من مباراته أمام الأرجتين وبحوزته ثلاثة أشواط منها شوط حققه في لقاء الولايات المتحدة الأمريكية التي عجزت عن التأهل الى الدور ربع النهائي، عناصرنا الوطنية أنهت الدور الأول من الأولمبياد في المركز الأخير في ترتيب المجموعة الثانية الأقوى على أكثر من مستوى مقارنة بالأولى وخرجت بحصيلة منطقية ومتوقعة باعتبار صعوبة المهمة.
حقق المنتخب الوطني ما هو مطلوب منه في هذه المشاركة الأولمبية بعد الأداء اللافت والمشرف الذي ظهر به في جميع مبارياته رغم الهزائم الخمس المسجلة وأكد أنه ممثل قارة عن جدارة واستحقاق وأنه لم يتحول الى اليابان لغرض المشاركة فقط وإنما للدفاع عن حظوظه وبحثا عن خطوة أخرى ايجابية يضيفها الى تلك التي استطاع كسبها في الفترة الماضية عن جدارة وإستحقاق، عناصرنا الوطنية رغم القرعة التي وضعتها في مجموعة حديدية والشكوك التي طالتها استطاعت كسب الرهان واحترام المحيطين بها
وجلب اهتمام الفنيين خاصة بعد تألقها في مباراة الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين التي كانت فيها قريبة للفوز لولا الفارق الذي كان موجودا بين المنتخبين فنيا وعلى مستوى الرصيد البشري ولولا تراجع اللياقة البدنية لدى أكثر من لاعب فالمنتخب لم يتمكن من خوض كافة البرمجة التي وضعتها الجامعة على ذمته واكتفى بتربصين مشتركين مع كل من اسبانيا الغير معنية بالاولمبياد وايطاليا التي تخوض اليوم الدور ربع النهائي والمحطتان سالفتا الذكر بان بالكاشف أنهما لا تكفيان لخوض أولمبياد وخمس مباريات في أعلى مستوى مع أكبر منتخبات العالم.
قدمت عناصرنا الوطنية مستوى يليق بها وبات بحوزتها شوطا هاما للمستقبل واستطاعت كسب احترام كل متابعيها وهذا لم يأت من فراغ وإنما كان نتاج العمل الكبير الذي بذلته كافة المجموعة والإطار الفني والجامعة على حد السواء، العمل في المنتخب ظل متواصلا منذ التحضيرات التي خصصت لـ»كان» 2017 والى اليوم والجامعة وضعته أولوية مطلقة ونالت مبتغاها والأكيد أن هذا ما تحتاجه الكرة الطائرة التونسية التي قطعت أشواطا هامة الى الأمام ولامست العالمية ولو في جزء بفضل دخولها الى منافسات الدوري العالمي مع فتحي المكور والسيطرة القارية التي فرضتها منذ عودة الايطالي «أنطونيو جاكوب».
مهم للمستقبل
واجه المنتخب خمس منتخبات عالمية كلها متقاربة في المستوى وأربع منها ستراهن اليوم على بطاقة المربع الذهبي واستطاع رغم ذلك تقديم أداء جيد على مستوى الأشواط وتمكن في كافة مبارياته من تجاوز النقطة العشرين وهذا يبقى مهم له مستقبلا، الأولمبياد كانت فرصة مواتية لعناصرنا الوطنية لمواصلة البروز وللناخب الوطني لتأكيد قيمة المجهود الذي بذله لإعدادها كما يجب وأيضا محطة اعدادية جدية لقادم الاستحقاقات التي تنتظره منها بطولة افريقيا للأمم المطالب فيها بالحفاظ على اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي وما بعد البطولة العربية للمنتخبات التي سينظمها في 2022 والمجبر على استعادة تاجها الغائب عنه منذ 2012.
