على خلفية عدم دفع الانخراط الخاص بالموسم الرياضي الجديد حيث حضر كل من رئيس الهلال الشابي توفيق المكشر والاستاذ صابر بوعطي بالإضافة إلى عدد من رجال القانون الذين كلفتهم الهيئة المديرة بالملف والطعن في القرار سواء لدى القضاء التونسي أو لدى محكمة التحكيم الرياضي «التاس».
وقد انطلقت الندوة بحديث رئيس الهلال الشابي توفيق المكشر الذي أكد أن القرار لم يكن بسبب عدم دفع الانخراط بما أن هيئته مكنت الجامعة والرابطة من المبلغ المتفق عليه إلا أن تداعيات الخلاف مع رئيس الجامعة تعود إلى مباراة الهلال مع النادي الإفريقي بسبب ضربة الجزاء وأنه تحدث مع رئيس الجامعة عن الظلم الذي تعرض له الفريق ليزيد طلب هلال الشابة بالتدقيق المالي لحسابات الجامعة في الخلافات التي لم تتوقف رغم تدخل عدة أطراف بحثت عن إعادة الأمور بين الطرفين إلا أن العقوبات المتتالية على الفريق جعلت العلاقة تصل إلى التوتر المستمر خاصة وأن الجامعة رفضت التدوينات التي اعتمدها مسؤولو هلال الشابة الذين يعتبرونها حرية تعبير والقانون لا يعاقب عليها بما أنها لا تحتوي على شتم أو سب أو ثلب إلا أنّ الجامعة والرابطة واصلت سياسة إقرار الخطايا المالية.
مطلب غريب
في بداية حديثه عن الخلاف القائم أكد رئيس هلال الشابة توفيق المكشر أن الهيئة ذهبت كالعادة من أجل خلاص مبلغ الانخراط للموسم الكروي الجديد إلا أن الكاتب العام تفاجأ بقرار غريب تمثل في إعلامه بضرورة دفع مبلغ قدره 3200 دينار إلا أن الهيئة استجابت للقرار رغم أنها في الموسم الماضي كانت مطالبة بدفع مبلغ 15 ألف دينار إلا أن الجامعة لم تطلبه وقبلت الانخراط دون الحصول على المبلغ.
وتحركت الهيئة ووفرت المبلغ المطلوب لتعلن الرابطة عن ضرورة تمكينها من مبلغ الخطايا بسبب التدوينات على صفحة الفايس بوك والمقدرة بـ180 ألف دينار وهو ما فرض تأجيل دفعنا للانخراط الخاص بالموسم الكروي مؤكدا على أن القرارات المتخذة تؤكد النوايا المبيتة توجه الفريق.
وتحدث توفيق المكشر عن مفاوضات بينه وبين نائب رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم واصف جليل لطلب تهدئة الأجواء والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إعادة الأمور إلى نصابها ليعلمه المكشر بضرورة إرجاع مبلغ الخطايا وهو ما وافق عليه واصف جليل مع التأكيد على ضرورة سحب وثيقة التدقيق في الحسابات المالية للجامعة التونسية لكرة القدم لكن الجامعة أعلنت عن عقوبات جديدة تمثلت في خصم 6 نقاط من رصيد الهلال الشابي في الموسم القادم وهو ما أعلن الغضب في المنطقة وأكد أن رئيس الجامعة سيواصل استهداف هلال الشابة.
تراجع عن الاستقالة
أكد رئيس هلال الشابة توفيق المكشر أنه تحدث مع نائبه صابر بوعطي حول ضرورة تقديم الاستقالة للمحافظة على حقوق الفريق خاصة أن الخلاف بينه وبين رئيس الجامعة سيضر بمصالح هلال الشابة وقد أعلن رسميا ابتعاده عن الهيئة شأنه شأن صابر بوعطي وذلك بعد إعلام الوالي إلا أن الأحداث التي جدت في الساعات الماضية جعلته يعيد التفكير في القرار مؤكدا أنه سيتراجع عن قرار الاستقالة وأنه سيواصل مهامه على رأس الهيئة المديرة لهلال الشابة خاصة بعد قرار الجامعة تجميد نشاط الفريق للموسم الكروي المقبل.
