منذ أشهر عديدة من طرح إمكانية تأجيله الى تداول فكرة الغاء هذا الحدث اصلا في وقت بلغت فيه استعدادات منتخبات القارة السمراء مرحلتها الحاسمة وجلها ضبط برنامج تحضيراته وعدل ساعته على هذه التظاهرة.
النسخة الثالثة والثلاثون من نهائيات كاس إفريقيا للأمم يبدو إنها ستكون النسخة الأكثر اثارة للجدل فتداعيات فيروس كورونا المستجد فرضت تأجيلها بسنة كاملة بعد ان كان من المقرر ان تجرى في شتاء 2021 وربما ذلك كان بمثابة فرصة جاءت على طبق للكاميرون لتدارك نقائصها على مستوى جاهزية البنية التحتية لكن ورغم انه يفصلنا اقل من شهر على ضربة بداية المونديال الافريقي فإن الغموض لا يزال يخيم على اجراء هذا الحدث من عدمه بل بات يتهدده الالغاء والاسباب هنا عديدة سنسلط عليها الضوء في الورقة التالية.
عدم جاهزية البنية التحتية للكاميرون
رغم ان الاتحاد الافريقي لكرة القدم اعلن منذ ايام تثبيت كأس افريقيا للامم في موعدها وفي مكانها بالكاميرون الا ان كل المؤشرات توحي بان الحدث يسير نحو التأجيل وربما الالغاء ومن بين الاسباب نجد عدم جاهزية الكاميرون بعد لاحتضان النهائيات.ويبدو ان السلط الكاميرونية لم تتعظ من دروس الماضي ففي سنة 2019 كان من المفترض ان تنظم النسخة 32 من ‹الكان› لكن بسبب عدم جاهزيتها ،قرر الاتحاد الافريقي لكرة القدم سحب التنظيم منها ومنحه لمصر كما أسعف الهيكل القاري الكاميرون بمنحها شرف تنظيم النسخة الموالية أي نهائيات 2021 لكن يبدو ان مفاجأة غير سارة تنتظر عشاق الساحرة المستديرة في القارة السمراء.ووفقا لما صرح به عبد المنعم شطة المدير الفني السابق للاتحاد الافريقي لكرة القدم ‹كاف›، فإن بطولة كأس الأمم الأفريقية ستلغى في حالة عدم إقامتها في موعدها بالكاميرون.
وقال شطة في تصريحات إعلامية إن : «اللجان التي ذهبت للكاميرون رأت أن الوقت غير كاف لإنهاء الاستعدادات لكأس الأمم الأفريقية، ولكن ‘الفيفا’ يتولى هذا الموضوع».
وأضاف: «الكاميرون عندما طلبت استضافة كأس الأمم كان عدد المشاركين في البطولة 16 فريقا وليس 24، وملعب الافتتاح بالكاميرون حتى الآن هناك لغط كبير حوله».ويبدو ان زيادة عدد المنتخبات من 16 إلى 24 زاد الضغوط على الكاميرون، لأن هذا يتطلب زيادة عدد الفنادق وملاعب التدريب وملاعب المباريات، وهو أمر ليس سهلا خاصة إن ارتبط بضعف الإمكانيات المالية واللوجستية.
كما ملعب أولمبي المخصص للافتتاح كان مقررا افتتاحه يوم الجمعة الماضي، لكن ذلك لم يحدث، ورغم إصرار وزير الرياضة الكاميروني على أن الملعب سيكون جاهزا يوم 9 جانفي إلا أن الشواهد السابقة تؤكد إمكانية عدم حدوث ذلك...
من فيروس كورونا الى متحور اوميكرون
من المعلوم انه تم تأجيل كأس افريقيا للامم بسنة كاملة بعد ان كان من المقرر ان تجرى في جانفي وفيفري 2021 لكن بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد والذي كان في اوج انتشاره في بداية السنة الحالية تقرر تأجيل التظاهرة بسنة كاملة لعل العالم يتجاوز هذا الوباء.
