تأرجحت بين اليأس والاستسلام من جهة والصبر والمقاومة بحذر من جهة أخرى.
فقد أوقفت الرابطة الفرنسية موسمها نهائيا فيما أكدت نظيرتها الإيطالية إلى أن العودة ستكون مرتقبة وذلك خلال اجتماع الأخير أما إنقلترا وإسبانيا وألمانيا فهي ماضية نحو استئناف التمارين تمهيدا لاستكمال الموسم.
على الرغم من أنه غير مصنف ضمن الدوريات الأوروبية الكبرى إلا أن المنطق يفرض قول الحق فقد كان الدوري الهولندي لكرة القدم «إريديفيزي» أول من أعلن توقيف الموسم 2020- 2019 الجمعة الماضي من دون منح التتويج لأي فريق وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
لكن أبرز البطولات في القارة العجوز كانت في الوقت ذاته تدرس خيارات صعبة أفضلهااستمرار الموسم مع مراعاة تدابير أمنية صارمة وأسوؤها إيقاف المنافسة نهائيا...وكانت الخيارات محددة أساسا بثلاثة معايير مرتبطة ببعضها البعض وهي الصحة واللعب والاقتصاد.
ونستعرض فيما يلي أبرز السيناريوهات المعروفة أو المتوقعة في خمس بلدان فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنقلترا.
فرنسا إيقاف الموسم نهائيا ومنح التتويج لسان جرمان
بعد ثمانية وأربعين ساعة من إعلان رئيس الوزراءإدوار فيليب منع النشاط الرياضي الاحترافي لغاية سبتمبر أعلنت رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم إيقاف الموسم نهائيا واعتمد مجلس إدارتها منح اللقب من خلاله إلى المتصدر باريس سان جرمان وتأهل فريقي مرسيليا (الثاني) ورين (الثالث) لمسابقة دوري أبطال أوروبا فيما حرم أولمبيك ليون من المشاركة في البطولات القارية لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.
وتأكد إثر هذا القرار هبوط ناديي تولوز وأميان إلى الدرجة الثانية فيما يصعد لوريان ولنس إلى الدرجة الأولى.
وكل هذه القرارات تنذر بموجة من النزاعات أمام المحاكم الرياضية والإدارية لكن وزيرة الرياضة روكاسانا مراسيناو قالت «من يريد الذهاب للقضاء فاليذهب في إشارة واضحة إلى رئيس نادي ليون الذي أعلن عزمه الطعن أمام العدالة وأمام رابطة الدوري الفرنسي حتى 25 ماي لإبلاغ الاتحاد الأوروبي (ويفا) رسميا بالفرق المتأهلة للعب في مسابقتي الأندية القارية.
في المقابل تحتفظ الرابطة بأمل إجراء نهائي كأس فرنسا (بين باريس سان جرمان وسانت إتيان) ونهائي كأس الرابطة (بين باريس سان جرمان وليون) في مطلع أوت خلف أبواب موصدة.
«نهاية البطولة» ستكون بمثابة «موت الكرة الإيطالية»
أبدت جميع أندية الدوري الإيطالي الـ 20 موافقتها على إستكمال منافسات الكالتشيو فى الموسم الجاري 2020- 2019 والمتوقف منذ شهر مارس الماضي لتفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وذكر موقع «فوتبول إيطاليا» أن جميع الأندية صوتت بالموافقة على إكمال الموسم في الاجتماع الطارئ الذي عقدته رابطة الدوري الإيطالي عبر الفيديو على الرغم من التقارير التي كشفت في وقت سابق بإقتراب إلغاء المسابقة بسبب الوباء العالمي على غرار العديد من الدوريات الكبرى ومنها الفرنسي.
وأضاف الموقع أن رابطة الدوري الإيطالي أكدت أن جميع الأندية وافقت على استئناف الموسم على عكس ما كشفت تقارير سابقة بمعارضة ناديي تورينو وبريشيا على ذلك.
وأشار الموقع إلى أن الاجتماع شهد مناقشة قضية حقوق البث التلفزي وأيضا تقرر حصول أندية بولونيا وبارما وسبال وساسولو على إذن من منطقة إميليا رومانيا لاستئناف التدريبات في 4 ماي المقبل.
وقال رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة غابريال غرافينا أن «نهاية البطولات» ستكون بمثابة «موت الكرة الإيطالية».
وتوقف الدوري الإيطالي في 9 مارس عشية الإغلاق التام المفروض في 10 مارس للحد من تفشي فيروس «كوفيد-19» وكان رئيس الحكومة جوزيبي كونتي قد قدم الأحد الماضي تفاصيل «المرحلة 2» التي من المفترض أن تعتمدها البلاد في خروجها التدريجي من الإغلاق وأعطي خلالها الضوء الأخضر للرياضات الجماعية من أجل العودة الى التمارين اعتبارا من 18 ماي ما شكل إحباطا لرغبة السلطات الكروية في إكمال موسم بعدما أمهلت نفسها حتى الثاني من أوت على أقصى تقدير لإنهاء الدوري المحلي.
