كل موسم بين الفرق، الفرق النسائية في الكرة الطائرة التونسية بات البون شاسعا بين أكثرها من الناحية المادية التي أصبحت في خدمة طرف دون سواه فمن يملك النصيب الأكبر يدرك جيدا أن خطاه ستكون موفقة ومن لا يملك الماديات على بينة تامة من أنه سيكتفي بمجاراة النسق من أجل ضمان التواجد في الوطني «أ» لا غير باعتباره لا يملك أدنى الأساسيات.
نجح أكثر من فريق سيما بالنسبة لنسائي قرطاج والنادي الصفاقسي في ضم أفضل العناصر الموجود في البطولة وبقية الفرق على حد السواء بما أنهما يملكان كل المقومات المادية التي تخول لهما أخذ الأسبقية وخطوات عديدة أمام البقية وهذا ما نجحا فيه إلى حد الآن، فريق عاصمة الجنوب ينتمي إلى أحد أكبر الفرق التونسية في كرة القدم والمجموعة لا خوف عليها بما أن العائدات المادية موجودة ولو بنسبة متواضعة مقارنة ببقية الفروع ولكنها هامة إذا ما تمت مقارنتها بما يوجد في مستقبل باجة أو لدى الجار الشبيبة الأولمبية بصفاقس ونسائي قرطاج يقف خلفه أكثر من رجل أعمال وظف نفسه خدمة له وللكرة الطائرة النسائية دون مقابل والحصيلة كانت وافرة إلى حد الآن ومرشحة للارتفاع مستقبلا بعد السيطرة التي فرضها وفوزه بكل الألقاب الممكنة بما في ذلك بطولة إفريقيا للأندية البطلة ومازال ينقصه لقب وحيد وهو البطولة العربية للأندية البطلة التي اكتفى فيها العام الماضي بالمركز الثاني خلف المنظم الأهلي المصري.
يمر أكثر من فريق بصعوبات كبرى ويعيش أكثر من أزمة وأكثر من طرف وجد نفسه يستسلم ويرمي المنديل وعلى سبيل الذكر وليس الحصر نادي الحديقة الذي أصبح من الفرق المضمحلة بعد أن عجز عن إيجاد الحلول المادية التي تكفل استمراره ويحافظ بها على بقائه وفي القادم سيسير أكثر من فريق على خطاه وكأنه لم يكن إن لم تكن هناك حلول عاجلة ولم تخصص ميزانية للرياضة النسائية وفرقها، نادي الحديقة تكونت فيه أكثر من لاعبة على غرار خولة كسوس ومروى البوغانمي أحد أبرز لاعبات نسائي قرطاج والمنتخب على حد اليوم ورغم وجود مقره في العاصمة فانه لم يقدر على الصمود وهذا يقيم الدليل مجددا على صعوبة المهمة للفرق النسائية.. الفوارق كبيرة بين فرق البطولة فلا يمكن المقارنة بين فريق يقوم بانتداب لاعبات أجنبيات وفريق لا قدر حتى لا التعاقد مع لاعبة من البطولة المحلية.
الحلول منعدمة
تفيد كل المؤشرات الحاصلة إلى حد الآن أن مشكل الفرق النسائية في الكرة الطائرة لن يكون له حل فالجامعة التي كان من المفروض أن تلجئ إليها لطلب العون قدمت مسبقا موقفها النهائي بإقصاء منتخب الكبريات من كل المسابقات ووضعته خارج نطاق الخدمة والبث التلفزي لن يكون من نصيبها بما أن حتى المباريات التي يتم تمريرها في مسابقة الأكابر دون مقابل فما بالك إن تعلق الأمر بمباراة في منافس الكبريات، البث التلفزي كان بالإمكان أن يكون متنفسا للفرق بما أنه سيجلب لها أكثر من مستشهر ولكن الأمر من المحال في بطولتنا التي تغلب فيها مصلحة الأكابر على الكبريات والأمر ذاته بالنسبة للمستشهرين الذين يخيرون عادة عرض منتوجهم على أزياء الفرق الرجالية على الرغم من أنهم يدركون مسبقا أن الفائدة لن تكون كبيرة وبذلك فان المهمة تظل عسيرة للسيدات والحال لن يصلح إن لم تكن هناك التفاتة ووقفة حازمة من سلطة الإشراف من خلال تخصيص منح وميزانية خاصة بهن في كل اختصاص إن أرادت الحفاظ على تواجدها وضمان ديمومتها لمواسم قادمة.
