصارات في رمشة عين كما تفر عنك في رمشة عين وهو حال عزة بسباس.

كم عزت علينا عزة دموعها شاطرناها فيها لأنها اجتهدت وعليه لا ذنب لمن اجتهد دعنا نقول أن الاجتهادات الفردية صنعت لنا الملولي والغريبي وبسباس والبوبكري وأيضا ذلك المبدع الذي يحمل اسم مالك الجزيري .هؤلاء مثلوا الاستثناء فهم توفرت لهم ظروف خاصة جدا كانت من صنع أهلهم وذويهم ومع ذلك نقول للملولي «امك في دارك» هذا كلام جعلنا مسخرة هنا في ريو ولم نكن ندرك ذلك فجل النجوم معهم الوالد والوالدة وحتى الأخ والأخت والصديقة .هذا ما نجهله نحن عن صناعة النجوم ،كبار النجوم دوما تلاحقهم عائلاتهم، تأملوا في منتخبات ايطاليا وفرنسا وهي الأمثلة التي تكررت في مونديال الكرة لكل من تفكيره مكور

الم تجهز الحكومات الطائرات الخاصة للأمهات والزوجات ؟هذا اختصاص يدرس في علم النفس الرياضي لم يصلنا بعد لأن رياضتنا لا زالت متخلفة والتخلف أننا لما نرى صديقة رونالدو في الملعب نتباهى بالصورة ولما نرى والدة الملولي أو والد الأختين بسباس في المحفل نستنكر. دعني أقول نحن لا زلنا من النكرات في فن التأطير الرياضي وتمنيت لو شاهدت البعض من مدرسي علم النفس الرياضي يتابعون الاولمبياد وكبريات المحطات من أجل المقارنات وتحليل النظريات وإعداد الدروس التي يستحقها مدرس الغد في المجال الرياضي...

الإصلاحات كثيرة و المدخل للإصلاح لا بد أن يكون بعقول تفقه في التسيير الرياضي هذا الفن علم يدرس في مؤسسات الاختصاص وتتفرع عنه 14 من الفنون ... وضع رياضتنا يقود إلى الجنون ومنا من كان سببا ... والدليل ما نحذقه في التحليل من «تقطيع وترييش» مزق الرياضة إربا إربا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115