وكانت الطموحات كبيرة في أن يكون هذا الموسم استثنائيا ويقطع مع العادات والنواميس التي غرست في الكرة التونسية لكن وكما يقال «ما بالطبع لا يتغير» حيث حصلت في الجولات الخمس التي لعبت إلى غاية اليوم صدمات بالجملة لجماهير وعشاق الكرة التونسية كانت البداية بغياب البث التلفزي والاقتصار على بعض المباريات في قنوات الكأس القطرية ليكون طوق النجاة في الجولات الماضية صفحات أندية الرابطة المحترفة.
وكانت التوقعات في أن يحقق نظام المجموعتين مستوى فنيا مرتفعا خاصة أن جل أندية البطولة خاضت عدة مباريات ودية وقامت بتعزيز صفوفها بعدد من الصفقات إلا أن المستوى الفني كان أقل من المتوسط وكأننا أمام مباريات تحضير الموسم حيث غابت الفرجة والأهداف وحضرت الحسابات وانتصار الدفاع على الهجوم كما غابت المتعة وتدنّت حصيلة أهداف بطولتنا بالمقارنة مع بطولات الأجوار التي أمنت المتعة والفرجة لعشاقها.
وستركن الرابطة المحترفة الأولى في وسط الأسبوع إلى راحة إجبارية بسبب التزامات المنتخب الوطني بفعاليات الجولتين الختاميتين لتصفيات كأس العالم قطر 2022 على أن تدور بعض المباريات المؤجلة نهاية هذا الأسبوع وتحديدا الأحد 14 نوفمبر الجاري.
1.6 هدفا في المباراة
وصلنا إلى الجولة الخامسة من بطولة هذا الموسم إلا أن حصيلة الأهداف لم ترتق للطموحات خاصة بالمقارنة مع البطولة الجزائرية والمغربية والمصرية فعلى سبيل المثل شهدت الجولة الرابعة 7 أهداف في المجموعتين في بطولتنا فيما انتهي لقاء القمة في الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك بنتيجة 5 مقابل 3 أي 8 أهداف كاملة وهذا الأمر محبط ويؤكد أن المستوى الفني لهذا الموسم سيكون الأقل فنيا مقارنة بالمواسم الماضية لهذا يأمل الجميع في أن التوقف الإجباري للبطولة سيجعل فرق الرابطة المحترفة تثور على المستوى الذي قدمته منذ يوم 16 أكتوبر الماضي.
لعبت إلى غاية الجولة الخامسة 28 مباراة فيما بقيت 4 مباريات منقوصة وكانت حصيلة اهتزاز الشباك 46 هدفا منها 25 هدفا في المجموعة الأولى و21 هدفا في المجموعة الثانية وبعملية حسابية بسيطة فإن الحصيلة التهديفية لبطولتنا بلغت 1.6 هدفا في المباراة الواحدة وهو رقم ضعيف مقارنة بالأرقام المعتادة لبطولتنا المعدل المتعارف عليه عالميا وبالعودة إلى أرقام المجموعتين فإن معدل المجموعة الأولى بلغ 1.4 هدفا في المباراة الواحدة فيما وصل معدل المجموعة الثانية 1.1 هدفا في المباراة الواحدة.
ثلاثي يغادر
من عادات ونواميس الرابطة المحترفة الأولى تنحية المدربين وهذا الموسم كان شاهدا على هذا المسلسل منذ التحضيرات حيث غادر السباق رباعي كامل لم يتمكن من قيادة فريقه رغم أنه كان ربان التحضيرات و بعد بداية الموسم فإن مغادرة المدربين لم تتوقف حيث أعلنت الجولات الأربع الماضية عن رحيل ثلاثي كامل وكانت البداية مع مدرب مستقبل سليمان شاكر مفتاح الذي تنحي من منصبه واختار الرحيل بعيدا عن ملاعب الرابطة المحترفة وذلك في الجولة الثانية لتعلن الجولة الثالثة سقوط أسم جديد تمثل في مدرب نادي حمام الأنف سامي القفصي الذي غادر مهامه تاركا المهمة لأبن الضاحية الحبيب الماجري.
وأعلنت الجولة الرابعة عن ضحية جديدة تمثل في مدرب النجم الساحلي لسعد الدريدي الذي كانت كل الكواليس تؤكد أن إقامته في فريق جوهرة الساحل أوشكت على النهاية ليعلن التعادل أمام ترجي الجنوب عن رحيل الدريدي عن تدريب النجم الساحلي ويتولي بن يونس المهمة مؤقتا في انتظار ترسيم محمد المكشر كما أكدت عدة معلومات بأنه سيكون المدرب الجديد لزملاء ياسين الشيخاوي.
الهجوم والدفاع الأقوى
عجزت كافة فرق المجموعتين عن حصد العلامة الكاملة وحتى المباريات المتأخرة المبرمجة بين 14 و25 نوفمبر الجاري لن تمكن الفرق من تحقيق العلامة الكاملة المتمثلة في 15 نقطة وهذا يقيم الدليل على تقارب المستوي الفني بين الأندية لكن ما يشد الانتباه تحقيق الاتحاد المنستيري متصدر المجموعة الثانية لرقم مميزا بما أنه الفريق الوحيد طيلة الجولات الخمس الماضية الذي لم يقبل أي هدف وحافظ على شباكه نظيفة ليؤكد أنه الدفاع الأقوى إلى غاية اليوم كما أنه لم ينهزم منذ بداية الموسم شأنه في ذلك شأن متصدر المجموعة الأولى الترجي الرياضي الذي يملك مباراة منقوصة سيخوضها يوم 25 نوفمبر القادم أمام أمل حمام سوسة.
اما فيما يخص الهجوم ورغم محدودية الأهداف التي عرفتها الرابطة المحترفة الأولى منذ بداية الموسم إلا أن هجوم اتحاد تطاوين المتواجد في المجموعة الأولى كان الأفضل بعد أن تمكن من تدوين 6 أهداف كاملة في الجولات الخمس الماضية إلا أن المفارقة أيضا جعلت أفضل هجوم في الرابطة المحترفة الأولى يكون من الدفاعات الأضعف حيث قبلت شباكه 6 أهداف.
6 ضربات جزاء والنيران الصديقة حاضرة
أعلن حكام مباريات الرابطة المحترفة الأولى منذ ضربة بداية الموسم 6 ضربات جزاء إلى غاية الجولة الخامسة ذهاب تم تسجيل جميعها وكانت أولى ضربة جزاء ممنوحة في هذا الموسم في اللقاء الذي جمع هلال الشابة بضيفه الأولمبي الباجي وقد تمكن أشرف الزواغي من تسجيل أول ضربة جزاء في الموسم وذلك لحساب الجولة الثالثة من البطولة ولم تغب الأهداف العكسية في بطولتنا بما أنها كانت حاضرة في مناسبتين فقط الأولى في المواجهة التي جمعت النادي البنزرتي بضيفه الترجي الرياضي حيث غالط المدافع أشرف بودرامة مرماه وذلك في الجولة الثالثة فيما جاء الهدف العكسي الثاني في هذا الموسم من بوابة الجولة الماضية حين غالط متوسط ميدان النجم الساحلي معتز زدام مرماه مفتتحا النتيجة لصالح هلال الشابة.
على صعيد أخر أخرج قضاة الملاعب البطاقات الحمراء في أكثر من مناسبة حيث حضرت الإقصاءات في 8 مناسبات في هذا الموسم وهو رقم كبير نسبيا مقارنة بالمواسم الماضية.