لم يقدر الترجي الرياضي على الحفاظ على تاج بطولة افريقيا للأندية البطلة التي اختتمت منافساتها منذ يومين في قليبية وفرط في اللقب لفائدة الأهلي المصري الذي كان اكثر حضورا على كل المستويات، فريق باب سويقة لم يقدر خلال الموسم الحالي سوى على ما هو محلي بعد ان اضاع أيضا في فيفري المنقضي فرصة التتويج بالبطولة العربية للأندية البطلة واكتفى بمركز ثالث لم يرق الى انتظارات جمهوره العريض والحال انه يضم في صفوفه منتخبا بأكمله والمخاوف كبيرة بشأنه في قادم الاستحقاقات التي تنتظره منها خاصة بطولة العالم التي سيراهن فيها على بطاقة الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه.
علقت امال كبيرة على الترجي الرياضي في الحفاظ على اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي بما أن المنافسات أقيمت في بلادنا وأمام جمهوره لكنه لم يقدر على التتويج واستسلم لخسارة ثانية عكست النقائص الموجودة فيه على أكثر من مستوى، فريق باب سويقة لم يقدر في النهائي على مجاراة النسق الذي فرضه الأهلي المصري رغم قيمة الرصيد البشري الموجود في صفوفه ولولا حمزة نقة لكانت الحصيلة أسوأ وتأكد بعدها أنه مازال ينتظره الكثير من العمل لبلوغ الافضل.
استقطب الترجي ابرز اللاعبين في البطولة الوطنية وجرد باقي الأندية من ابرز العناصر لكن ذلك لم يكن كافيا له للمراهنة على التتويجات العربية والقارية والفريق فشل في المسابقتين، سيطرة الترجي المحلية لم تكن كافية له لتجاوز فرق في قيمة الريان القطري والأهلي المصري بما انه وجد نفسه دون منافس في البطولة الوطنية بسبب التراجع الكبير للمستوى فيها وفي أبرز فرقها في مقدمتها النجم الساحلي والنادي الصفاقسي اللذان استقطب فريق باب سويقة أبرز العناصر فيهما في الموسمين الاخيرين وهم حمزة نقة واحمد القاضي من الاول والياس القرامصلي وإسماعيل معلى من الثاني في الصائفة الماضية.
مستوى البطولة من الأسباب المباشرة
يبقى مستوى البطولة الوطنية من الأسباب المباشرة التي ادت بالترجي الى خسارة لقبين هامين في أشهر قليلة وهما البطولة العربية وبطولة افريقيا لكن الفريق يظل المسؤول الأول عن ذلك بسبب الانتدابات اللامدروسة التي قامت بها هيئته المديرة وإفراغه لمنافسيه من أفضل اللاعبين والحال انه يملك مجموعة متميزة لو منحت لها الفرصة لحققت ما هو مطلوب بدل أن تظل لمواسم على بنك البدلاء دون فائدة، الترجي استغل الضائقة المالية لمنافسيه وغياب الموارد اللازمة لدى البعض الاخر وضم منتخبا الى صفوفه وهذا جعله لا يجد المنافسة الكافية التي تقدم له الاضافة وتمكنه من جاهزية بدنية وفنية يقارع بها أبرز الفرق العربية والأكيد أن المسؤولية في النتائج الحاصلة له خاصة في الموسم الحالي يتحملها مسؤولوه بدرجة أولى.
ستكون هناك نقاط عديدة للمراجعة في الفريق من الهيئة المديرة للنادي ان كانت تريد الافضل لفريقها مستقبلا فالاكتفاء بما هو محلي ليس بالانجاز لفريق في قيمته، الترجي اكتفى بالانتدابات على حساب التكوين وهذا كلف خزينته الكثير ماديا وهذه النقطة لا بد ان تكون محل مراجعة من الهيئة المديرة سيما ان مصاريف الفرع ستكون اكبر في الفترة المقبل بعد عودة فريق الكبريات الى الوطني «أ».
