من تصفيات كأس العالم الخاصة بالقارة الإفريقية ليقترب بذلك من اقتلاع بطاقة التأهل إلى نهائيات مونديال قطر 2022 شرط تأكيد نتيجة الذهاب في لقاء العودة في ملعب حمادي العقربي برادس يوم الثلاثاء القادم في الثامنة والنصف ليلا.
بعد عودتهم أمس إلى ارض الوطن،طوى نسور قرطاج صفحة الانتصار على النسور المالية ليبدأ التحضيرات لامتحان الثلاثاء القادم والذي سيلعب فيه المنافس كل اوراقه من اجل قلب المعطيات وانعاش آماله في التأهل وهو ما يتطلب من زملاء نعيم السليتي التركيز واليقظة وحسم المباراة بصفة مبكرة للاطمئنان على تذكرة التأهل الى المونديال للمرة السادسة في تاريخ الكرة التونسي بعد سنوات 1978 و1998 و2002 و2006و2018.نسور قرطاج عادوا فجر امس السبت الى ارض الوطن وبعد نيل قسط من الراحة انطلقوا في التحضيرات بحصة تدريبية مسائية على ان يتواصل البرنامج بحصة اخرى اليوم وتختتم التحضيرات غدا الاثنين بحصة اخيرة في ملعب رادس ستكون مفتوحة في جزئها الأول للاعلاميين لمتابعتها فقط دون اجراء الحوارات مع الاطار الفني واللاعبين.
هل سيتكرر سيناريو 1978 ؟
استفاد المنتخب الوطني في لقاء الامس من النيران الصديقة بما ان الهدف الوحيد في اللقاء حمل توقيع موشى سيساكو خطأ مرماه في الدقيقة 36 ليقطع بعناصرنا الوطنية نصف المسافة نحو التاهل الى المونديال.
هدف سيساكو يعيدنا بالذاكرة الى اكثر من اربعة عقود من الزمن وتحديدا لتصفيات كاس العالم الارجنتين 1978 والذي دخل فيه منتخبنا التاريخ كاول منتخب عربي وافريقي يفوز في المونديال وذلك على حساب المكسيك 3-1،فيذكر التاريخ ان منتخبنا تأهل الى تلك النسخة من هدف بنيران صديقة في لقاء تونس ونيجيريا من توقيع اللاعب غودوين اوديي خطأ في مرماه وفي حضور غفير من جمهور النسور الخضراء في لاغوس .فهل يعيد التاريخ نفسه ويكون التأهل الى النهائيات بتجاوز امتحان الثلاثاء القادم بسلام؟
متألقون بالجملة
عرفت مباراة ليلة الجمعة بروز عدة اسماء من المنتخب الوطني تألقت ونجحت في تقديم اداء مميز اكسبها ثناء الجمهور ومن بين الاسماء التي تركت افضل الانطباعات نجد نادر الغندي معوض بلال العيفة في محور الدفاع فضلا عن الظهير الايسر علي معلول.ولا يمكن ان نمر دون ان نذكر بروز عيسى العيدوني وغيلان الشعلالي الذي احبط عديد الهجمات للمنافس كما صعد للمساندة الهجومية والامر ينطبق على محمد علي بن رمضان الذي أضفى حيوية على الخط الأمامي، كذلك حتى البشير بن سعيد حارس المرمى رغم انه قام ببعض هفوات سوء التقدير في بعض المحاولات فإنه كان حاضرا للذود عن مرماه في اكثر من مناسبة.
القادري يجيب منتقديه و يعبر بسلام أول اختبار
كانت مباراة ليلة الجمعة المصافحة الرسمية الاولى للمدرب جلال القادري بعد تعيينه مدربا اوللا للمنتخب خلفا للمنذر الكبير ويمكن القول انه نجح في تجاوز اول عقبة بسلام خاصة انه درس المباراة والمنافس كما يجب وتمكن من استغلال اخطاء مدرب مالي محمد ماغاسوبا خاصة فيما يتعلق بطريقة اللعب والتغييرات في أثناء المواجهة.
