في المركز الرابع وهو الاسوأ في تاريخ مشاركاته القارية بعد سقوطه في اللقاء الترتيبي أمام الجار المنتخب المغربي في سابقة لم تكن متوقعه من جمهوره العريض، مشاركة عرت النقائص الموجودة وفضحت كل مسكوت عنه في المنتخب طيلة الفترة الماضية تحديدا منذ «كان» 2020 حيث انه كان لا بد من المحاسبة بعدها لكن الأمر مر مرور الكرام والحصيلة كانت فشلا ذريعا قاريا وبطاقة المونديال لن تشفع والتغييرات لا بد أن تتم.
خرج المنتخب من النهائيات القارية الأخيرة يجر اذيال خيبة جديدة عكست في الأصل عمق الأزمة التي تعيشها كرة اليد التونسية وفضحت ما سعى البعض جاهدا لاماطة اللثام عنه وبان بالكاشف اليوم ان المحاسبة لا بد منها وان كل طرف مطالب بتحمل المسؤولية كاملة من لاعبين واطار فني ومسؤولين حتى لا تتكرر النتائج «الكارثة» الحاصلة اليوم في المرحلة القادمة، المنتخب بات يسير من السيئ إلى الأسوأ وهذا نتاج تراكمات المواسم الأخيرة التي لم يكن فيها تقييم موضوعي ولم تؤخذ خلالها الأمور بالجدية المطلوبة من المكتب الجامعي السابق ولم تكن فيها المحاسبة اللازمة من سلطة الإشراف على الرغم من انها كانت على بينة من كل ما يجري.
أصبح المنتخب اليوم عاجزا عن تجاوز منتخبات يفوقها على كل المستويات رغم قيمة العناصر الموجودة فيه وبات محل شكوك في كل مرة وفي كل مسابقة يخوضها وهذا لن يخدم مصلحته مستقبلا بعد ان فقدت الثقة فيه من كل المحيطين به، في المنتخب الاختيارات الفنية لم تكن موفقة وأكثر من لاعب قادر على تقديم الإضافة تم ابعاده عن قصد والحال ان مصلحته كان لا بد أن يتم مراعاتها بعيدا عن كل حسابات ضيقة مهما كانت بما ان المتضرر الأول من ذلك تظل صورة كرة اليد التونسية دون سواها.
مرحلة قادمة صعبة أيضا
يدرك الكل وقبل انطلاق منافسات «الكان» الأخيرة ان مهام المنتخب ستكون صعبة في ظل وجود منتخب متكامل مثل المنتخب المصري لكن لم يتوقع أحدا ان يضطر إلى الحصص الإضافية لتفادي الفضيحة أمام الكونغو الديمقراطية في ربع النهائي والى ان ينهزم أمام المغرب وهذه الخطوات أكدت مبكرا ان المرحلة القادمة ستكون صعبة أيضا بالنسبة لعناصرنا الوطنية، المنتخب تأهل إلى المونديال القادم والإعداد له لا بد أن يتم منذ الان لتفادي سيناريو نهائيات مصر التي اكتفى فيها بالدور الأول فالمهمة وفقا لما حاصل اليوم لن تكون سهلة أيضا.
ستنظم مصر «كان» 2024 المؤهلة إلى أولمبياد باريس بعد ان قوبل مطلب الجامعة بالرفض رغم المساعي التي قامت بها منذ تنصيب المكتب الجامعي الجديد والواضح ان المنتخب ينتظره تحد صعب أيضا في «الكان» القادمة التي سيخوضها من أجل اللقب الذي يعني تجديد الموعد مع الألعاب الأولمبية وسصطدم مجددا بالطموح المصري الذي بات دون حدود في ظل الانتعاشة القصوى التي تعيشها جميع منتخبات مصر دون استثناء، البحث عن الحلول الجدية وإعداد مجموعة قادرة على استعادة اللقب القاري وبطاقة الأولمبياد هدف أساسي متبقي للمكتب الجامعي بقطر النظر عن باقي التزاماته باعتبار ان نجاح المنتخب الأول يعني نجاح «اليد» التونسية والجامعة على حد السواء.
