بالاتفاق مع اللجنة الدولية الاولمبية على تأجيل الحدث الاولمبي الى صائفة 2021، خاصة مع تصاعد المخاوف وطلبات التأجيل التي رفعها اكثر من اتحاد دولي للالعاب المشاركة من اجل التأجيل خوفا من انتشار العدوى.
في حديثنا عن الالعاب الاولمبية وسحرها الذي يشد انظار عشاق مختلف الرياضات باختصاصاتها المتعددة في العالم،تتبادر الى الاذهان بعض الاسماء العربية التي تألقت في تاريخ الدورات الاولمبية ورفعت الراية العربية عاليا وفسحت المجال امام من تبعها لينهلوا بدورهم من بحور النجاح والتألق.
في الورقة التالية ،سنحاول تسليط الضوء على ابرز الابطال العرب الذين حققوا انجازات وميداليات في الاولمبياد منذ بداية المشاركة العربية في هذا الحدث العالمي...
الخطوة الاولى مصرية
في دورة الالعاب الاولمبية أمستردام 1928، أحرز المصري إبراهيم مصطفى الذهبية العربية الأولى في التاريخ، في اختصاص المصارعة اليونانية - الرومانية. أما الثانية فكانت من نصيب المصري سيد نصير في رفع الأثقال. وولد هذا الاخير بطنطا سنة 1905، وحقق خلال مسيرته العديد من البطولات المحلية والعالمية. شغل منصب وكيل وزارة الشباب، قبل أن يتوفى في العام 1977، عن عمر ناهز 72 عاماً. أما ابراهيم مصطفى فولد في مدينة الاسكندرية العام 1904، وعلى عكس نصير، لم يكن مشواره الرياضي متميزاً، ولم يحظ بتكريم لائق، وفقدت ميداليته الذهبية خلال حفل أقامه «نادي المحاماة» لتكريمه. توفي ابراهيم عن عمر ناهز 64 عاماً في المكسيك، خلال مشاركته في الأولمبياد كمدرب لمنتخب المصارعة المصري.
وتكررت الانجازات المصرية في دورة الالعاب الاولمبية 1936، على يد خضر التوني الذي أحرز ميدالية ذهبية في اختصاص رفع الاثقال للوزن المتوسط.وهو من مواليد القاهرة 1916، وتوفي سنة 1956 بصعقة كهربائية. في النسخة ذاتها، احرز الرباع محمد أنور مصباح ميدالية ذهبية.وهذا البطل من مواليد 1913 وتوفي سنة 1998 عن سن يناهز 85 سنة. كما حصد ابراهيم شمس برونزيتين.
في دورة 1948، تواصل حصاد الاسماء المصرية في الحدث العالمي الابرز، من خلال صعود الرباع ابراهيم شمس على منصة التتويج بعد فوزه بالذهب وتبعه محمود فياض في نفس الرياضة (رفع الاثقال) حيث توج بدوره بالمعدن النفيس.
القمودي ينهي الجفاف
بعد التتويجات السابق ذكرها، دخلت الرياضة العربية في سنوات عجاف عجزت خلالها عن تحقيق الذهب في 4 دورات متتالية. غير ان العداء التونسي محمد القمودي تمكن في دورة 1968 من ايقاف هذا الجفاف و تجديد العهد مع منصات التتويحات. وحصد القمودي في دورة المكسيك ذهبية سباق 5 آلاف متر فضلا عن برونزية 10 الاف متر.لكن قبل ذلك تجدر الاشارة الى ان القمودي اصيل ولاية قفصة حقق فضية سباق 1500 متر في دورة طوكيو 1964. كما تحصل العداء التونسي على فضية 5 الاف متر في اولمبياد ميونيخ 1972.
عويطة ينفض الغبار من جديد
بعد هذه التتويجات انتظر العرب الى غاية دورة لوس انجلوس 1984 ليحرز العداء المغربي سعيد عويطة على ذهبية سباق 5 آلاف متر كما فازت مواطنته نوال المتوكل بذهبية سباق 400 متر حواجز وهي اول ميدالية اولمبية نسائية عربية وافريقية.
وفي دورة سيول 1988، فاز عويطة ببرونزية سباق 800 متر. وفي نفس الدورة كان الموعد مع الميدالية الذهبية الوحيدة وهي التي حملت توقيع العداء المغربي ابراهيم بوطيب في سباق 10 الاف متر.
اما في العاب برشلونة 1992، فقد تواصل تألق الرياضيين المغاربة حيث فاز العداء خالد السكاح بذهبية 1500 متر. وتزامنت الدورة مع التتويج الاول للجزائر عن طريق العداءة حسيبة بولمرقة بذهبيو سباق 1500 متر ايضا.
تألق في دورة اتلانتا 6991 ثم انتكاسة مفاجئة
يمكن القول إن دورة اتلانتا 1996، تخللتنا نتائج عربية متميزة من خلال 3 ذهبيات حملت توقيع كل من العداء الجزائري نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر والسورية غادة الشعاع في مسابقة السباعي الى جانب الملاكم الجزائري حسين السلطاني.
ولم يستمر التألق في سيدني 2000، بما ان الحصاد اقتصر على ذهبية عربية وحيدة كانت من نصيب العداءة الجزائرية نورية مراح بنيدة.
4002 الحصيلة الاكبر...
كان الموعد مع اكبر حصيلة عربية في دورة اثينا 2004، جاءت عن طريق العداء المغربي هشام القروج الذي توج بذهبيتين 1500 و5 آلاف متر، وذهبية الرماية للإماراتي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، وذهبية المصارعة الحرة (وزن 96 كغ) للمصري كرم جابر. ويعتبر هشام القروج أحد أبرز العدائين في تاريخ الأولمبياد، ولا يزال رقمه القياسي في سباق 1500 متر (روما 1998) صامدا حتى اليوم.
بداية تألق الملولي
يمكن القول إن دورة 2008 كانت سنة بزوغ شمس قرش تونس والمتوسط اسامة الملولي من خلال احرازه ذهبية سباق 1500 متروبرونزية نفس السباق.واستمر اشعاع الملولي في في الدورة الموالية (لندن 2012) من خلال ظفره بذهبية سباق ماراطون 10 كلم وبرونزية 1500 متر.
وحملت نسخة 2012 تتويجا تونسيا جديدا عن طريق حبيبة الغريبي في سباق 3 آلاف متر موانع اضافة الى ذهبية العداء الجزائري توفيق المخلوفي في سباق 1500 متر.
8 دول عربية على منصة التتويج في 6102
كانت الحصيلة العربية في دورة ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، 16 ميدالية (3 ذهبية و4 فضية و9 برونزية) تقاسمتها 8 دول. وحصدت البحرين ذهبية وفضية فيما كان نصيب الكويت ذهبية وبرونزية والاردن ذهبية واحدة مقابل فضيتين للجزائر وفضية وحيدة لقطر.فيما حصدت كل من مصر وتونس 3 برونزيات (برونزيات تونس من نصيب ايناس البوبكري في المبارزة ومروى العمري في المصارعة واسامة الوسلاتي في التايكواندو). اما المغرب والكويت فحققت كل منهما برونزية وحيدة.