ولئن تمكن المنتخب من هزم المنظم المكسيك في عقر داره وأمام جماهيره بثلاثة أشواط لشوطين في اخر مباراة من الملحق ومن قبله المنتخب الجزائري بثلاثة أشواط لشوط فإن ذلك لم يشفع له ليكسب الرهان اعتبارا لأنه كان قد فرط في أسهل مباراة أمام الشيلي التي مني خلالها بهزيمة غير متوقعة انتهت على نتيجة ثلاثة أشواط نظيفة أمام منتخب نكرة ولا يملك أية تقاليد على مستوى هذه اللعبة، نتيجة وجدت بعدها عناصرنا الوطنية النفس أمام المستحيل وطرحت أكثر من سؤال عن هذا المنتخب الذي بات يسير إلى المجهول فكل مسابقة يخوضها يخسر خلالها الرهان كالعادة ويعود مطأطئ الرأس.
سابقا ومنذ أشهر حين خسر المنتخب تاج بطولة إفريقيا للأمم في مصر وتحديدا في شهر جويلية الجميع برر الخيبة بالمظالم التحكيمية ثم جاء الدوري العالمي ولم يتمكن من الفوز سوى بلقاء وحيد من أصل ستة وبررت الهزائم بتفاوت موازين القوى مثل ما كان الحال في كأس العالم التي أتت معها الحصيلة الثقيلة 11 هزيمة ومن بعدها خسارة التأهل المباشر إلى الأولمبياد أمام المنتخب المصري في الكونغو برازافيل مؤخرا وكالعادة كان التحكيم محل اتهام واليوم ستأتي مؤكّدا تبريرات جديدة لهذه الخيبة ولكن كل التبريرات ستكون مرفوضة اعتبارا لأن الملحق الذي خاضه المنتخب كان الأسهل والمنتخبات التي واجهها ذات مستوى متوسط وهو الأفضل بينها لأنه هو المصنف في المرتبة 16 عالميا والمنتخبات التي واجهها تأتي في المراتب الموالية فالمكسيك في المركز 24 والجزائر في المرتبة 31 والشيلي تحتل المركز 34 في الترتيب العالمي وربما يكون الإتحاد الدولي قد أخطأ في منح المنتخب هذا المركز بما أن خيباته صارت لا تأتي إلا من منتخبات أقل منه على كل المستويات.
وستكون كل التبريرات مرفوضة والإطار الفني سيكون مطالبا بمدنا بتبرير مقنع حول عدم الإعتماد على حمزة نقة القوة الضاربة في المنتخب والنجم على حد السواء إلا في بعض الأوقات في مباراة الشيلي التي عجلت الهزيمة خلالها بخسارة المنتخب لرهان التأهل والحال أنه كان قادرا على تقديم الأفضل والذهاب بالمنتخب بعيدا شأنه شأن الثلاثي أمان وصدام الهميسي ومروان القارصي الذي لم تتم دعوته من الأساس إلى المنتخب على الرغم من أنه تم في المقابل دعوة عناصر الثلاثي المذكور أكثر منها جاهزية وعطاء.
لقد بات من الضروري اليوم اعادة ترتيب البيت من كل النواحي من أجل وضع الإصبع على مكمن الداء حتى يتم إيجاد الحلول اللازمة التي تمكن المنتخب من الخروج من القاع واستعادة هيبته التي ضاعت في السنوات الأخيرة جراء العثرات والخيبات المتتالية في كل المسابقات التي خاضها خاصة منها على المستوى القاري الذي صار يتسيّده المنتخب المصري لأننا على يقين بأن منتخبنا يضم عناصر طيبة قادرة على تحقيق الأفضل والحل الأنسب السير بالمنتخب في طريق التشبيب حتى يكون معاصرا لبقية المنتخبات فالشبان هم من تألقوا في ملحق التدارك على غرار محمد علي بن عثمان الذي تم اختياره في المرتبة الأولى كأحسن استقبال صحبة نبيل الميلادي وخالد بن سليمان كثاني احسن موزع.
وستكون الجامعة اليوم مجبرة على تقديم تبرير لهذه الخيبات المتتالية وإماطة اللثام عن أسباب الفشل الذي أجبرت على عيشه مع المنتخب جراء سياستها العرجاء التي تعتمد خلالها أساسا على التقوقع على الذات وسد كل سبل التواصل فالاعتراف بالذنب فضيلة سواء منها أو من الإطار الفني الذي سيكون مجبرا بدوره على أخذ القرار الصائب فالمنتخب لن يحتمل المزيد من النكسات في قادم الأيام.