إسبانيا استكمال الموسم يعاني «الشعور بأن الحياة ستعود لطبيعتها»
في إسبانيا أكد رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس أن عدم استكمال الموسم قد يؤدي إلى خسائر جماعية تصل إلى مليار يورو (مليار و87 مليون دولار) بينما حثت وزارة الرياضة إيرين لوزانو على ضرورة عودة اللعبة من أجل دفع الاقتصاد ومنح الناس الشعور بأن الحياة ستعود لطبيعتها.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أعلن الثلاثاء السماح للرياضيين المحترفين باستئناف التمارين الفردية بدءا من 4 ماي في أولى الخطوات في طريق تخفيف إجراءات الإغلاق التام المفروض في البلاد والتي ستحدث على أربع مراحل على امتداد شهرين.
ومن المقرر أن تقوم الأندية الإسبانية بإخضاع لاعبيها وأجهزتها الفنية للاختبار ضد فيروس كورونا الأسبوع المقبل في أول خطوة نحو استئناف الموسم في جوان.
المرحلة الثانية للتدريب الفردي تنطلق في 6 ماي بينما المرحلة الثالثة ستكون بالتدريب في مجموعات صغيرة تصل إلى ثمانية لاعبين قبل أن تنطلق المرحلة الرابعة بتدريب الفريق بالكامل الذي يجب أن يستمر أسبوعين على الأقل قبل استئناف المباريات.
وتتبقى 11 جولة على نهاية الموسم في الدرجتين الأولى والثانية بينما تحتاج المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا لمواعيد جديدة بعد تعليقها في وقت سابق.
وقال قائد ريال مدريد سيرخيو راموس لمحطة النادي التلفزيونية إنه «متشوق للغاية للعودة إلى (ملعب) سانتياغو برنابيو وارتداء قميص ريال مدريد وعودة كافة الأمور إلى طبيعتها كما كانت من قبل».
3 قرارات من رابطة الدوري الانقليزي قبل عودة النشاط
اجتمعت رابطة أندية الدوري الإنقليزي لمدة 4 ساعات أمس السبت من أجل مناقشة كيفية استئناف الموسم الحالى 2019 – 2020 من المسابقة والتي توقفت فى منتصف شهر مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وأصدرت بيانا رسميا أكدت فيه على إلتزامها باستكمال الموسم الحالي من البريميرليغ وفقا لإجراءات الحكومة البريطانية.
واستعرضت صحيفة «صن» الإنقليزية القرارات التي اتفقوا عليها خلال إجتماع رابطة الدوري الإنقليزي مع أعضاء أندية الدوري.
وجاءت القرارات التى اتفقوا عليها على النحو التالى:
1 - التأكيد على استئناف الموسم الحالي.
2 - إقامة المباريات دون حضور جماهيري.
3 - بحث إمكانية لعب المباريات على ملاعب محايدة في مناطق بعيدة عن انتشار فيروس كورونا مثل ملعب الإمارات في لندن والاتحاد في مانشستر وويمبلي في لندن.
وكانت صحيفة «ميرور» الإنقليزية قد أشارت في وقت سابق إلى أن بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني منح الضوء الأخضر لاستكمال الموسم الحالي من منافسات الدوري الإنقليزي.
أضافت الصحيفة أن الخطة قائمة على 3 مراحل إذ ستكون العودة التدريجية للتدريبات الفردية مع بداية شهر ماي أولى الخطوات ثم العودة للتدريبات بشكل كامل فى الأسبوع الأخير من الشهر نفسه وأخيرا إستئناف المباريات في الأسبوع الثاني من شهر جويلية المقبل.
ويتصدر ليفربول جدول ترتيب الدوري الإنقليزي برصيد 82 نقطة متفوقا بفارق 25 نقطة عن أقرب منافسيه فريق مانشستر سيتي الوصيف برصيد 57 نقطة بعد مرور 29 جولة وقبل التوقف الحالي بسبب تفشي فيروس كورونا.
هل تعطي أنغيلا ميركل الضوء الأخضر لاستئناف الدوري الألماني؟
وفي ألمانيا أعلن وزراء الرياضة في الولايات الألمانية الـ 16 أن دوري «البوندسليغا» قد يعاود نشاطه في الفترة بين «منتصف ونهاية ماي مع موافقة من وزارة العمل فيما تنتظر رابطة الدوري الضوء الأخضر من المستشارة أنغيلا ميركل لاستئناف المباريات.
وحذر الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند هانز يواكيم فاتسكه أنه في حال عدم إكمال الموسم الحالي فإن أندية عدة ستعلن إفلاسها «يتعلق الأمر بإنقاذ كرة القدم يجب أن نلعب في أسرع وقت ممكن».
وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب.
وتبدو الرابطة مصممة على إنهاء الدوري في 30 جوان لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزي تقدر بـ300 مليون يورو.
القضاء يفصل في قرار الدوري الهولندي
قرر فريقان هولنديان في دوري الدرجة الثانية رفع دعوى قضائية أمام المحكمة وذلك بعد قرار الاتحاد الهولندي لكرة القدم بإلغاء الدوري الموسم لأنهما لن يتمكنا من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى بعد إلغاء الصعود والهبوط على أن تعقد محكمة أوترخت جلسة استماع شفوية يوم 8 ماي الجاري. وقالت المحكمة في بيان لها إن العملية القانونية ستتخذ شكل محاكمة سريعة وسيعلن القاضي الذي لديه سلطة اتخاذ إجراءات احترازية قراره في غضون أسبوعين على أقصى تقدير.
وقال نادي كامبور الهولندي في بيان له «الدماء والعرق والدموع التي سالت لمدة عام ستذهب هباء وهذا أمر لا يمكن تحمله نعتقد أننا مدينون للاعبينا والجهاز الفني والموظفين والمشجعين والرعاة بتحدي هذا القرار غير العادل»
ويحتل كامبور ودي غرافشاب المركزين الأول والثاني في دوري الدرجة الثانية الهولندي برصيد 66 و62 نقطة على التوالي مما يمنحهم حق الصعود إلى الدوري الهولندي.
وكان الاتحاد الهولندي لكرة القدم قد أعلن إلغاء موسم الدوري المحلي 2020-2019 دون تحديد هوية البطل وتأهل الفرق أصحاب المراكز الأول للدوريات الأوروبية وذلك بسبب الأزمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
خسائر مالية وصلت إلى 4.1 مليار يورو
توقفت مباريات جميع الدوريات الاوروبية الخمسة الكبرى في الاسبوع الثاني من شهر مارس ليتوقف مع ذلك مدخول الاندية والجامعات وتبدأ مع ذلك الاندية بتسجيل الخسائر على المستوى المادي في ظل عدم قدرتها على تأمين اي مداخيل مع استمرار دفعها لرواتب اللاعبين والاجهزة الفنية الادارية والطبية والعاملين في الفرق. ووصلت خسائر الدوريات الخمسة الكبرى الى 4.1 مليار يورو في ظل انتشار الوباء في جميع انحاء اوروبا.
مع انتشار الوباء في اوروبا اجبر الناس على البقاء في منازلهم منعاً لانتشار الفيروس وهذا ما ادى الى ايقاف جميع الانشطة الرياضية حيث جرى تأجيل والغاء المباريات في الدوريات المحلية وتأجيل اكثر من 40 مباراة بين دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي وشمل هذا التأجيل مباريات يورو 2020 الى صيف العام 2021 لتتخطى بذلك الخسائر الاربع مليار يورو.
ففي العقدين الاخيرين ارتفعت الارباح في دوريات كرة القدم على المستوى المحلي والاوروبي بشكل كبير على مستوى حقوق البث ما ادى الى رفع مداخيل الاندية لتنمو هذه الصناعة اضعاف نمو الدخل الوطني في جميع انحاء اوروبا الا ان ايقاف الدوريات اثر بشكل سلبي وكبير جداً على المداخيل حيث وصلت الخسائر في الدوري الانقليزي الممتاز الى 1.28 مليار باوند اكثر من 60 بالمائة منها كانت تتعلق بحقوق البث ما يعادل 800 مليون يورو الى جانب ما يقارب من 300 مليون يورو من الاعلانات و180 مليون يورو كعائدات مباشرة من المباريات.
اما في الدوري الاسباني فاقتربت الخسائر من مليار يورو لتتوقف عند 970 مليون اما في الدوري الالماني فقد بلغت 790 مليون يورو أما الدوري الايطالي 700 مليون يورو والدوري الفرنسي 400 مليون يورو. ولم تقتصر الخسائر المادية على المداخيل المباشرة من الاعلانات وحقوق البث والمباريات لتلحق الخسائر بعمليات انتقال اللاعبين في سوق الانتقالات بعد ان وصلت قيمة الانتقالات في موسم 2018- 2019 بين الاندية العشرين الكبرى في اوروبا فقط الى 9.1 مليار يورو اكثر ب11 بالمائة من الموسم السابق ومع اقتراب انتهاء عقود عدد من اللاعبين ستتأثر قيمة سوق الانتقالات بشكل كبير ليكون مانشستر سيتي اكثر فريق سيتعرض للخسائر بقيمة 412 مليار يورو من قيمة انتقالاته ثم برشلونة 366 مليون يورو يليهليفربول 353 مليون يورو فريال مدريد 350 مليون يورو وباريس سان جيرمان 302 مليون يورو.