مدربه السابق راضي الجعايدي والمقدرة ب50 الف يورو اذ على هيئة الاحمر والاصفر تأمين هذا المبلغ لفك هذا الحصار حتى يتمكن الترجيون من تعزيز رصيدهم البشري في فترة الانتقالات الصيفية خصوصا انهم اكتفوا بدور المتفرج في الميركاتو الشتوي المنقضي.
وقد تعرض الترجي في جانفي 2022 الى عقوبة المنع من الانتداب من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' لثلاث فترات أي الميركاتو الصيفي لسنة 2022 والميركاتو الشتوي 2023 وكذلك فترة الانتقالات الصيفية لنفس السنة بعد الشكوى التي رفعها فريق نيفتشي باكو الاذربيجاني الفريق السابق للاعب المغربي صابر بوغرين والذي طالب بمبلغ 500 الف يورو وبينما تمكن اهل القرار في الفريق من اغلاق هذا الملف عوقب فريق باب سويقة مرة اخرى بسبب منحة تكوين مستوجبة لفريقين سابقين للاعبين احدهما النيجيري ايوالا.
وجود الترجي الرياضي في دوامة عقوبات 'الفيفا' وهو الذي كان يعد من اكثر الفرق التونسية على مستوى الاستقرار المالي يجعلنا نطرح نقاط استفهام عديدة عن الوضع الذي آل اليه وضع النوادي في كرة القدم التونسية والتي نالت منها الصعوبات المالية الى حد جعل جلها يختار الاكتفاء بما لديه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية ولا يبرم صفقات كبيرة .حتى الصراع الذي كان يدور بين الفرق على انتداب بعض اللاعبين البارزين فقد افتقدها الجمهور الرياضي في ظل الركود الذي خيم على سوق الانتقالات اما بسبب قلة الموارد المالية او وجود الفرق تحت طائلة العقوبات من الاتحاد الدولي ...بل ان الترجي الذي كان دائما اكثر الفرق انفاقا على الانتدابات ولا سيما منها الصفقات الخارجية وجدناه ينساق الى سياسة التقشف في التعزيزات على مستوى الرصيد البشري...
نصف الاندية تعاني وزر عقوبات 'الفيفا'
في السنوات الاخيرة بات سيف عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' مسلطا بقوة على رقاب عدد من الاندية التونسية مما حال دون تعزيز رصيدها البشري في ظل حرمانها من الانتدابات لأكثر من فترة .ونتيجة للمتاعب المالية الكبيرة التي باتت تعرفها النوادي فقد اصبحت عاجزة عن الايفاء بالتزاماتها تجاه لاعبيها الامر الذي جعلهم يلجؤون لرفع شكاو الى الاتحاد الدولي لكرة القدم .واذا كان الترجي اخر الفرق التي تعرضت الى المنع من الانتداب فقد سبقه الى هذه العقوبة في السنوات الاخيرة ما يقارب نصف الاندية المنتمية الى الرابطة المحترفة الاولى ابرزها النادي الإفريقي الذي تحول الامر معه الى مسلسل متشعب الفصول كلما اقترب من نهايته الا وبرزت تطورات جديدة وعقوبات اخرى ...كما تعرض للمنع من التعاقدات كل من النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي والأولمبي الباجي والاتحاد المنستيري والنادي البنزرتي قبل أن ينجحوا تدريجيا في فك الحصار والتخلص من كابوس 'الفيفا'.
ونجح النجم الساحلي خلال شهر جانفي الماضي في رفع عقوبة المنع من التعاقدات التي فرضها الفيفا عليه، بسبب عجزه عن تسوية مستحقات وديون ناهزت 6 ملايين دينار (مليوني دولار) وذلك للاعبيه السابقين الإيفواري سليمان كوليبالي الذي انتدبه من الأهلي المصري والمالي عمر كوناتي الذي تعاقد معه في 2017 قادما من نادي نهضة بركان المغربي ولم يتسلم مستحقاته بعد أن قرر في 2021 فسخ عقده.وبعد ان تنفس الصعداء عزز الفريق رصيده ب3 اسماء قبل اسدال الستار على الميركاتو الشتوي وهم ياسين الشماخي ويوسف العبدلي وحمزة الجلاصي...
وسار النادي الصفاقسي على خطى فريق جوهرة الساحل واعلن في موفى شهر جانفي ايضا نهاية كابوس المنع من الانتدابات ليتمكن من تأهيل منتدبيه ويعيد الاطمئنان الى صفوف احبائه الذين ملوا من تكرار مسلسل عقوبات الاتحاد الدولي.
وتمكن الاتحاد المنستيري والنادي البنزرتي والاولمبي الباجي من خلاص خطايا الفيفا ورفع عقوبة المنع من الانتداب...فيما يواصل النادي الافريقي صراعه من اجل تجاوز هذا الكابوس خاصة ان حجم الديون المتراكمة بفعل عقوبات الفيفا ناهز الـ 4 مليارات.
العين بصيرة واليد قصيرة ....
لا يخفى على احد ان الازمات المالية جزء من واقع الاندية التونسية لكن تفاقمت الاوضاع لا سيما بعد ثورة 2011 وزاد حجم الصعوبات المالية التي تعيشها الفرق منذ ذلك التاريخ الى اليوم خاصة ان الاوضع الامنية فرضت في مرحلة اولى غياب الجمهور عن الملاعب قبل عودته مؤخرا بأعداد قليلة وهو معطى حرم الاندية من ابرز مواردها المالية وهو عائدات بيع تذاكر المباريات والاشتراكات.
فضلا عن ذلك برز اشكال جديد على سطح الاحداث يتعلق بغياب البث التلفزي نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الجامعة التونسية لكرة القدم ومؤسسة التلفزة التونسية مما جعل النوادي محرومة من عائدات البث التلفزي وهو الذي كان سبيلا مهما للنوادي لمقاومة مصاريفها المتراكمة.
الترجي الرياضي كان في وقت مضى في منأى عما تعيشه بقية الاندية من ديون متراكمة ومتاعب مالية جمة وكانت جلساته العامة التقييمية تؤكد ذلك مستفيدا من رئيس ناديه حمدي المؤدب الذي ينفق بسخاء ولا حساب على ناديه لكن في السنوات الاخيرة يبدو انه رفع راية الترشيد في الانفاق خاصة انه وجد نفسه يدفع ضريبة تراكم ديون ومتخلدات عدد من لاعبيه السابقين على غرار عبد الرؤوف بلغيث وعبد القادر بدران ....
هل آن الاوان لتغيير القوانين ؟
الثابت ان الحل لمساعدة الاندية على تجاوز متاعبها وانقاذها من حالة الانسياق نحو المجهول يتمثل في مراجعة القوانين البالية،ومن المفارقات ان المشرف على دواليب الكرة في تونس وجامعتها منذ اكثر من 10 سنوات هو دكتور عجز عن ايجاد دواء لامراض متعددة تنهش جسد كرتنا وتسير بها تدريجيا نحو الموت السريري.
والعمل اكثر من وقت مضى على تحويل الاندية الى شركات خاصة وتشجيع المستثمرين على دخول مجال الرياضة من خلال تقديم حوافز وامتيازات لهم وانشاء قوانين تحميهم وتضمن حقوقهم.
فضلا عن ذلك يجب ايلاء أهمية للبنية التحتية في ظل الوضع الكارثي لجل الملاعب ومنح مهمة صيانة الملاعب لشركات مختصة بما ان البلديات اثبتت ان صيانة البنية التحتية الرياضية ليس من اولوياتها.