حصاد النسخة العاشرة من كأس العرب 2021: حضور جماهيري فاق التوقعات..إشادة واسعة بتنظيم البطولة وبطل جديد لـ«العرب»

أسدل الستار على النسخة العاشرة من كأس العرب التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في الفترة بين 30 نوفمبر الماضي إلى 18 ديسمبر

الحالي في بطولة شهدت مشاركة 16 منتخبا عربيا وذلك في أعلى نسبة مشاركة مقارنة بمختلف النسخ السابقة التي لعبت لتكون النسخة العاشرة استثنائية بكل المقاييس خاصة بعد أن كسبت شرعية إضافية بما أنها أجريت تحت غطاء الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الذي يبدو أن اقتنع بما قدمته المنتخبات العربية حيث تؤكد الأخبار القادمة من الدوحة أن كأس العرب ستدخل أجندة المسابقات الكروية بعد تأكيدات رئيس «الفيفا» أن البطولة ستتواصل برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم.
19 يوما لمونديال العرب كانت شاهدة على الإثارة والمتعة والتشويق رغم غياب عدد كبير من نجوم الصف الأولى في الكرة العربية إلا أن ذلك لم يمنع البطولة من شدّ الاهتمام بسبب عدة عوامل أولها التنظيم الرائع كذلك الحضور الجماهير اللافت والأهم المستوي الفني الكبير لعدة منتخبات أمنت الفرجة وصور ستظل عالقة في الأذهان مما جعل الجميع يؤكدون أن كأس العرب قطر 2021 كانت استثنائية وناجحة بكل المقاييس ليبقي الطموح أن تتواصل البطولة العربية في قادم السنوات.
وسنعود في مقال اليوم إلى حصاد كأس العرب قطر 2021 بداية من دور المجموعات وصولا إلى المشهد الختامي خاصة أن البطولة ككل قدمت عدة أرقام ومعطيات من بينها بطل جديد تمثل في منتخب الجزائر الذي لم يسبق له أن رفع كأس العرب.
بطل جديد
لم يسبق للكرة الجزائرية أن تسيدت الكرة العربية رغم مشاركاتها السابقة في كأس العرب بعد أن شاركت في نسختي 1988 و1998 وخرج المنتخب الجزائري من الدور الأول لتكون نسخة 2021 استثنائية لمحاربي الصحراء بما أنها اقترنت بأول تتويج عربي لهم أكد سيطرة الكرة الجزائرية خاصة أن المنتخب الأول توج في 2019 بكأس أمم إفريقيا وبذلك سجلت انتفاضة الكرة الجزائرية.
كما أن النسخة العاشرة أمنت بطلا عربيا جديدا تمثل في المنتخب الجزائري الذي تؤكد الأرقام أنه استحق لقبه دون منازع حيث كان المنتخب الوحيد الذي لم يتذوق طعم الهزيمة كما أنه ضم أفضل لاعب في البطولة وأفضل حارس مرمى دون نسيان أنه صاحب أفضل هجوم في البطولة بتدوينه 13 هدفا كاملا وما يزيد في استحقاق الكرة الجزائرية أن الفريق واجه أفضل منتخبات في البطولة وكانت البداية في دور المجموعات أمام مصر وحصد التعادل ليجد أمامه المنتخب المغربي ثم المنتخب القطري فالمنتخب التونسي.
83 هدفا مسجلا
شهد الدور النهائي لنسخة العاشرة لكأس العرب اهتزاز الشباك في مناسبتين لصالح المنتخب الجزائري لترتفع الحصيلة التهديفية ككل للبطولة العربية إلى 83 هدفا من مجموع 32 مباراة لعبت بين دور المجموعات وصولا إلى المباراة الترتيبية وحوار النهائي وبالعودة إلى الإحصائيات التهديفية للبطولة فإن دور المجموعات عرف تسجيل 61 هدفا فيما عرف الدور ربع النهائي 16 هدفا مسجلا وتم تسجيل 4 أهداف في نصف النهائي فيما لم تهتزّ الشباك في المباراة الترتيبية في حين اهتزت الشباك في مناسبتين في النهائي.
وحسب الأرقام المعلنة فإن الحصيلة التهديفية كانت محترمة حيث بلغت نسبة الأهداف في المباراة الواحدة 2.5 هدفا وهو معدل محترم مقارنة بالنسخ السابقة خاصة أن مباريات النسخة العاشرة لكأس العرب أمنت الأهداف تقريبا في كافة المباريات إلا في مباراتين فقط عرفتا حضور التعادل السلبي والحديث هنا عن مواجهة الدور الأول بين البحرين والعراق والمواجهة الترتيبية بين قطر ومصر والتي حسمتها ضربات الترجيح لصالح البلد المستضيف.
