بعد دعوته للالتحاق بالمنتخب الاسباني: إسماعيل الغربي يعيد إلى الأذهان سيناريو المواهب الضائعة من نسور قرطاج

شغل موضوع إسماعيل الغربي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي الشارع الرياضي التونسي في الساعات القليلة الماضية خاصة بعد أن جاء الخبر الصادم

بإعلان الجامعة الاسبانية لكرة القدم عن توجيه الدعوة إلى متوسط الميدان إسماعيل الغربي وهو من أصول تونسية ويملك الجنسية الفرنسية قصد الانضمام إلى ‹الماتادور› استعدادا للمباراة الودية لمنتخب اسبانيا للأواسط مع نظيره الدنماركي يوم 23 فيفري الحالي.
وتجدر الإشارة إلى أن والدة الغربي تملك جنسية اسبانية ،ولم يبد ابن السابع عشرة سنة موقفه النهائي من دعوة الجامعة الاسبانية لكن يبدو العرض الاسباني مغرخاصة أن اللاعب أمضى وقتا طويلا دون أن يحسم قراره في الانضمام إلى المنتخب التونسي أو الالتحاق بمنتخب فرنسا رغم المفاوضات بين الجامعتين التونسية والفرنسية.علما وأن الجامعة التونسية لكرة القدم دخلت في مفاوضات مع الغربي من أجل ضمّه لنسور قرطاج في قائمة اللاعبين لبطولة كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي استضافتها الكاميرون، لكن اللاعب طلب تأخير انضمامه لمنتخب تونس إلى ما بعد ‹الكان› مشيرا إلى أنه يُركز حاليا على تقرير مستقبله مع النادي ‹الباريسي›.
والى حدود اتخاذ إسماعيل الغربي موقفه النهائي ،يبدو أن كابوس الفشل في استقطاب هذه الموهبة يخيم على المكتب الجامعي لكرة القدم ويعيد الى الاذهان عدة سيناريوهات اخرى للاعبين بذلت الجامعة جهودها لاقناعهم بتمثيل المنتخب التونسي لكن مساعيهم صاحبها الإخفاق،وفي الورقة التالية سنسلط عليها الضوء...
سيناريو اللموشي وبن عرفة وبن يدر في البال
لم تكن مساعي المكتب الجامعي في إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية مفروشة بالورود فلئن كُلّل بعضها بالنجاح فإن البعض الآخر لم يكن من السهل إقناعه بالانضمام إلى كتيبة نسور قرطاج ،على العكس من ذلك فبعض الأسماء رفعت راية الرفض على غرار صبري اللموشي وهو فرنسي المولد وتونسي الاصل في 1994 حيث فضل الانضمام الى منتخب ‹الديكة›. قبل احتضان تونس بطولة أمم أفريقيا سنة 1994، انضمّ اللموشي إلى قائمة المنتخب التونسي في إحدى المباريات الوديّة، لكنّ مدرب نسور قرطاج حينها، يوسف الزواوي لم يقحمه ولو لدقيقة واحدة، فاستغلّت فرنسا بعد ذلك الفرصة وضمّت لموشي إلى صفوفها، تحديدا في الفترة الممتدة من سنة 1996 إلى 2000.
وخلّف ظهور اللموشي بقميص فرنسا في تلك الفترة خيبة أمل واسعة لدى الجمهور التونسي الذي حمل الزواوي مسؤولية ما حدث، لكنّ في المقابل،اتهم البعض الآخر لاعب إنتر ميلانو السابق برفض تمثيل المنتخب التونسي، ووصفوه بـ’الخائن’ .
لكن جاء تصريح اعلامي للرئيس السابق للجامعة التونسية لكرة القدم حمّودة بن عمّار ليبرّأ اللموشي من تهمة ‘الخيانة’، عندما قال: «قبل بطولة أمم أفريقيا سنة 2004 التي احتضنتها تونس، تحدثت مع لموشي من أجل الانضمام مجددا إلى المنتخب في تلك المسابقة، ورحّب كثيرا بالفكرة».
اضافة الى اللموشي نجد ايضا حاتم بن عرفة الذي رفض الانضمام للمنتخب التونسي سنة 2006 في فترة اشراف المدرب الفرنسي روجيه لومار، واختار بدوره تمثيل منتخب «الديوك»، لكن رغم أنه يتمتّع بموهبة فريدة، موهبة فطرية، ولد بها بن عرفة في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، فإنه قد تعرض للتهميش خاصة مع يورو 2016، وذلك بعد عدم استدعائه من قبل مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب إلى استحقاقات بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2016، التي أقيمت في فرنسا نفسها.
وسام بن يدر ايضا فاوضته الجامعة منذ 2017 لكنه تمسّك بالرفض طمعا في دعوة من المنتخب الفرنسي لكن المفاجأة جاءت قوية بما انه وجد نفسه خارج حسابات المنتخب الازرق في مونديال روسيا 2018.ومن بين ابرز الاسماء التي رفعت راية الرفض نجد التونسي الاصل الالماني الجنسية سامي خضيرة اللاعب السابق لريال مدريد وبعد سنوات نسج شقيقه راني خضيرة على منواله متعللا بعامل اللغة في وقت رحب انيس بن حتيرة بتمثيل نسور قرطاج رغم انه كان الماني المولد كما هو الشأن لمحمد دراغر لاعب بادبورن الالماني وآخر الاسماء التي عززت تركيبة النسور هو حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد الانقليزي والذي عزز تشكيلة المنتخب في كأس العرب وكأس افريقيا للامم التي جرت مؤخرا بالكاميرون كما هو الشأن بالنسبة الى محترف بروندبي الدنماركي انيس بن سليمان والذي مثل المنتخب في عدة رهانات في الفترة الاخيرة.
بارقة امل
حتى ان تلقى اسماعيل الغربي دعوة من الجامعة الاسبانية لكرة القدم لتعزيز صفوف منتخب الاواسط فإن ذلك لا يمكن ان ينسف آمال التحاقه بنسور قرطاج،والامل يبقى قائما حتى ان التحق الغربي بمنتخب اسبانيا في المباراة المذكورة.وسبق للمنتخب التونسي أن استرجع عددا من اللاعبين الذين بدؤوا مشوارهم الدولي مع منتخبات أوروبية قبل أن يختاروا اللعب ضمن منتخب نسور قرطاج على غرار أنيس بن حتيرة الذي توج مع ألمانيا ببطولة أمم أوروبا للشبان 2009 وشوقي بن سعدة والتيجاني بلعيد الذين لعبوا تحت راية فرنسا للشبان وحسين الراقد الذي رفض الانضمام لمنتخب ناشئي فرنسا واختار اللعب لتونس وقبلهم لا ينسى الجمهور الرياضي سليم بن عاشور صانع العاب نسور قرطاج واحد نجوم ملحمة التتويج بكأس افريقيا للامم 2004 . وانضافت إليهم اثر ذلك اسماء عديدة على غرارصيام بن يوسف ووهبي الخزري ونعيم السليتي ولاري العزوني وانيس البدري ومحمد وائل بالعربي ومعز حسن وسيف الدين الخاوي والياس السخيري وغيرهم...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115