وأكد رئيس هلال الشابة أن هيئته كلفت لجنة الدفاع برفع الملف إلى محكمة التحكيم الرياضي «التاس» قائلا: هلال الشابة سيلجإ إلى محكمة التحكيم الدولية لاستئناف قرار الجامعة التونسية لكرة القدم القاضي بتجميد نشاط الفريق مستعد لدفع 500 ألف دينار مقابل استرجاع حق فريقي لدى «التاس».
«قاتلك قاتلك»
أكد صابر بوعطي نائب رئيس هلال الشابة خلال الندوة الصحفية التي عقدتها هيئة الفريق لبيان عدم شرعية قرار تعليق نشاط الجمعية أن جامعة كرة القدم قد تعاملت مع الشابة بمنطق «قاتلك قاتلك» وإنها فعلت كل شيء من اجل استهداف الفريق.
وبين بوعطي بالوثائق وبالقانون جملة ما اسماها بمغالطات رئيس الجامعة وديع الجريء خلال ظهوره التلفزي مشيرا إلى أن حل الشابة كان على 180 ألف دينار غير مستحقة الدفع بحكم مراسلة من الجامعة نفسها تفيد بان الخلاص يهم الخطايا الصادرة عن إحدى الهياكل الرياضية والتي لا يتم استئنافها وهو ما لا ينطبق على وضعية الهلال بما أن الهيئة قامت باستئناف هذا المبلغ.
وشدد صابر بوعطي على أن الجامعة هي التي فوتت الآجال على الهلال الشابي في مسألة الإنخراط من خلال طلب مبلغ غير مستحق وقد تم الاعتراف بالخطإ من قبل الجامعة وقد تم تصحيحه بعد اجل 30 سبتمبر الذي حددته الجامعة كأخر أجل للانخراط.
وختم بوعطي مرافعته بالتأكيد على أن وضعية الشابة قانونية وان الانحراف الذي حصل في تطبيق القانون من الجامعة على الشابة لم يحصل في تاريخ كرة القدم التونسية سابقا.
المحكمة الدولية الدائمة للتحكيم على الخط
أعربت المحكمة الدولية الدائمة للتحكيم «التيب للتحكيم» عن استعدادها لفض النزاع القائم بين فريق هلال الشابة والجامعة التونسية لكرة القدم باعتبارها مختصّة في هذا النوع من القضايا ولإلمامها بهذا الملف ومختلف جزئياته مما يجعل المصالحة بين جميع الأطراف واردة.
ويأتي هذا الموقف المبدئي للمحكمة على إثر اجتماع المجلس العلمي والاستشاري والحكمي للمحكمة 2020 بمقر المحكمة تحت إشراف رئيس المحكمة البشير سعيد حيث تطرق هذا الاجتماع إلى حيثيات النّزاع الرياضي بين فريق هلال الشابة والجامعة التونسية لكرة القدم وذلك بعد قرار هذه الجامعة تجميد نشاط فريق هلال الشابة ومنعه من المشاركة في المسابقات التي تنظمها الجامعة التونسية لكرة القدم وهياكلها بالنسبة للموسم الرياضي 2020 - 2021 معلّلة قرارها بعدم إكتمال ملف انخراطه.
وإذ تعبر المحكمة عن انشغالها الشديد لما آلت إليه الأوضاع خاصّة بعد اعلان تنسيقية دعم الهلال الرياضي الشابي عن العصيان المدني والدخول في إضراب عام احتجاجا على القرارات الأخيرة التي اتخذتها الجامعة التونسية لكرة القدم بتعليق نشاط الفريق وإقصائه من البطولة وبناء على كل المعطيات والمتابعة الدقيقة لهذا الملف تعلن المحكمة عن تسخيرها لكل الإمكانيات المتوفرة من محكّمين دوليين وقضاة وخبراء في التحكيم الرياضي الدولي لفض هذا النزاع وذلك من خلال التحكيم والوساطة والمصالحة معاضدة لمجهودات الدولة التونسية وحفاظا على الامن والمال العام باعتبار التكاليف المشطة التي ستتحملها الأطراف في صورة اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي بلوزان.
هذا وقرر رئيس المحكمة ان يظل المجلس العلمي والاستشاري والحكمي في حالة انعقاد لمتابعة هذا الموضوع الذي يعد في صدارة اهتمامات الرأي العام الرياضي والوطني والدولي.