لم يسبق لهم ان مارسوا كرة القدم او لم تكن لهم علاقة سابقة بالمستطيل الاخضر ولكنهم نجحوا في اثبات ذواتهم كمدربين اكفاء . في المقابل هناك اساطير كروية سحرت الألباب في الملاعب لكنها كانت عاجزة عن بناء مسيرة تدريبية ناجحة على غرار النجم الارجنتيني الراحل مارادونا.
في السنوات الاخيرة ،يبدو ان اهل القرار في عديد المنتخبات اقتنعوا بقدرة اللاعبين الدوليين السابقين على تقديم الاضافة ومنح ما يملكون من خبرتهم لافادة منتخباتهم فكنا امام عدة تجارب للاعبين دوليين سابقين تسلموا المقاليد الفنية لمنتخباتهم وقادوها الى تحقيق نتائج مميزة على غرار جمال بلماضي قائد ملحمة صعود الجزائر على منصة التتويج في كاس افريقيا سنة تسعة عشرة والفين... والجامعة التونسية لكرة القدم اختارت بدورها السير في هذا النهج سابقا وهاهي تعطي الفرصة اليوم لكل من علي بومنيجل وسليم بن عاشور وكلاهما كانا ضمن المجموعة التي توجت بكأس افريقيا 2004.
في الورقة التالية سنسلط الضوء على بعض التجارب للاعبين دوليين سابقين في قارة إفريقيا اشرفوا على منتخبات بلادهم ونجحوا في كسب رضاء الجمهور.
اليو سيسي قائد ملحمة اول لقب قاري ل’اسود التيرنغا’
لن ينسى الجمهور السنغالي حتما تاريخ 6 فيفري الماضي الذي تزامن مع تتويج منتخب السنغال بأول لقب من كأس افريقيا للامم اثر فوزه على منتخب مصر بركلات الترجيح،بقيادة المدرب اليو سيسي واحد من النجوم السابقين ل’اسود التيرنغا’ الذين اعتزلوا اللعب وحلم التتويج القاري يراودهم فكتب له ان يناله مدربا.
وُلد أليو سيسيه في الرابع والعشرين من مارس 1976، كانت بدايته كمتوسط ميدان دفاعي مع نادي ليل الفرنسي عام 1994، ثم انتقل إلى سيدون عام 1997، ومنه الى باريس سان جيرمان عام 1998، وفي 2001 تم إعارته لمونبلييه ثم بيعه لبيرمنغهام الإنقليزي في العام التالي، ومنه إلى بورتسموث عام 2004، وأخيرا عاد إلى سيدون عام 2006، قبل انتقاله في 2008 إلى نيم الذي أنهى به مسيرته عام 2009.
في تلك الفترة مثّل سيسيه منتخب بلاده في 35 مباراة دولية بين عامي 1999 و2005، وللتوضيح، قبل تلك الحقبة لم يسبق للسنغال التأهل لكأس العالم على مر التاريخ، بينما كان الإنجاز الأكبر على الصعيد الافريقي هو المركز الرابع في نسختي 1965 في تونس و1990 في الجزائر.
وتولى أليو سيسيه قيادة منتخب السنغال منذ عام 2015 بعدما سبق له العمل مساعدا للفرنسي آلان جيريس وآمارا تراوري وجوزيف كوتو، كما تولى تدريب المنتخب الأولمبي السنغالي.
ونجح سيسيه في قيادة منتخب السنغال لنهائي نسخة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي أقيمت في مصر، ولكنه خسر الرهان في النهاية بعد الهزيمة أمام الجزائر بنتيجة (1-0).
في دورة 2021+1 ،نجح سيسي في دخول التاريخ من خلال قيادة ‘اسود الترينغا’ الى اول لقب في تاريخهم اثر الفوز في النهائي على مصر بركلات الترجيح ليقرر الاتحاد الافريقي لكرة القدم اختياره افضل مدرب في الدورة.
مالو ضابط الشرطة الذي احدث ثورة في منتخب بوركينا فاسو
نجح كامو مالو، مدرب بوركينا فاسو، في قيادة منتخب’الخيول’ إلى إنجاز تاريخي من خلال الوصول لنصف النهائي في كأس امم افريقيا 2021+1، بعد عبور عقبة المنتخب التونسي في ربع النهائي ، اذ نجح المدرب المحلي في إعادة هيكلة هذا المنتخب، الذي قدم اداء مميزا في نسخة الكاميرون.
