حتى 31 جانفي الجاري وفرط في بطاقة التأهل بغرابة بسبب قلة الخبرة لدى لاعبيه ولدى الإطار الفني على حد سواء وعدم جاهزيته كما يجب، المنتخب سيكون بداية من 12 مارس المقبل على موعد مع الأهم الملحق الأولمبي المطالب فيه بتحقيق المطلوب من أجل تجديد الموعد مع الاولمبياد وتفادي خسارة ثالثة ستكون عواقبها وخيمة على كرة اليد التونسية.
استعاد المنتخب في 2018 اللقب القاري عن جدارة واستحقاق والكل كان يظن أن تلك الخطوة الايجابية ستعقبها أكثر من أخرى مشابهة ولكن ما حصل الى حد الان هو العكس بما أن الأمنية لم تكتمل والحصيلة كانت سيئة للغاية بعد أن أضاع فرصة الحفاظ على تاج «الكان» والتأهل المباشر الى أولمبياد طوكيو المقررة للعام الحالي ومنذ جانفي الماضي بدأت مشاكله الحقيقية واضطر الى تغيير المدرب الاسباني والتعاقد مع سامي السعيدي الذي بان بالكاشف أنه لم يكن بدوره جاهزا للمونديال ولتولي المهمة مع عناصرنا الوطنية فالنظري يختلف تماما عن الواقع والمنتخب يتطلب أهل دراية وناخب وطني يفرض الانضباط فيه داخل وخارج المجموعة ويتعامل في اختياراته الفنية بكل حياد وبعيدا عن كل محسوبية، في المنتخب الأمر يتطلب جدية أكبر والتعامل فيه بكل صرامة حتى لا تكون هناك قرارات لا تخدم مصلحته مثل ما حدث قبل أيام من ضربة البداية من المونديال بخصوص قرار حرمان الثنائي المحترف مروان شويرف وأسامة حسني من المشاركة لأسباب تأديبية.
مهمة أخرى صعبة في الانتظار
خاض المنتخب المونديال الحالي بهدف تجاوز خيبة «الكان» وترميم الأمور فيه وبداية صفحة جديد مع كفاءة وطنية ومجموعة شابة للمستقبل ولكن ذلك لم يحصل وستكون أمام فرصة ثانية للتدارك وطي صفحة تلك الحصيلة في الملحق الأولمبي الذي سيباري فيه المنظم المنتخب الفرنسي والبرتغال وكرواتيا الثلاثي المتواجد حاليا في الدور الرئيسي في بطولة العالم في مصر وسيراهن فيها على الأدوار المتقدمة واللقب على حد السواء خاصة بالنسبة لمنتخب «الديكة»، المهمة ستكون صعبة في الملحق الأولمبي ولكن منتخبنا مطالب فيه بكسب الرهان وتجديد الموعد للمرة الثالثة على التوالي مع الأولمبياد باعتبار أن ذلك يظل مهما له ولكرة اليد التونسية على حد السواء حتى لا تكون هناك خطوة أخرى الى الوراء سيتطلب تجاوزها سنوات مستقبلا.
تحول المنتخب الى مصر من أجل بطاقة الدور الرئيسي وتحسين الترتيب ولكن التواجد في الأولمبياد يظل أهم بكثير من ذلك باعتبار أن هذا الموعد ستكون معنية به أفضل المنتخبات في العالم فقط ومن الضروري أن يكون ضمنها والى جانب المنتخب المصري حتى لا يزداد الفارق بينه وبين هذا المنافس أكثر سيما أن «الفراعنة» بصدد اعداد جيل متكامل للمستقبل يضم أبطال العالم في الأصاغر وأصحاب البرونزية في الأواسط، ترميم المعنويات في المنتخب لا بد أن تتم سريعا وحماية لاعبيه ستكون ضرورة خاصة بالنسبة للذين كان اداؤهم متذبذا وقاموا ببعض الأخطاء على غرار يوسف معرف واسكندر زايد ومصباح الصانعي الذي طالته انتقادات لاذعة ان لم نقل هرسلة بعد التعادل مع البرازيل وهذا ما يجب القيام به كأول خطوة من الاطار الفني والجامعة على حد السواء فالمنتخب سبق له أن عاد بحصيلة مماثلة في أكثر من مشاركة في المونديال رغم تجاوز الدور الأول.