حافظت النسخة العاشرة من كأس العرب على تقاليدها وأحداثها وسماتها منذ يومها الأول إلى يومها الأخير ولعل أهداف الدقائق الأخيرة كانت سمة بارزة في دور المجموعات للبطولة واستمرت هذه السمة إلى الدور نصف النهائي كذلك الدورالنهائي وبها حسمت المواجهات وظلت أهداف النيران الصديقة وضربات الجزاء حاضرة.
وقد شهدت البطولة إلى نهاية آخر مباراة 12 هدفا قاتلا في الوقت الضائع 6 منها كانت حاسمة في تحديد نتيجة المواجهة فيما وصل عدد الأهداف العكسية إلى 6 وضربات الجزاء إلى 17 ضربة.
كما سجلت الأهداف العكسية حضورها في النسخة العاشرة من كأس رغم صحيح انها لم تكن كثيرة لكنها كانت حاسمة خاصة في حوار نصف النهائي بين تونس ومصر حيث كان هدف قائد منتخب مصر عمرو السولية حاسما في تأهل نسور قرطاج وكان ذلك أخر الأهداف العكسية التي بلغت نسبتها 6 أهداف.
الأفضل دفاعا وهجوما
بنهاية كأس العرب وبالعودة إلى الأرقام المسجلة طيلة الـ19 يوما فرضت عدة منتخبات نفسها بفضل الحصيلة المسجلة فيما خرجت عدة منتخبات بأرقام سلبية دونت في مشاركاتها ويبقي الامتياز لعرب إفريقيا الذين كانوا الأفضل وهو ما ترجمته حصيلة الدور نصف النهائي بتواجد ثلاثي من شمال إفريقيا فيما أعلن عن النهائي تفوق منتخبات عرب إفريقيا بتواجد ثنائي في المشهد الختامي تمثل في المنتخبين الجزائري والتونسي.
وبالعودة إلى حصيلة الأرقام منذ يوم 30 نوفمبر وإلى غاية يوم 18 ديسمبر الجاري فإن بطل العرب كان الأفضل من الناحية الهجومية بعد أن دون 13 هدفا ليأتي بعده في الوصافة المنتخب القطري الذي تمكن من تدوين 12 هدفا فيما جاء المنتخب المغربي الذي غادر السباق من بوابة الدور ربع النهائي ثالثا بعد أن سجل 11 هدفا طيلة مشاركته.
ويأتي الثنائي البحرين والسودان في الترتيب الأخير من حيث زيارة الشباك حيث كان الثنائي الوحيد الذي لم يسجل طيلة دور المجموعات ليخرج كلاهما بصفر من الأهداف.
أما فيما يخص الناحية الدفاعية فإن الأرقام تؤكد أن المنتخب المغرب هو أفضل دفاع بعد أن قبلت شباكه هدفين كانا في الدور ربع النهائي أمام الجزائر إلا أن عامل المباريات الأكثر يجعل لقب أفضل دفاع في البطولة يعود لمنتخب قطر الذي خاض أكثر مباريات حيث قبلت شباكه 3 أهداف فقط فيما يأتي معه منتخب مصر بما أن شباك الفراعنة اهتزت في 3 مناسبات.
وتجدر الإشارة أن منتخبا واحد لم يدون أي نقطة في كأس العرب والحديث هنا عن منتخب السودان الذي تكبد 3 هزائم متتالية كما أنه لم يسجل أي هدف وكان الدفاع الأسوا شأنه في ذلك شأن منتخب فلسطين حيث قبلت شباك المنتخبين 10 أهداف كاملة طيلة دور المجموعات قبل أن يغادر سباق البطولة العربية من الدور الأول.
النهائي يحقق رقما تاريخيا عابرا للقارات
حققت مباراة نهائي كأس العرب 2021 بين منتخبي تونس والجزائر رقما قياسيا على صعيد عدد المشاهدات عبر موقع «يوتيوب» واستحوذت شبكة بي إن سبورتس القطرية على نقل مباريات كأس العرب إلى جانب قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب» تزامنا مع قنوات الكأس.