مالو، الذي أهدى الانتصار في دور الثمانية، لشعبه الذي يعاني من واقع صعب، بعد الانقلاب العسكري في البلاد. وفي ظل هذه الظروف، قد يكون وجود صاحب الـ(59 عاما)، على رأس منتخب ‘الخيول’ أمرا مهما، بشكل خاص في الوقت الحالي.
يختلف مالو، الذي يطلق على نفسه تسمية ‘القائد المولود’، عن العديد من أقرانه في أكثر من طريقة، فهو مفوض شرطة متقاعد، مع قرارات صارمة، ذلك انه ضم ابنه باتريك في تشكيلة المنتخب لكأس الأمم، لكنه لم يشارك منذ البداية في الهزيمة الافتتاحية أمام الكاميرون.
ونشأ مالو، وهو لاعب كرة القدم سابق، في العاصمة واغادوغو، حيث انضم لسلك الشرطة وكان على وشك إجراء امتحاناته ليصبح نقيبا، لكنه فضل الذهاب إلى ألمانيا للحصول على شهادات تدريبية.وتمتع مالو بنجاح تدريبي محليا، بما في ذلك الفوز باللقب رفقة فريق رايل، قبل أن يحظى بفرصة إدارة المنتخب الوطني في عام 2019.
بلماضي غير وجه محاربي الصحراء
بات اسم جمال بلماضي مرتبطا بالنجاح والانضباط ورمزا للعب الجماعي والتضحية، ما جلب له حب الجماهير الجزائرية وشعبية كبيرة ومستمرة منذ أكثر من ثلاثة سنوات. فقد أعاد هذا الرجل الحديدي لمنتخب ‘محاربي الصحراء’ هيبته القارية بقدر ما حوله لماكينة رهيبة لم تذق مرارة الخسارة منذ اكثر من 33 مباراة. وقد أثار بلماضي، مواليد 27 مارس 1976 بضاحية شامبيني سور مارن قرب باريس، شيئا من السخرية عندما أعلن غداة تعيينه في اوت 2018 أن الهدف الذي سطره مع رئيس الاتحاد المحلي آنذاك (خير الدين زطشي) هو الفوز بكأس الأمم الأفريقية المقبلة. لكن هذه السخرية تبددت في وقت سريع وأصبح الجميع ينظر إلى تصريحات الناخب الجديد بجدية وتأمل، لاسيما وسط الجمهور الجزائري المتعطش للانتصارات والذي افتقد طعم الفرحة منذ عام 1990 وتتويج رابح ماجر وزملائه بأول لقب قاري في تاريخ المنتخب.
كانت الأجواء داخل منتخب الخضر لدى وصول بلماضي، اللاعب الذي نشأ في نادي باريس سان جرمان ولعب في أولمبيك مرسيليا ومانشستر سيتي قبل الدخول في عالم التدريب في قطر، رهينة الخيارات العشوائية وانعدام الاستقرار. وبعد مشاركته الموفقة في مونديال 2014 بالبرازيل حيث بلغ ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه، دشن الفريق مرحلة من أربع سنوات تناوب خلالها خمسة مدربين على رأس الاطار الفني آخرهم مجد الكرة المحلية رابح ماجر.
وفي كأس الأمم 2017 في الغابون، خرج الجزائريون من الدور الأول في مجموعة ضمت تونس والسنغال وزيمبابوي كما أنهم فشلوا في التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا لتبدا نقطة التحول بعدها وينطلق بلماضي في كتابة اسمه في تاريخ الجزائر من خلال الصعود على منصة التتويج القارية والظفر بلقب كأس إفريقيا للامم في نسخة مصر 2019 اثر الفوز في المباراة النهائية على منتخب السنغال،غير ان المشاركة الاخيرة في نهائيات كاس افريقيا بالكاميرون 2021+1 كانت مخيبة بكل المقاييس فلم يفلح الخضر في الحفاظ على لقب2019 بل غادروا السباق من الدور الاول.
من لاعب دولي متميز الى مدرب ناجح في قيادة منتخب بلاده: سيسيه كتب التاريخ في السنغال وبلماضي أعاد الجزائر إلى طريق التتويجات
- بقلم سلاف الحمروني
- 09:53 14/02/2022
- 610 عدد المشاهدات
في عالم الساحرة المستديرة ،لا يشترط ان تكون لاعبا دوليا سابقا لتلج مجال تدريب الفرق والمنتخبات على وجه الخصوص والتجارب في هذا الاطار عديدة لمدربين