لكن ما كاد العالم يتنفس الصعداء من هذا الكابوس الجاثم حتى كان على موعد مع زائر غير مرغوب فيه من تداعيات كورونا،متحور ‹اوميكرون› الذي نسف كل مشاعر الطمأنة التي بدأت تظهر في العالم ...متحور جديد قادم من جنوب افريقيا جعل القارة السمراء منطقة حمراء وبدأت عديد الدول تغلق ابوابها امام كل القادمين من القارة الافريقية.حتى الاندية الاوروبية فقد عبرت عن تخوفها من تسريح لاعبيها في التظاهرة الافريقية وتتجه الى رفع الفيتو امام السماح للاعبيها المحترفين باللحاق بمنتخباتهم توقيا من هذا المتحور الجديد.
التزامن مع مونديال الاندية
هناك سبب اخر يهدد اقامة نهائيات كأس افريقيا في موعدها او إلغائها وهو تزامن موعدها مع كاس العالم للاندية.
وأعلن فيفا مؤخرا إقامة كأس العالم للأندية في قطر خلال الفترة من 3 إلى 12 فيفري وهو موعد يتعارض مع كأس أمم إفريقيا التي من المفترض أن تُختتم بالمباراة النهائية يوم 6 فيفري 2022.
انتقادات عديدة وُجهت للاتحاد الدولي لكرة القدم لتحديد ذلك الموعد دون مراعاة الأندية التي تمتلك لاعبين سيتواجدون مع منتخبات بلادهم في البطولة الإفريقية، وخاصة الأهلي المصري وتشيلسي الإنقليزي.
تحديد ‘الفيفا’ لهذا الموعد والصمت المطبق من جانب المسؤولين تجاه كل تلك الانتقادات يُعطي إشارة كبيرة على أن هناك أسرارا وكواليس خافية عن الجميع باستثناء مسؤولي الكرة في العالم وإفريقيا، ويبدو الاتحاد القاري خاضعا للهيكل الدولي،وأن الأخير هو صاحب القرار لأنه من أوجد الإدارة الحالية للاول.
‘فيفا’ لا يخفى عنها استحالة إقامة كأس أمم إفريقيا في هذا الموعد، وأن المؤكد هو إلغاء البطولة أو على الأقل تأجيلها لعدة أشهر، لكن المهم أنه لن يكون هناك تعارض بينها وبين مونديال الأندية، ولذا حدد ذلك الموعد الذي يبدو غريبا الآن وسيكون عاديا بعد الإعلان رسميا عن مصير البطولة القارية.
وفي سياق آخر قال عامر حسين عضو رابطة الاندية المصرية المحترفة أن اللجنة تواجه أزمة بسبب عدم وضوح الرؤية حول بطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، مؤكدا أن تأجيلها سيريح اللجنة ويمنحها الفرصة لإقامة عدد من مباريات الدوي المصري. وكان الاتحاد الكاميروني، قد أكد مؤخرا أن البلاد جاهزة لاستضافة كأس الأمم الأفريقية الشهر المقبل، ولا تواجه أي عقبات أو مشاكل، وأنها ملتزمة بالانتهاء من التجهيزات والتحضيرات الخاصة بالبطولة في المواعيد المحددة.
وواصل: «لكن الأزمة ستكون في شهر فيفري بسبب مواعيد دور المجموعات من دوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية مع مباريات كأس العالم للأندية».
واختتم تصريحاته بأن لجنة المسابقات كانت تواجه أزمة بسبب مواعيد بطولات الاتحاد الأفريقي، وزادت الأزمة مع مواعيد الفيفا أيضا، مضيفا أن كل السيناريوهات مطروحة وسيتم التحرك عقب الإعلان الرسمي عن مواعيد البطولات.
سيناريو «كان» 2019 في البال: نهائيات كأس افريقيا بالكاميرون 2022 بين التأجيل والإلغاء
- بقلم سلاف الحمروني
- 10:07 07/12/2021
- 633 عدد المشاهدات
لا شك ولا اختلاف أن في الحديث عن كأس إفريقيا للأمم نسخة الكاميرون 2021 والتي تم نقلها إلى سنة 2022 وتحديدا بين 9 جانفي و6 فيفري نال اكبر من حجمه