ذلك على حساب أبرز منافس له النادي الصفاقسي، فريق فتيات قرطاج تمكن من كسب أولى رهانات الموسم الحالي وأكد مبكرا جديته تجاه البقية البطولة والكأس على حد السواء في انتظار معرفة ما إذا كان سيعود للمشاركات العربية التي تنقص رصيده كذلك الإفريقية التي حظي بأول تتويجاتها في 2017 من خلال بطولة الأندية.
كسب نسائي قرطاج خطوة هامة أمام النادي الصفاقسي وأكد ان فوزه منذ أشهر بتاج الكأس بعنوان الموسم الماضي على حسابه لم يكن من محض الصدفة وإنما هو نتاج العمل الكبير المبذول في المجموعة من اطار فني ولاعبات وهيئة مديرة، نسائي قرطاج استطاع في الموسم الماضي أخذ الأسبقية أمام فريق عاصمة الجنوب بعد أن فاز ضده ذهابا وإيابا في مرحلة التتويج ولكنه لم يقدر على التأكيد في نهائي البطولة التي ضاعت منه مجددا في اللقاء الفاصل وتلك العثرة لم تؤثر في المجموعة التي استطاعت التدارك واستعادت لقب الكأس عن جدارة واستحقاق.
استعاد نسائي قرطاج مستواه المعهود بعد لقبي الكأس و»السوبر» وينتظر أن يكون منافسا عتيدا على كل رهان يخوضه مستقبلا خاصة في ظل الجاهزية الكبرى التي ظهر بها في النهائي منذ يومين والروح العالية الموجودة في المجموعة وسيكون عقبة حقيقية خال النادي الصفاقسي نفسه أنه تجاوزها منذ 2019 عندما رفع على حسابه ثلاثة تتويجات محلية، اللقب الأخير لفتيات قرطاج سيكون له الرجع السلبي داخل «السي اس اس» الذي بان بالكاشف أن عمل كبير مازال في انتظار لاعباته وأن الانتدابات القيمة التي قام بها استعدادا للموسم الحالي قد لا تكون كافية له لتحقيق الأهداف التي تم رسمها من هيئته المديرة.
خروج بعض العناصر لم يكن مؤثرا
فرط نسائي قرطاج في الفترة الماضية في خدمات أكثر من لاعبة ركيزة كانت من بين العناصر التي ساهمت في التتويجات التي هي في خزينته حاليا اخرهن كانت القيدومة مريم بريك، تلك العناصر حطت كلها الرحال في صفوف أبرز منافس له النادي الصفاقسي لكن ما هو حاصل الى حد الان يقيم الدليل على أن فريق قرطاج لم يتأثر بذلك كثيرا وأنه استطاع في وقت وجيز ايجاد الحل المناسب للفراغ الذي كان موجودا فيه.
عادت ميساء الأنقليز الى نسائي قرطاج بعد تجربة قصيرة مع «السي اس اس» الذي توجد فيه أيضا أمينة منصور ورحمة العقربي الى جانب مريم بريك وتلك العودة مؤشر ايجابي على أن الأمور في فريقها جيدة وأن الأفضل في انتظاره وهذا ما حصل الى حد الان، «السي اس اس» استطاع استقطاب اهم العناصر والكل ظنها مؤشرات ايجابية لكن يبدو أن ذلك لن يكون كافيا له للمراهنة على كل الألقاب الممكنة والأكيد أن نقاط عديدة فيه ستتم مراجعتها لتفادي حصيلة سلبية لا يرغب الكل في حدوثها بعد أن ذهب منه أول رهان تاج الكأس الممتازة.
«رقاية» قدم الاضافة
حافظت الهيئة المديرة لنسائي قرطاج على كامل الاطار الفني بقيادة كمال رقاية رغم ضياع لقب البطولة بما أنها تدرك قيمة العمل الذي هو بصدد القيام ولإيمانها الراسخ بأن الاستمرارية تظل مطلوبة، رقاية عارف بكل تفاصيل كواليس الكرة الطائرة التونسية بعد المهام الطويلة التي قضاها في الجامعة على رأس الاطار الفني والأكيد أن حصيلة ايجابية ستكون في انتظاره مع نسائي قرطاج الذي بات من أبرز فرق البطولة رغم حداثة عهده بها.
سيكون هناك أكثر من رهان في انتظار كمال رقاية مع نسائي قرطاج في بقية ردهات الموسم الحالي والفريق ان واصل بالجدية التي ظهر بها في نهائي الكأس الممتازة التي دارت منافساتها منذ يومين فانه سيكسب التحدي وسيستعيد الأسبقية أمام فريق عاصمة الجنوب مثل ما كان الشأن قبل 2019.
نقاط للمراجعة
توج نسائي قرطاج بالكأس الممتازة لكن ذلك لا يمكن أن يحجب الأخطاء التي أدت الى خسارته للشوط الثالث والأكيد أنه ستكون هناك نقاط عديدة للمراجعة مستقبلا ان أراد استعادة البطولة والحفاظ على الكأس بما أن «السي اس اس» مازال يخفي عديد الأوراق ولم تشارك معه كل العناصر الجديدة بما في ذلك رحمة العقربي التي ينتظر ان تقدم له الاضافة المطلوبة مثل ما كان الشأن في تجربتها الأولى.
البلاروسية جاهزة
تعاقد نسائي قرطاج للموسم الحالي مع البلاروسية «مارينا توماس» لتعويض « أنيستازيا غوربانوفا» التي غارت الى البطولة التركية والوافدة الجديدة كان ظهورها الأول موفقا في الكأس الممتازة ودورها كان هاما فيه بما أن كانت من العناصر التي ساهمت في ذلك الفوز، البلاروسية ستقدم ما هو مطلوب منها وستكون نقطة قوة اضافية للفريق صحبة البقية لاعبات الخبرة اللاتي مازال ينتظر منهن الكثير لإعادة الفريق الى مستواه المعهود بما في ذلك العائدة ميساء الأنقليز.
نقاط ايجابية لفائدة المنتخب
يضم نسائي قرطاج كما هو الحال بالنسبة للنادي الصفاقسي جل العناصر الدولية والنهائي الأخير مؤكد كان بروفة جدية لهن قبل انطلاق تحضيرات المنتخب المقررة في منتصف الشهر الحالي استعدادا للنسخة المنتظرة من بطولة افريقيا للأمم التي مازال لم يحدد بعد موعد ومكان اجرائها، المنافسة في الكأس الممتازة كانت غير مباشرة بين أكثر من لاعبة في مختلف المراكز وتلك تظل نقطة ايجابية ستخدم مصلحة المنتخب في «الكان» المطالب فيها بتعويض غياب النسخة الماضية والظهور بوجه طيب كخطوة أولى.
استقطب النادي الصفاقسي ونسائي قرطاج على حد السواء أبرز اللاعبات الموجودات في البطولة الوطنية بما أن هذا الثنائي يعد الأفضل على مستوى الأمور المادية مقارنة ببقية الأندية لكن ذلك لا يمكن أن يلغي حضور الفرق الأخرى التي هي بصدد الاعداد والتكوين للمستقبل على غرار الأولمبي القليبي ومستقبل المرسى والنادي الافريقي واتحاد قرطاج الرباعي الذي دخل المنافسة وينتظره عمل كبير ورصيد بشري ثري ليكون على منصة التتويج مستقبلا وتفتك لاعباته مكانا في تشكيلة المنتخب.