مثلت الأولمبياد الفرصة التي لا تعوض لأكثر من لاعب لتسجيل الحضور فيها وإضافة خطوة أخرى الى مسيرته وكانت الأخيرة بالنسبة للقيدوم مهدي بن الشيخ وقد تكون اخر ظهور لأكثر من لاعب اخر على غرار حمزة نقة وأحمد القاضي ولكنها كانت انجازا في حد ذاته لبقية العناصر الشابة وستكون زادها للمستقبل القريب الذي ستبحث خلاله عن الأفضل دائما، المشاركة في منافسات اليابان مثلت خطوة ايجابية لـ»الطائرة» التونسية لا بد من دعمها من كل المحيطين بالمنتخب من سلطة اشراف ومستشهرين حتى تكون له الميزانية الكافية التي تمكنه من القيام التحضيرات والكافية والتربصات المطلوبة لكل مسابقة معني بها سواء قارية أو عربية أو عالمية.
سيمكن الأداء المشرف المنتخب والمستوى الفني المحترم الذي ظهر به مستقبلا من نيل ثقة كافة المنتخبات الأخرى واحترامها وسييسر له المساعي في حال رغب الاطار الفني في اجراء تربصات مشتركة مع أبرزها بما في ذلك تلك التي واجهها في الأولمبياد وهذه نقطة اخرى ايجابية لا بد من استغلالها لاحقا.
«بن طارة»نجم المنتخب ومحل إشادة
كان وسيم بن طارة أبرز لاعب في المنتخب خلال الأولمبياد ومثل نقطة القوة له في جميع المباريات بفضل الأداء المتميز الذي ظهر به والإضافة التي قدمها وهذا لفت أنظار الفنيين وأكبر المتابعين بما في ذلك المعد البدني للمنتخب البرازيلي»برونو ريزيندي» وفقا لما صدر على الموقع الرسمي للاتحاد الدولي ، «بن طارة» كان أفضل لاعب مسجل للنقاط في جميع مباريات عناصرنا الوطنية وهذا دليل اخر على القيمة الفنية للاعب وللقدرات التي يمتلكها وأيضا للإفادة التي حصلت له من تجربته في البطولة الفرنسية والأكيد أن الأفضل سيكون في انتظاره خلال الموسم الجديد في البطولة البولونية.
كان وسيم بن طارة أفضل لاعب في المنتخب وعوض كما يجب الفراغ الذي تركه حمزة نقة ولو كانا جنبا الى جنب لكانت الحصيلة أفضل ولتمكن المنتخب من الظفر بمباراة الأرجنتين، «بن طارة» كان مثالا للانضباط والعطاء وهذا ما يحتاجه المنتخب فلو كانت توجد في صفوفه مجموعة محترفة لعاد بما هو أفضل من اليابان.
ملفات عديدة للمراجعة
سيطوي المنتخب صفحة الأولمبياد والنقاط الايجابية ستستثمر لقادم الاستحقاقات والسلبية منها ستكون محط مراجعة من كل الأطراف المحيطين به من اطار فني وجامعة وفرق أيضا بما أنها الأساس والمعني بدرجة أولى، انتقال اللاعبين واحترافهم أول الملفات التي لا بد أن تراجع وتؤخذ بالجدية المطلوبة فمن دون هذه الخطوة لن يقدر المنتخب على الذهاب بعيدا في قادم الاستحقاقات ولن يقوى على تقديم الأداء الممتاز الذي ظهر به في هذه المشاركة سيما في ظل التطور الذي تعرفه كافة المنتخبات دون استثناء والأندية لا بد أن تتخلى عن أنانيتها وأن تضع المصلحة العامة أولا وتقدر رغبة كل لاعبيها في اثراء المسيرة بتجربة احترافية تبقى حقا مكتسبا.
قد لا يقدر المنتخب مستقبلا على الذهاب بعيدا وقد تذهب كل الجهود التي بذلت الى حد الان سدى ان لم تتخل الأندية عن القانون الحالي الخاص بانتقال اللاعبين وان لم يكن هناك عمل كبير فيها من أجل تطور المستوى الموجود في البطولة الذي يظل في ارتباط وثيق مع ملف التكوين القاعدي والتوزيع العادل للاعبين في الفرق فمن غير الممكن الحديث عن ما هو أفضل محليا والحال أن فريق واحد يستقطب مع كل موسم كل لاعب يبرز حتى وان كان له الزاد الكافي في كل المراكز.