وهو ما يترجم على أرض الواقع حيث تعود البطولة للفرق التقليدية وحتى أن خرج اللقب من دائرة الأندية المعتادة فإنه يكون بعنوان المفاجأة الكبرى وتسير الحبر الكثير بما أن المتوج يكسر الهيمنة ويؤكد أن الموسم كان استثنائيا.
بالعودة إلى سجلات التتويجات في عدة بطولات فإن مفهوم «الحصان الأسود» الذي يطلق على المتوج خارج دائرة الفرق التقليدية ليست عديدة حيث بما أن احتكار الأندية يكون مطلقا للبطولة وتاريخ البطولات الخمس الكبرى يقيم الدليل على ذلك حيث تعود أخر المفاجآت لموسم 2016 وتحديد في الدوري الإنقليزي حين أحداث فريق «لستر سيتي» المفاجأة وتوج بلقب في حدث استثنائي لم يتكرر منذ ذلك الموسم في كافة البطولات.
البطولة التونسية عبر تاريخها لم تخرج عن العادات والنواميس بما أن السيطرة كانت كلية للرباعي التقليدي في بطولتنا والمتكون من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي حيث سيطر هذا الرباعي على لقب البطولة سواء قبل اعتمد نظم الإحتراف أو بعد إطلاق الرابطة المحترفة الأولى.
خماسي يغير العادة
فضلت البطولة التونسية منذ الاستقلال أن تكون المنافسة مفتوحة بين كافة الفرق حيث غاب الاحتكار الذي عرفته البطولة في المواسم الماضية حيث افتتح نادي حمام الأنف سجل الأندية في التتويج وذلك في موسم 1956 ليعلن نفسه كأول المتوجين ليغيب بعدها عن منصات التتويج.
وبعد فريق الضاحية الجنوبية جاء الدور على الملعب التونسي الذي أعلن عن نفسه كأحد كبار المرة التونسية في حقبة الستينات بعد 4 ألقاب جاءت في مواسم 1957 و1961 و1962 و1965 والذي كان أخر الالقاب فريق «البايات» الذي يبحث منذ ذلك الوقت على استرجاع أمجاده والتتويج مجددا بلقب البطولة.
وواصلت الأندية شق عصا الطاعة في وجوه الرباعي التقليدي في بطولتنا في تلك الفترة حيث تمكن فريق سكك الحديد الصفاقسي من كسر القاعدة وإهداء أول الألقاب لفرق الجنوب بعد أن توج ببطولة موسم 1968 ليؤكد أن اللقب يبقي مشروعا لكافة منافسي البطولة ولم يقو سكك الحديد الصفاقسي على استثمار تتويجه حيث يقبع الآن خارج دائرة فرق النخبة.
بعد ذلك غابت التتويجات عن بقية الفرق لتنطلق فترة احتكار الرباعي الكبير في الكرة التونسية بما أن التتويجات غابت لتعود في موسم 1977 بعد أن أعلن الجيل الذهبي لشبيبة القيروان رغبته في الانتفاض وهو ما تحقق فعلا حيث صعد فريق عاصمة الأغالبة على منصة التتويج المحلي وهو اللقب الوحيد المحقق لفريق عاصمة الأغالبة.
وغابت بقية الأندية مجددا عن التتويج حيث تداول الرباعي الكبير على لقب البطولة لمدة 7 سنوات كاملة أين تمكن النادي البنزرتي من التتويج في موسم 1984 والذي كان موعد أخر القاب بقية أندية بطولتنا بما أن الرباعي الكبير انطلق في احتكار اللقب لنفسه.
نهاية أحلام التتويج
أعلنت السلطات الكروية في تونس نهاية نظام الهواة وانطلق نظام الاحتراف في سنة 1994 لتدخل الكرة التونسية نظاما جديدا جعل الجميع ينتظر تطور كافة الأندية لكن العكس حصل بما أن الاحتكار زاد وتضاعف بشكل رهيب بما أن لقب البطولة بات مسطرا للرباعي الكبير في كرتنا الذي احتكر اللقب وتوسعت الفوراق بينه وبين بقية الأندية التي اقتصر دورها على الحضور السوري دون التفكير في الصعود على منصة التتويج.
صحيح أن بعض الأندية حاولت المنافسة وكانت قريبة من كسر عصا الطاعة على غرار النادي البنزرتي في موسمي 1999 و2012 لكنه فشل في النهاية وعاد اللقب إلى الترجي الرياضي.
كما ذكرنا يعود أخر تتويج خارج الرباعي التقليدي لسنة 1984 أي قبل 10 سنوات من اعتمد نظام الأحتراف الذي زاد في الفوراق بين الأندية وأعلن نهاية أحلام بقية فرق الرابطة المحترفة بالتتويج بالبطولة حيث ترفض بطولتنا عنوان المفاجأة وتفضل عدم تغير عاداتها حتى مع بعض المحاولات التي تفشل في نهاية المطاف.
56 لقبا للكبار
في انتظار القرار النهائي بخصوص بطولة هذا الموسم في ظل أزمة فيروس الكورونا فإن الرابطة المحترفة عرفت تتويج 9 فرق فقط منها الرباعي الكبير المتكون من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي بالإضافة إلى الخماسي الذي كسر السيطرة ونعاني نادي حمام الأنف والملعب التونسي وسكك الحديد الصفاقسي وشبيبة القيروان والنادي البنزرتي ليكون المجموع 64 بطولة كان نصيب الرباعي التقليدي 56 لقبا فيما توجت البقية بثمانية بطولات فقط لتؤكد هذه الأرقام السيطرة الكلية للرباعي الكبير في بطولتنا.
وكان الترجي الأبرز في الرباعي التقليدي حيث توج بـ28 بطولة منها 10 قبل نظام الاحتراف و18 بعد سنة 1994 ليأتي النادي الإفريقي في المركز الثاني برصيد 11 لقبا ثمانية منها قبل نظام الإحتراف والبقية بعد اعتمده أما المركز الثالث فقد كان من نصيب النجم الساحلي الذي حقق 9 بطولات ست قبل سنة 1994 و3 ألقاب بعد اعتمد نظام الإحتراف وحل النادي الصفاقسي في المركز الرابع في تتويجات الرباعي الكبير بعد أن حقق 8 بطولات خمس قبل نظام الإحتراف وثالثة ألقاب بعد اعتمده.