منتخب مالي خلق عديد الفرص في لقاء الجمعة لكن تباعد خطوطه الثلاثة على وجه الخصوص حال دون بلوغ هدفه ومع تقدمه للهجوم اثر قبول الهدف فإنه ترك مساحات في مناطقه كاد يستغلها منتخبنا في الهجمات المعاكسة...
مباراة باماكو يمكن القول إنها كانت فرصة لجلال القادري ليسكت أفواه المشككين في كفاءته ويجيبهم على المستطيل الاخضر.
بين سيساكو وكوليبالي
لو كان سوء الحظ انسانا ليلة الجمعة لتجسم في مدافع ستندار دي لياج البلجيكي موسى سيساكو،فهذا الأخير فشل في ارجاع الكرة الى حارس مرماه لتغالطه وتلج الشباك في الدقيقة 36 ولم تمض دقائق معدودة حتى قدم هدية أخرى لنسور قرطاج اثر اقصائه من المباراة بعد تدخله على سيف الدين الجزيري.
سيساكو كان نجم الجمهور التونسي في وسائل التواصل الاجتماعي وبرزت عبارات التغني به بعد ان كان وراء هف الفوز لنسور قرطاج.وسرق سيساكو النجومية في تونس من مواطنه كوليبالي، الذي كان من أشهر اللاعبين الذي لا يزال يتذكرهم الشارع الرياضي التونسي ، وذلك منذ سنة 1994 عندما صدم الجماهير التونسية في افتتاح كأس افريقيا التي أقيمت في تونس، وسجل هدفا حاسما حكم على نسور قرطاج بمغادرة البطولة منذ الدور الأول، لتبقى من أسوأ الذكريات التي تحتفظ بها الذاكرة الرياضية التونسية، ويمكن القول إن اسم كوليبالي كان بمثابة كابوس لازم جيل1994. والطريف أن هدف كوليبالي سُجل يوم 26 مارس 1994، وبعد قرابة 28 سنة عن صدمة كوليبالي، أسعد لاعب مالي الجماهير في تونس.
وتجدر الإشارة الى ان جمهور المنتخب المالي استبشر منذ مدة، بقبول المدافع موسى سيساكو تمثيل منتخبها، بما أنه كان مرشحا لنحت مسيرة بطولية مع المنتخب الفرنسي، حيث لعب للمنتخب الأولمبي وكان يتوقع له أن يكون خليفة رافئيل فاران، نجم دفاع بطل العالم 2018، حيث تلقى تكوينا مميزا في أكاديمية باريس سان جيرمان الفرنسي، وبرز مع شبان الفريق.
مباراة نيجيريا في البال
اثر نجاح المنتخب التونسي في تحقيق الفوز في مالي بالذات لمسنا في ردود فعل بعض الأحباء فرحة كبيرة تحولت الى مبالغة في بعض الأحيان واعتبار منتخبنا قويا ولا يمكن لأي منتخب من القارة السمراء ايقافه.الثقة مطلوبة حتما لكن ان زادت عن الحد انقلبت إلى الضد ،ولعل الجميع لا يزال يتذكر سيناريو مباراة نيحيريا في كاس افريقيا الاخيرة وما افرزه الفوز من ‘تضخيم ‘ للاعبين جعلهم يظهرون في لقاء ربع النهائي ضد بوركينا فاسو بوجه مخيب...لذلك فاللاعبون مطالبون بأن يُبقوا اقدامهم على الأرض ويخوضوا لقاء رادس وكأنه فرصتهم الوحيدة للتأهل ولا يستسهلوا المهمة حتى لا يحصل ما لا تحمد عقباه.
المنتخب الوطني: مؤشرات إيجابية قبل لقاء الإياب ... غدا اختتام التحضيرات
- بقلم سلاف الحمروني
- 09:42 28/03/2022
- 357 عدد المشاهدات
أنجز المنتخب الوطني لكرة القدم ليلة الجمعة نصف المهمة عندما عاد من باماكو بفوز ثمين بهدف لصفر على المنتخب المالي في لقاء ذهاب الدور الفاصل