مخلفا اللوعة والحسرة في قلوب كل التونسيين وكل الرياضيين عموما.
وشهدت جنازة الفقيد امس السبت حضور شخصيات سياسية ورياضية وجماهيرية عريضة بعد أن تقرر أن تكون الجنازة انطلاقا من ملعب الطيب المهيري حفاظا على الجميع من انتشار وباء كورونا ومراعاة للحضور الغفير الذي رافق موكب الجنازة التاريخية.
لمحة عن الفقيد
ولد حمادي العقربي 20 مارس 1951 واسمه الحقيقي محمد بن رحيّم تقمص ألوان النادي الصفاقسي سنة 1970 وكان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي والمنتخب الوطني التونسي.
فاز مع فريق عاصمة الجنوب بالبطولة التونسية أعوام 1978 و1981 و1983 ولقب بساحر الجيلين خلال مشاركته في تصفيات كأس العالم بالأرجنتين سنة 1978 بما أنه كان من أبرز لاعبي المنتخب الوطني لما قدمه في التصفيات ودفاعه على الوان المنتخب، احترف العقربي مع النصر السعودي عقب نهائيات كأس العالم 1978 ثم مع العين الاماراتي في 1980 ثم عاد في الموسم الموالي للنادي الصفاقسي وفيه اكمل مسيرته الكروية سنة 1986 بمغادرة الملاعب الرياضية بعد اجراء مقابلة توديعية جمعته بنجوم الكرة التونسية.
معشوق الجماهير التونسية
كان حمادي العقربي معشوق الجماهير التونسية لا الصفاقسية فقط حيث أنه كلما تواجد في الملاعب التونسية لقي الترحاب والتصفيق من المسؤولين والجماهير الرياضية بما أنه عرف بدماثة أخلاقه وروحه الرياضية الخفيفة وتعاطفه مع الجميع، ومن بين ما رسخ في ذاكرة الجماهير التونسية خروج جماهير النادي البنزرتي ذات يوم من ملعب 15 أكتوبر بعد حصول العقربي على ورقة حمراء في لقاء النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي احتجاجا على قرار الحكم وهي لقطة حصلت لأول مرة في ملاعب العالم، كما تبقى صورة ملعب أولمبي سوسة في الذاكرة بعد رفع جماهير النجم الساحلي ساحر الاجيال حمادي العقربي على الاعناق في احدى مباريات فريقهم امام النادي الصفاقسي وهو مشهد لم نره الى حد يومنا هذا بما أن كرة زمان كانت تقرب الجميع ولا تفرق.
جنازة بحضور الرؤساء
جنازة ساحر الاجيال لم تكن كباقي الجنازات بما أنه كان اسطورة كرة القدم التونسية وقد حضر رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي تحول خصيصا الى مدينة صفاقس للقيام بواجب التعزية لأهل الفقيد، كما حضر أمس رئيس حكومة تصريف الاعمال الياس الفخفاخ مرفوقا بعدد من الوزراء الحاليين والسابقين وعدد من رؤساء النوادي التونسية ولاعبين قدامى ومسيرين وهو ما يؤكد الحب الكبير الذي يحظى به ساحر الاجيال من الجميع.
لمسة وفاء
قررت الهيئة المديرة لفريق عاصمة الجنوب رسميا تغيير اسم مركب النادي الصفاقسي الحالي الى اسم مركب حمادي العقربي وهو اسم جديد انطلق العمل به منذ أمس من خلال اعداد لافتات تحمل اسم الراحل سيقع تعليقها في مدخل مركب حمادي العقربي. من جهة أخرى طالبت جماهير النادي الصفاقسي تغيير اسم ملعب الطيب المهيري باسم الراحل حمادي العقربي ليبقى هذا القرار من مشمولات السلط الرسمية وتحديدا بلدية صفاقس خاصة بعد تركيز تمثال للراحل منذ ثلاثة مواسم في حركة رمزية تكريما له.
ما قاله اللاعبون
طارق ذياب: العقربي ملاك على وجه الارض
في تصريح له أكد نجم الترجي والمنتخب السابق طارق ذياب أن رحيل الاسطورة حمادي العقربي خلف اللوعة والحسرة في قلوب الرياضيين نظرا لدماثة اخلاقه تسامحه والابتسامة الدائمة على وجهه، وأضاف ذياب «حمادي كان ملاكا على وجه الارض وهو ما يؤكد حب كل التونسيين له لما يمتلكه من دماثة أخلاق كما أنه أدخل الفرحة في قلوب التونسيين إلى أن أصبح معشوق الجماهير وبما أننا كنا جنبا الى جنب في المنتخب الوطني فإني تمنيت مجاورته في الترجي لكنه كان دائما عاشقا كبيرا للنادي الصفاقسي، رحل عنا اليوم حمادي العقربي وخلف في قلوبنا اللوعة فتغمده الله برحمته الواسعة ورزق اهله جميل الصبري والسلوان.»
المختار ذويب: حمادي أخ قبل أن يكون صديقا
أكد نجم ملحمة 78 المختار ذويب أن ساحر الأجيال كان بمثابة الأخ له نظرا للعشرة الطويلة بينهما في النادي الصفاقسي وفي المنتخب الوطني أو حتى في الأيام العادية بعد مغادرة الملاعب، وأضاف ذويب «كنا نتقابل دائما في المقهى أو المنزل كما أني كنت أزور العقربي دائما بعد التوعك الصحي الذي رافقه لمواسم خاصة وأن حمادي يعتبر أخا وليس مجرد صديق الملاعب فقط، لو يعود التاريخ فسوف يحكي الكثير والكثير على صولات وجولات العقربي وعقيد وباقي اللاعبين.. رحيل حمادي خلف في قلوبنا اللوعة والحزن والحضور الكبير الذي رافق جنازته الوطنية يؤكد على حب كل التونسيين لهذا اللاعب المتخلق والصبور، رحم الله الفقيد وان شاء الله من أهل الجنة.»
رضا اللجمي: حمادي اعطى كثيرا للكرة التونسية
في تصريحه لـ«المغرب» أكد اللاعب السابق للنادي الصفاقسي رضا اللجمي أنه كان قريبا جدا من ساحر الاجيال حمادي العقربي خلال فترة الثمانينات عندما تقمص مع زي النادي الصفاقسي وأضاف اللجمي «حسرة كبيرة اليوم في كرة القدم التونسية فقدان ساحر من الجيل الذهبي والزمن الجميل بما أني كنت قريبا جدا من حمادي العقربي في النادي الصفاسي ولعبنا جنبا الى جنب وتوجنا معا، الاسطورة عرف بدماثة اخلاقه واحترامه للجميع وصوته الخافت وهو دائما محل احترام الجميع لذلك حتى رحيله عن الملاعب لم يكن عاديا وظل دائما في قلوب التونسيين ولم ينسه أحد بما أنه دخل كل بيت تونسي خلال تصفيات كأس العالم وأدخل السرور على التونسيين عموما، العقربي تركنا اليوم ورحل للرفيق الأعلى مخلفا الحسرة في قلوبنا وتلك أحكام الله فكل التعازي لعائلة الفقيد ونعزي انفسنا كعائلة رياضية لرحيل الأخ العزيز حمادي العقربي.»