وولم تزكها الجماهير رغم مرور السنين حتى أن الشعبية التي كان يتمتع بها المنتقلون إلى الغريم حولت المحبة الجارفة إلى نقمة كبيرة فرضها تغير القميص إلى المنافس التقليدي.
وقدمت الساحرة المستديرة عبر تاريخا جملة من الانتقالات التي لم تقبلها الجماهير حتى أن العبارات التي تعلقت بهده الانتقالات كانت من معجم «الخيانة» وبما أن الخيانة لا تغتفر عموما فإن كرة القدم عرفت عدة حلقات من مسلسل الانتقال إلى المنافس والغريم التقليدي مازالت عالقة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة.
وعرفت البطولة التونسية عدة حلقات من مسلسل «الخيانة» في كرة القدم حيث فضل عدد من نجوم كرتنا خوض تجارب بعيدا عن الفرق التي سطع فيها نجمهم وبرزوا على الساحة المحلية وإلى حدّ اليوم لم تغفر الجماهير رحليهم وتقمص زي المنافس رغم مرور السنوات حتى مع اعتزالهم لكرة القدم.
قطبا العاصمة وحلقات متعددة
تعتبر جماهير الكرة التونسية أن الانتقال نحو المنافس المباشر خيانة وعيب كبير لا يغتفر رغم مرور السنوات وهذا ما طارد متوسط ميدان المنتخب ولاعب الترجي الرياضي نبيل معلول طيلة سنوات خاصة بعد أن شق عصا الطاعة في وجه مسؤولي الترجي في موسم 1994 واختار اللعب بقميص الغريم التقليدي النادي الإفريقي ليفتح على نفسه أبواب الغضب حتى أن الجماهير لم تغفر له ذلك رغم ما حققه مع الأحمر والأصفر عند تدريب الفريق بما أن شقا كبيرا عارض عودته لحديقة حسان بلخوجة ولم ينسوا تقمص نبيل معلول لزي النادي الإفريقي وحتى مع تصريحاته بالندم لخوضه التجربة إلا أن البعض لم ينس رحيله للغريم التقليدي.
نال القادم من الملعب التونسي خالد القربي التقدير من جماهير الترجي التي رأت فيه المقاتل الشرس واللاعب الذي يعطي دون حساب حتى أنه تسلل الى قلوب الجماهير التي اعتبرته أبن النادي في ظل ما قدمه القربي في المباريات وخاصة في الدربي العاصمي لكن الحب الكبير تحول إلى غضب بعد أن اختار خالد القربي خوض تجربة مع النادي الإفريقي مما جعل جماهير الترجي تعبر عن رفضها.
وعلى غرار نبيل معلول لازالت جماهير الترجي الرياضي تكن الغضب لصانع الألعاب أسامة الدراجي الذي كان معبود جماهير الأحمر والأصفر وأحد أبناء الفريق لكن هذا العشق تحول إلى نقمة بعد أن اختار اللعب بقميص النادي الإفريقي.
قلائل لعبوا مع الإفريقي ثم انتقلوا الى الترجي لكن جمهور الأحمر والأبيض مازال يكن الكراهية لثلاثي بالتحديد والحديث هنا عن متوسط الميدان خالد المولهي وثنائي الدفاع وليد الهيشري ومحمد البشاطبجي حيث تعتبر جماهير نادي باب الجديد أن المولهي خان فريقه الأم بعد أن قبل مهمة اللعب في الترجي رغم العرض المقدم من فريقه الأم لكنه فضل المال على الانتماء وهو ما اعتبرته خيانة.
بعد انتقاله إلى الدوري الروسي كان وليد الهيشري أحد اللاعبين الذين تعلق بهم جمهور الإفريقي لكن بعد ارتدائه قميص الترجي تحول الحب إلى كره خاصة أنه فضل التواجد مع الغريم الأزلي.
وقد تفاجأت جماهير الإفريقي بتحول المدافع المحوري محمد باش طبجي إلى الترجي رغم المواسم الممتازة التي قضاها في الإفريقي حيث اكتشف نفسه وبات أحد أفضل مدافعي البطولة لكنه فضل الانتقال إلى الغريم التقليدي وهو ما جعل الغضب يسيطر على عشاق الأحمر والأبيض.
ثنائي أثار الغضب
يعد متوسط الميدان اسكندر السويح معبود جماهير صفاقس فـ«مايسترو» النادي الصفاقسي ظل لسنوات دون منافس والنجم الأول للفريق حتى أن الكل كان ينتظر يوم الأحد ليتمتع بلمسات السويح صانع الفرجة والمتعة في ملعب الطيب المهيري لكن جاءت المفاجأة بعد أن اختار أحد رموز النادي الصفاقسي تغير الأجواء واللعب بقميص الترجي الرياضي ليسيطر الغضب على الشارع الرياضي في صفاقس الذي لم يستسغ إلى غاية اليوم تنقل السويح إلى الترجي الرياضي ووصل به الأمر إلى غاية رفض تواجده في عاصمة الجنوب ليكون السويح على غرار معلول أحد الانتقالات التي رافقها غضب عارم.
وعرفت المواسم الماضية عدة انتقالات بين الفريقين لكن جماهير النادي الصفاقسي لم تقبل تحول متوسط الميدان محمد علي منصر إلى الترجي الرياضي حيث انتقدته بشكل لاذع لكن عودته من جديد أطفأت سهام النقد وأعادت الأمور إلى نصابها.
للأجانب نصيب
لم يكن غضب الجماهير حكرا على اللاعبين المحليين فقط بما أن عددا من الأجانب بصموا على أسمائهم من ذهب في سجل بطولتنا وهو ما جعلهم رموزا لدى الجماهير لكن العشق تحول إلى كراهية خاصة أنهم اختاروا خوض تجارب جديدة بعيدا عن الفرق التي تألقوا فيها.
من بين الأسماء نجد المهاجم المالي للنادي الإفريقي «درامان ترواري» الذي كان معبود جماهير الأحمر والأبيض واحد الأجانب الذين افتكوا عشق جماهير الإفريقي حيث تغنت به الجماهير كثيرا وكانت كل أوامره مجابة لكن تحول العشق والغرام إلى كراهية بعد أن تأكدت جماهير الإفريقي أن «ترواري» سيكون مع الترجي الرياضي وهو ما رفضته وعبرت عن غضبها مما أقدم عليه الدولي.
منت جماهير النجم الساحلي أن يوقع متوسط الميدان الكاميروني «فرنك كوم» مجددا مع الفريق ليعود لسابق صولاته في البطولة لكن الكاميروني اختار عنوانا أخر تمثل في التوقيع مع الترجي الرياضي وهو ما أثار موجة غضب عارمة في سوسة وصلت إلى حد شتمه في المباريات التي جمعت الفريقين بل أكثر من ذلك بما أن البعض أبلغ «فرنك كوم» بعدم التفكير في زيارة سوسة خوفا من ردة الفعل سيما أن الغضب كان كبيرا.