بعد أن أضاع تاج البطولة: عقدة «السي اس اس» تتواصل والكأس وبطولة إفريقيا الفرصة الثانية

اكتفى النادي الصفاقسي مجددا بمركز الوصافة وعاد يجر أذيال خيبة أخرى ولم يقدر على نيل أول رهانات الموسم بعد أن عجز

عن تجاوز الترجي الرياضي الذي ما انفك يؤكد الأفضلية في كل نهائي يخوضه، «السي اس اس» عجز عن فك العقدة والعودة الى منصة التتويج وكأنه قد أصيب «بلعنة» الرباعية التاريخية التي توج بها في 2013 فالفريق منذ ذاك الموسم ما ان يدخل في مسابقة حتى يخرج منها بحصيلة أسوأ من السابقة.
كانت حظوظ النادي الصفاقسي قائمة جدا في الفوز ببطولة الموسم الحالي بما أن الفرصة بانت مواتية أمامه لكنه أضاعها بغرابة عندما فرط في الشوط الثالث من مباراة الاياب بعد أن وقع لاعبوه في فخ الاستسهال وفسح المجال للترجي الى الذهاب الى لقاء فاصل والإبقاء على حظوظه كاملة في التتويج وهذا ما حصل فعلا، ما يجري في «السي اس اس» بات لغزا يصعب فكه في الفترة الأخيرة ومحيرا لجمهوره بما أن كل متطلبات النجاح موجودة لكن الفريق عاجز عن تحقيق ما هو مطلوب منه.
أقدم النادي الصفاقسي في المواسم الأخيرة والحالي أيضا على كل التغييرات الممكنة سواء بالنسبة للاعبين أو الاطار الفني لكن شيئا لم يتغير وظل عاجزا عن التتويج بمجرد الهزيمة في لقاء الكلاسيكو، فريق عاصمة الجنوب قدم ما هو مطلوب منه من أداء لكن تبقى الألقاب التي لم يقدر على فك العقدة بشأنها والأكيد أن حلولا جذرية لا بد منها من أجل كسب هذا الرهان.
مؤشرات إيجابية تنتظر التأكيد
تحسن الأداء كثيرا في النادي الصفاقسي في الموسم الحالي مقارنة بالبقية وهذا يقيم الدليل على أنه قادر على تحقيق ما هو مطلوب منه في المنافسات التي تنتظره، في «السي اس اس» أصبحت هناك ثقة أكبر في الذات لدى المجموعة مع قدوم المدرب الشاب نور الدين حفيظ الذي ترك بصمة الى حد الان في مجمل المباريات التي خاضها مع الفريق سيما في الكلاسيكو منها وبرهن أنه جاهز لرفع التحدي في هذه التجربة التي يمني فيها النفس بالفوز ولو بلقب مع فريق في قيمة وعراقة النادي الصفاقسي.
يظل بإمكان فريق عاصمة الجنوب تجاوز الترجي المنافس الأول له محليا ان واصل بالأداء ذاته وان امن بحظوظه أكثر فالمجموعة برهنت أنها جاهزة كما يجب على كل المستويات وأنها تملك من الامكانات الفنية والبدنية على حد السواء ما يؤهلها الى المصالحة مع جمهور الفريق واستعادة الصدارة فهي متكاملة بوجود عناصر الخبرة على غرار مروان مرابط وأنور الطوارغي وحكيم الزواري وإسماعيل معلى وشكري الجويني وعلي بنقي الذي تعلق عليه امال كبيرة في تقديم الاضافة المطلوبة لـ»السي اس اس» والمنتخب على حد السواء مستقبلا صحبة المتألق حمزة نقة، الصفاقسي ان نجح في مناسبة من تجاوز الترجي فان كل الألقاب مستقبلا ستكون من نصيبه بما أن هذا ما ينقصه ليجدد الموعد مع منصة التتويج.
غياب الاستقرار غيب التتويجات
لم تكن هناك النتائج المأمولة في «السي اس اس» الى حد نهائي بطولة الموسم الحالي ومن المنطقي أن يمر كل فريق بفترة فراغ وأن تكون هناك تغييرات في رصيده البشري بخروج لاعبي الخبرة وقدوم الشبان لتعويضهم لكن خطأ هيئاته المديرة المتعاقبة كان يكمن في التسرع في اتخاذ القرار خاصة بخصوص الاطار الفني الذي لطالما دفع الضريبة مع خسارة كل لقب وكان هناك وافد جديد وهذا جعل النادي الصفاقسي يفتقر الى الاستمرارية والاستقرار اللذان كانا في المقابل نقطة قوة أبرز منافس له وهو الترجي، ذاك القرار يبقى في حاجة الى مراجعة فالمشكل لا يبدو في المدرب فالفريق وكما خسر لقب البطولة والكأس في أكتوبر الماضي لم يقدر منذ أيام على التدارك والهيئة المديرة ان أرادت الأفضل لفريقها فإنها تظل مجبرة على مراجعة ما هو داخلي واتخاذ القرارات المناسبة مهما كانت وخاصة النظر في ملف عقود بعض العناصر والأجور واللاعب الذي لم يعد قادرا على تقديم الاضافة المطلوبة والقيام بدوره في المجموعة لا بد أن يترك مكانه لمن هو أجدر به والأكيد أن هناك مجموعة شابة قادرة على التعويض كما يجب مع انتدابات تكون مدروسة مثل ما هو حاصل في الترجي الذي عرف كيف يستقطب أبرز العناصر في البطولة والمنتخب على حد السواء.
«السي اس اس» قادر على انقاذ الموسم
مازالت الفرصة قائمة أمام النادي الصفاقسي لإنقاذ الموسم وتفادي حصيلة أخرى سلبية بما أنه معني بالمراهنة على تاج الكأس الذي ينتظر ان يجدد في المباراة النهائية منه المقررة مبدئيا ليوم 14 أفريل المقبل المواجهة مع الترجي الرياضي وباعتباره سيكون حاضرا وبعد غياب طويل في بطولة افريقيا للأندية البطلة التي تستضيفها الجامعة في مدينة سوسة بداية من 16 من الشهر ذاته، «السي اس اس» باتت لديه الفكرة الكافية بعد مواجهات الكلاسيكو الثلاث على نقاط القوة والضعف في الترجي ومؤكد أنه سيعد العدة كما يجب من أخذ توظيفها لصالحه وافتكاك تاج الكأس الذي ان حصل فانه سيكون المنعرج بالنسبة له في المرحلة المقبلة.
بات «السي اس اس» جاهزا كما يجب للرهانين المقبلين من كل النواحي خاصة بالنسبة للأداء وعثرة البطولة لا بد من استثمار ايجابياتها كما يجب من أجل تقاسم التتويجات المحلية مع الترجي ثم اضافة لقب قاري الى الألقاب الستة التي بحوزته والحفاظ على الرقم القياسي مقارنة ببقية أندية البطولة المتوجة به، ترميم المعنويات مهم جدا في الفريق حتى لا تكون هناك خطوة اخرى الى الوراء تبقى غير مطلوب في الموسم الحالي بالذات الذي تم فيه تكوين مجموعة متكاملة وكلها صاحبة خبرة جل عناصرها سنجدها تتربص مع المنتخب بداية من 3 ماي المقبل لمختلف الاستحقاقات التي سيخوضها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115