وقوانين الجامعة أيضا
عقدت في المواسم الماضية اكثر من جلسة عامة خارقة للعادة لكن التغيير لم يأت والأمر ظل على حاله خاصة بالنسبة للقوانين المنظمة لانتقالات اللاعبين، قوانين ظلت على حالها بسبب اصرار مسؤولي الفرق على ذلك في خطوة عكست انانيتهم تجاه اللاعبين الذين اضطروا الى الامضاء على عقود طويلة المدى حرمت اكثر من واحد منهم من خوض تجربة احترافية ناجحة.
يعد الترجي أكثر الفرق استفادة من هذه القوانين التي استقطب من خلالها مجموعة هي الأفضل في البطولة الوطنية دون منازع ستكون على ذمته خلال المواسم القادمة أيضا لكن ذلك لن يخدم سوى مصلحته، الفرق لن تستفيد ولن تكون قادرة على مجاراة النسق الموجود في باقي الأندية المنافسة خاصة منها العربية ان ظل الأمر على حاله وما لم يكن هناك الجديد بخصوص قانون احتراف اللاعبين ولم توضع مصلحتهم ضمن الأولويات بما أن ذلك سيكون له الانعكاس السلبي على المنتخب أيضا والحال أنه في حاجة الى خدمات أكثر من لاعب محترف والفتة القادمة ستؤكد ذلك من عدمه.
المخاوف كبيرة على المنتخب
يضم الترجي الرياضي في صفوفه جل لاعبي المنتخب وأبرزهم ونتائجه السلبية عربيا وإفريقيا سيكون لها انعكاس سلبي على المجموعة الدولية بدرجة اولى، بقاء فريق باب سويقة دون منافسة محليا لم يخدم مصلحته ومصلحة عناصرنا الوطنية أيضا بما انها لم تخرج بأي فائدة فنية من منافسات البطولة وحتى الجاهزية البدنية ستكون في حاجة الى عمل كبير فهذا ما ظهر جليا خلال نهائي البطولة الافريقية منذ يومين. تنتظر المنتخب الوطني تحديات كبيرة خلال الفترة المقبلة في مقدمتها الالعاب المتوسطية في الجزائر وما بعدها بطولة العالم ثم البطولة العربية للأمم وتربصات مكثفة وخوض مباريات ودية في اعلى مستوى تبقى مطلبا لا غنى عنه ان أرادت الجامعة الحفاظ على النتائج الممتازة التي هي بحوزة عناصرنا الوطنية فالاكتفاء بما يوجد في البطولة تبين انه غير كاف للمراهنة على ابسط الألقاب، عمل كبير ينتظر الاطار الفني للمنتخب من أجل ان تستعيد المجموعة مستواها المعهود بدنيا وفنيا على حد السواء فالترجي بسبب سياسته اللامسؤولة اعاد العناصر الدولية خطوات الى الوراء بعد ان ضمها الى صفوفه والجامعة تعد شريكا في ذلك بسبب القوانين البالية التابعة لها التي لم تعد مواكبة للتطور الذي تعيشه الكرة الطائرة في الخارج وباتت عائقا لا بد من التخلص منه حتى لا تعود «الطائرة» التونسية الى نقطة البداية وتحافظ على افضليتها بين أبرز منتخبات العالم.. يذكر ان المنتخب يتواجد في المركز 14 عالميا في اخر تصنيف وثباته فيه من عدمه مرتبط بما سيحققه من نتائج في مختلف الاستحقاقات التي تنتظره في الفترة المقبلة.
الكرة الطائرة: فرط أيضا في بطولة افريقيا للأندية: سيطرة الترجي لـم تتجاوز ما هو محلي ومخاوف على المنتخب
- بقلم سيدة المسعي
- 11:56 19/05/2022
- 791 عدد المشاهدات
• استقطاب أبرز العناصر والبقاء دون منافس محليا لا يعني الافضلية دائما فالأمر سلاح ذو حدين وهذا ما جناه الترجي على نفسه خاصة في الموسم الحالي