وذكرت «بي إن سبورتس» عبر حسابها الرسمي بموقع «أنستغرام» أن القناة الرسمية على «يوتيوب» وصلت لـ2.3 مليون مشاهد كرقم قياسي لأعلى مشاهدات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في نهائي كأس العرب ونشر الحساب الرسمي لـ»بي إن سبورتس» عبر موقع التواصل الاجتماعي صورة لرقم 2.3 مليون في إشارة لعدد متابعي المباراة عبر القناة الرسمية على يوتيوب التي يتابعها 6.45 مليون مشترك.
حضور جماهيري قياسي
حقق كأس العرب 2021 أرقاما قياسية عديدة على صعيد الحضور الجماهيري فقد وصلت مبيعات تذاكر مباريات كأس العرب إلى أكثر من نصف مليون تذكرة كما سجلت البطولة رقما قياسيا من حيث أكبر حضور جماهيري في مباراة لكرة القدم في تاريخ دولة قطر بلغ 64439 مشجع خلال مباراة قطر والإمارات في ربع نهائي.
وحصل المشجعون من داخل قطر على الحصة الأكبر من التذاكر التي طرحت خلال البطولة ثم المشجعون من مصر والسعودية أما بالنسبة للمنافسات التي شهدت أكبر حضور جماهيري في غير مباريات منتخب قطر فكانتا مباراتي مصر ضد الجزائر ثم أمام تونس وسجلت كلاهما بيع 93% من التذاكر التي طرحت للبيع.
وشهدت بداية انطلاق البطولة إصدار أكثر من 165 ألف بطاقة هيّا (بطاقة المشجع) وذلك من أجل اختبار تقنية بطاقة المشجع قبل النسخة القادمة من كأس العالم في قطر 2022.
وبلغ عدد أفراد فرق العمل التي شاركت في عمليات البطولة 1800 شخصا من 55 دولة بينما ساهم أكثر من 5 آلاف متطوع من بينهم 350 متطوعا من خارج قطر في دعم العمليات التشغيلية.
ثنائي تونسي في التشكيلة المثالية
أعلنت اللجنة المنظمة لكأس العرب التشكيلة المثالية للبطولة التي أقيمت في قطر خلال الفترة من 30 نوفمبر الماضي إلى 18 ديسمبر الجاري تتويج نجوم منتخب الجزائر أبطالا لكأس العرب من خلال 4 لاعبين على التشكيلة المثالية فيما عرفت أيضا تواجد ثنائي من المنتخب الوطني تمثل في قائد المنتخب يوسف المساكني وهداف البطولة المهاجم سيف الدين الجزيري كما تواجد ثنائي من منتخب قطر وثنائي من منتخب المغرب فيما حضر لاعب واحد من منتخب مصر...وجاءت التشكيلة المثالية لكأس العرب كالآتي:
حراسة المرمي: رايس مبولحي «الجزائر».
الدفاع: الشيبي «المغرب»، بدر بانون «المغرب»، جمال الدين بلعمري «الجزائر»، أحمد فتوح «مصر».
الوسط: عبد العزيز حاتم «قطر»، ياسين البراهيمي «الجزائر»، يوسف المساكني «تونس».
الهجوم: أكرم عفيف «قطر»، يوسف البلايلي «الجزائر»، سيف الجزيري «تونس».
الجوائز الفردية
أقرت اللجنة المنظمة للنسخة العاشرة لكأس العرب تقديم جوائز فردية أثر المباراة النهائية منها ما هو متعارف عليه على غرار هداف البطولة وأفضل لاعب وحارس مرمى لكنها أقرت جوائز جديد مثل اللعب النظيف وأيضا أفضل 3 لاعبين في البطولة حيث أعلنت المعطيات عن فوز المنتخب المغربي بجائزة اللعب النظيف وفرديا نال مهاجم المنتخب الوطني سيف الدين الجزيري لقب هداف النسخة العاشرة بعد أن سجل 4 أهداف كاملة فرضته صاحب الحذاء الذهبي ونال قائد منتخب الجزائر وحامي عرينه الرايس مبولحي لقب القفز الذهبي ليكون أفضل حارس في البطولة العربية رغم المنافسة الكبيرة.
وفي حسابات أفضل لاعبي البطولة حصرت اللجنة الفنية التابعة للجنة التنظيم المنافسة بين الثلاثي ياسين البراهيمي ويوسف البلايلي وأكرم عفيف حيث توج البراهيمي بالكرة الذهبية فيما حصل مواطنه البلايلي على الكرة الفضية لتعود الكرة البرونزية للقطري عفيف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115