تنتظر المنتخب مهمة صعبة في مارس المقبل في فرنسا ولكن حظوظه تبقى قائمة ان عرف كيف يتجاوز نتائج المونديال ويحمي المجموعة من الانتقادات التي ستكون لها مخلفاتها على أكثر من لاعب وقد نجد مصباح الصانعي يعلن اعتزاله مجددا والفترة القادمة ستكون اختبارا جديا للإطار الفني في الدفاع عن المجموعة والجامعة في تأكيد ثقتها في اختياراتها الأخيرة بخصوص سامي السعيدي والبقية حتى لا يكون الأمر أكثر صعوبة.
هل تكون التحضيرات كافية؟
هل ستكون التحضيرات كافية للملحق الأولمبي؟ هذا ما سنتأكد منه خلال الفترة المقبلة فالكل سينتظر البرمجة التي ستضعها الادارة الفنية بمعية الاطار الفني وان لم يتم اتخاذ الأمر بالجدية المطلوبة وتكون هناك مباريات ودية تحسن من الأداء وتمكن المجموعة من خبرة اضافية فان عناصرنا الوطنية لن يكون بمقدورها الذهاب بعيدا سيما في ظل الجاهزية الكبرى للثلاثي فرنسا وكرواتيا والبرتغال السائر بثبات الى حد الان في المونديال، دورة الرئيس ورغم انها لا تليق بالمنتخب فإنها ستمكن عناصره من جاهزية بدنية اضافية في انتظار البرمجة التي ستوضع له ولا بد أن تتواصل دون انقطاع الى حين التحول الى فرنسا في مارس المقبل وإلا فان الحصيلة ستكون ثقيلة.
هل يتم العفو عن»حسني» و»شويرف»؟
سيكون هناك الملحق الأولمبي في مارس المقبل والكل سينتظر كيف سيتعامل سامي السعيدي مع المجموعة ومع ملف الثنائي المبعد مؤخرا أسامة حسني ومروان شويرف، الخيارات لا بد أن تخدم مصلحة المنتخب بدرجة أولى واللاعب القادرة على تقديم الاضافة لا بد أن تتم دعوته بعيدا عن كل حسابات ضيقة بما ان المجموعة الحالية أكدت انها مازالت غير جاهزة لإعادة المنتخب الى ما كان عليه سابقا.
«بيريرا» و«الان» خسارة للمنتخب
تأكد الى حد الان أن خروج «الان بورت» و»باولو بيريرا» من منتخبي الأكابر والكبريات تباعا يعد خسارة كبيرة فالأول أعاد منتخب الجزائر الى مستواه المعهود وقاده الى التواجد في الدور الرئيسي من المونديال ومقارعة الكبار والثاني بلغ العالمية مع منتخب بلاده الذي كان سابقا لا يقدر على المشاركة في بطولة أوروبا، الجامعة كان بإمكانها تجديد التعاقد مع «الان بورت» الذي عرف معه المنتخب أفضل فتراته والأمر ذاته بالنسبة «لباولو بيريرا» الذي توج معه منتخب الكبريات بلقب «الكان» في 2014 ولكنها فضلت الانصياع وراء بعض الأصوات التي كان همها الوحيد خدمة مصلحة شخصية من خلال جلب «طوني جيرونا» والتحكم عن بعد في ما يدور في الجامعة ولو بصفة غير مباشرة.
أضاعت الجامعة فرصة كبيرة في عدم تجديد التعاقد مع «الان بورت» و»باولو بيريرا» الذي اعتبرته غير قادر على تولي المهمة والأكيد أنها اليوم تعيش بين «المطرقة والسندان» بين قناعتها بذلك وشكوكها بخصوص تعيين سامي السعيدي والإبقاء عليه في مهامه للفترة المقبلة، الجامعة تدرك جيدا أنه من الصعب اليوم التطلع نحو تجديد التجربة مع الفرنسي والبرتغال وعلى بينة تامة من أن جل قراراتها بخصوص الفترة الماضية كانت خاطئة خاصة بالنسبة لـ»طوني جيرونا» ومعوضه سامي السعيدي على حد السواء بما أن اعطاء الفرصة لهذا الأخير في الظرف الحالي للمنتخب كان مبكرا.. «بيريرا» و»بورت» لو كان أحدهما مع المجموعة الحالية بعيدا عن كل ضغوط لكانت الحصيلة ايجابية في المنتخب ولما عاش وضعه الحالي.
تذكير ببرنامج المنتخب في الملحق الأولمبي:
12 مارس 2021 س 18:30:
تونس – البرتغال
13 مارس 2021 س 21:00:
تونس – فرنسا
14 مارس 2021 س 18:30:
تونس - كرواتيا