يظل الفارق كبيرا بين الفرق التي تراهن على البطولة والكأس في كل موسم والبقية التي تجد نفسها تحارب من أجل البقاء والنجاة من شبح الوطني «ب» الذي تدرك جيدا أن التدحرج إليه طريق لا عودة منه إلى فرق النخبة وقد يكون نقطة البداية نحو الاندثار مثل ما حصل مع نادي الحديقة ومن قبله نادي القرجاني وغيرها من الفرق.
تراجع نتائج أكثر من فريق
بات يتواجد في البطولة ثمانية فرق فقط بعد أن كان عشرة في السابق رباعي يراهن على لقبها ورباعي آخر يبحث عن البقاء في الوطني «أ» والتراجع في مستوى أعداد الأندية يقيم الدليل مجددا على الصعوبات التي تعترضها، الفترة الأخيرة عرفت تراجعا أكثر للمستوى في أكثر من فريق على غرار مستقبل باجة ومستقبل حمام الشط والأمر طال أيضا العائد في الموسم الماضي النادي الإفريقي الذي لا تبشر الأمور فيه بخير بعد أن انسحب مبكرا من سباق الكأس واكتفى بنقطة وحيدة في مرحلة التتويج التي تقيم في الواقع الدليل مجددا على حجم المشاكل الموجودة والعقبات التي اعترضه في مستهل الطريق.. المشاكل المادية عصفت سابقا بالإفريقي وجعلته يجمد النشاط ووقفت حاجزا أمام أكثر الفرق تتويجا الهلال الرياضي الذي مازال إلى حد الآن يبحث عن استعادة أمجاده وسينتظر مواسم عديدة ليحقق مبتغاه فلا احد يرغب في الاستثمار في الفرق النسائية وتكبد مشاكل ونفقات هو في غنى عنها سيما أن البطولة حاليا باتت دون رهان.. الحصيلة ستكون أكبر لاحقا وأكثر من فريق سيرمي المنديل ويغادر في ظل العزوف الموجود عن تقديم العون للأندية النسائية التي يبقى تواجد البعض خلفها لأسباب خاصة بحتة ولمصلحة دون سواها إن انتهت يغادر، أكثر من ملف يحتاج إلى مراجعة في الفرق النسائية حتى لا تكون مجرد مطية للتخفي خلفها.
مهمة صعبة
سيراهن نسائي قرطاج الذي يعد الأوفر حظا في الموسم الحالي وبدرجة أقل النادي الصفاقسي على البطولة والكأس والاولمبي القليبي واتحاد قرطاج على المركزين الثالث والرابع والإفريقي ومستقبل المرسى ضمنا البقاء بينما ستكون المهمة صعبة للبقية التي تتواجد ضمن مجموعة تفادي النزول المطالب فيها الثنائي مستقبل باجة ونسر الهوارية بالصمود وضمان البقاء حتى لا تذهب كل الجهود التي بذلت طيلة السنوات الماضية سدى.. مصاريف تنقل الفرق لخوض مبارياتها وتفادي الهزائم بالغياب زادت من معاناتها بما أن تلك النفقات منها خاصة المتعلقة بكراء الحافلات كان بالإمكان استغلالها في الأهم والتكوين حتى تحد ولو بنسبة من نفقاتها وتضمن ديمومتها ولو لفترة مستقبلا.