فشل في التتويج بالبطولة الإفريقية التي احتلتها بلادنا السنة الماضية وفشل جديد في بلوغ اولمبياد ريو دي جانيرو في الصائفة الحالية بعد الانسحاب من دورة تورينو ...ذلك ملخص حصاد المنتخب الوطني لكرة السلة في السنتين الأخيرتين ،صاحب بطولة افريقيا 2011 و الذي بلغ أيضا المركز 11 في دورة الألعاب الاولمبية لندن 2012.
في الدورة الأخيرة بمدينة تورينو الايطالية من 4 إلى 10 جويلية المؤهلة إلى اولمبياد البرازيل كان زملاء مكرم بن رمضان أمام آخر فرصة لتسجيل الحضور في أضخم التظاهرات العالمية بعد أن ضاعت الفرصة ذاتها في البطولة الإفريقية للأمم افروباسكات 2015 التي اكتفى نسور قرطاج فيها بالمركز الثالث...لكن كان الانسحاب من الدورة التأهيلية وضياع حلم الاولمبياد بعد هزيمتين أمام ايطاليا68 - 41 وكرواتيا 72 - 52 رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لكن هذا الإخفاق فرضته عوامل عديدة سنحاول فيما يلي التطرق إليها بالاستنارة برأي اللاعب السابق والمدرب عطيل عويج.
غيابات مؤثرة
يؤكد اللاعب السابق للزهراء الرياضية و الذي درب العديد من فرق النخبة على غرار الزهراء الرياضية ، النادي الافريقي ، النادي البنزرتي فضلا عن فتيات نادي شرطة المرور أن جل الملاحظين في عالم لعبة العمالقة لم يكونوا ينتظرون من المنتخب أداء أفضل من ذلك الذي ظهر به نسور قرطاج في مغامرة تورينو خاصة أن المجموعة حسب محدثنا «قدمت أداء جيدا في المباراة الأولى أمام صاحب الأرض المنتخب الايطالي خاصة على المستوى الدفاعي رغم قبول 68 هدفا لكن الحلقة المفقودة تكمن في الهجوم الذي تأثر بغياب صالح الماجري ومحمد حديدان فضلا عن مكرم بن رمضان الذي لم تتسن له المشاركة بسبب الإصابة .»
رصيد بشري محدود
رغم أن المجموعة تتوفر على نخبة من ابرز اللاعبين في البطولة فإن عطيّل عويج يشير إلى أنه من التعسف أن نلقي باللوم على المدرب عادل التلاتلي أو نوجّه النقد لبرنامج التحضيرات خاصة أن بعض الملاحظين أكدوا أن كثرة الاختبارات الودية قبل دخول غمار الدورة انعكست سلبا على المجموعة وسببت الإرهاق . وفي هذا الإطار يقول لاعب الزهراء الرياضية سابقا :«لالوم على الإطار الفني و تصرفه في المجموعة فالرصيد البشري المتوفر بحوزته محدود جدا مقارنة ببقية المنافسين حيث نجده مضطرّا إلى الاستعانة بـ 6 أو 7 لاعبين في غالب الأحيان في الوقت الذي كانت فيه بقية المنتخبات تبدأ بلاعبين متوسطين في الامكانيات قبل أن يتم إقحام الفريق الأول في الأوقات الحاسمة وذلك ما جنبها استنزاف مجهودات لاعبيها ...»
غياب المنافسة
في مواسم مضت كانت منصة تتويج البطولة محور تنافس بين عدة فرق على غرار شبيبة القيروان ، الزهراء الرياضية ، الملعب النابلي ،النجم الرادسي ، الاتحاد المنستيري ،النجم الساحلي و النادي الافريقي ...لكن في المواسم الأخيرة اتخذ التنافس مسارا جديدا وبتنا نعرف مسبقا 3 أو 4 فرق تراهن باستمرار على التاج المحلي ويؤكد عطيّل عويج أن ذلك أثّركثيرا على أداء المنتخب وخلق للإطار الفني إشكالا في اختيار الأسماء القادرة على تمثيل تونس في الرهانات القارية والعالمية.
والآن إلى البطولة العربية...
آن الأوان ليطوي المنتخب الوطني صفحة الاولمبياد حيث لم يكتب للمجموعة الحالية أن تكرّر تمثيل السلة التونسية في هذه التظاهرة للمرة الثانية في تاريخها بعد لندن 2012 ،لكن ستكون أمام امتحان جديد وهو البطولة العربية التي ستحتضنها بلادنا و تحديدا مدينة رادس في الفترة الممتدة بين 24 سبتمبر و 2 أكتوبر القادمين.
وسيبدأ نسور قرطاج استعداداتهم لهذا الحدث في الشهر القادم من خلال تربص أول بتركيا من 5 إلى 12 أوت تشارك فيه المجموعة في دورة دولية ودية قبل خوض تربص ثان باسبانيا من 20 إلى 25 أوت القادم . ويطمح منتخبنا إلى التتويج باللقب العربي للمرة الخامسة في تاريخه سنوات 1981 - 1983 - 2008 و2009.