التغييرات لا بد أن تتم
تم طيلة الفترة الماضية إهمال الجانب التكويني وجميع منتخبات الشبان دخلت في خانة اللامبالاة وجميعها أهملت بتعلة عدم وجود الظروف الملائمة لاعادة الاهتمام بها وهذا يتحمل فيه المكتب الجامعي السابق المسؤولية كاملة باعتباره أهدر ما خصصته سلطة الإشراف من اعتمادات مادية دون وجه حق ووصل الأمر إلى حد حرمان عناصرنا الوطنية من المشاركات القارية واليوم الجامعة تسعى جاهدة رغم الصعوبات إلى التدارك الذي لا بد أن يتم بداية من المنتخب الأول، التعاقد مع المدرب القادر على قيادة المنتخب الأول إلى العودة إلى منصة التتويج قاريا وعلى تنقية الأجواء فيه كما يجب مطلب أول لا غنى عنه وغنوانا أول للمرحلة القادمة.
تبين اليوم ان عديد العناصر ابعدت والحال ان دورها كان هاما في «الكان» الأخيرة ومثل هذه الممارسات لا بد من القطع معها والاولوية لا بد أن تعطى فقط للاعب الذي يستحق فعلا ان يدافع عن ألوان الراية الوطنية لا غير ان أرادت الجامعة الأفضل للمنتخب، إيجاد الموارد المادية مهم حتى يقدر المنتخب على القيام بالتربصات الخارجية التي تقدم له الإضافة الفنيه والبدنية أيضا مع إعطاء الفرصة للشبان ودمجهم مبكرا لتفادي اي فراغ منتظر مثل ما هو معمول به في المنتخب المصري الذي بات عقبة يصعب تجاوزها.
باتت الغربلة ضرورية في المنتخب والبقاء فيه لا بد أن يعطى للاجدر للاعبين ولاطاره الفني على حد السواء ومن هو غير قادر على تقديم الإضافة ضروري ان يغادر، ملفات حارقة عديدة تنتظر قرارت جريئة من المكتب الجامعي قبل فوات الأوان وحتى لا يخسر المنتخب اكثر مما خسره إلى حد الآن.
الأمل يظل قائما
خسر المنتخب الكثير من مكانته لكنه يظل قادرا على استرجاعها في الفترة القادمة بفضل الجهود التي يبذلت من الجامعه، الجامعة ستنظم البطولة العربية للاندية البطلة المؤهلة إلى المونديال وايضا بطولة افريقيا للاندية البطلة وهذا سيمكن الفرق التي يعول المنتخب على مجموعة كبيرة من لاعبيها إلى العودة للمشاركات العربية والقارية بعد ان ابتعدت في الفترة الأخيرة والجامعة تتطلع أيضا إلى تنظيم البطولات القارية للشبان وايضا بطولة العالم للاصاغر وهذه في حد ذاتها مؤشرات ايجابيه للمستقبل يكفي ان يتم تسليم الأمور الفنية للمدربين الذين يستحقون ذلك في جميع المنتخبات، كرة اليد التونسية تستحق الأفضل ومنتخب الاكابر المرآة الأولى العاكسة لما يوجد فيها يظل قادرا على إعادة اشعاعها ان تم التعامل بما يجري فيه بجدية وان أعطيت فيه الفرصة للطرف الذي يضع مصلحته فوق كل اعتبار اولا واخيرا فمركز رابع في بطولة افريقيا للأمم التي يتزعم صدارتها بعشرة القاب يظل غير لائق به.
انهى «الكان» رابعا: المنتخب من السيء إلى الأسوأ ونقاط عديدة للمراجعة
- بقلم سيدة المسعي
- 10:06 20/07/2022
- 590 عدد المشاهدات
أنهى المنتخب الوطني للاكابر مشوار النسخة 25 من بطولة افريقيا للأمم التي اختتمت منافساتها يوم 18 جويلية الجاري في مصر