غيرالمرغوب فيه والذي منذ بسط سطوته على الكرة الارضية جعل الجميع في حالة هلع،ولم تكن تونس في منأى عن هذه الجائحة خاصة ان عدد الاصابات في تزايد مطّرد كل يوم الى ان بلغ في آخر تحيين 114 اصابة.
في خضم هذه الاجواء،يظل التساؤل قائما في الشارع الرياضي عن مصير البطولة التونسية التي تأجلت الى وقت غير مسمى ولكن ايضا عن مصير اللاعبين الاجانب المحترفين في تونس خاصة مع الاجراءات المتخذة من السلط التونسية ومنها فرض الحجر الصحي العام وحضر التجول وما قد يمثله ذلك من انعكاسات على معيشة الاقدام المستوردة في تونس.
بطالة كروية وصعوبات مادية ومعيشية
اذا كان لاعبو شمال افريقيا وخاصة منهم الجزائريين لا يجدون صعوبة في التـاقلم في تونس ومواجهة صعوبات الحياة بحكم التقارب في ظروف المعيشة ،فإن اللاعبين الافارقة قد يرفع بعضهم راية الاستسلام اذا اعترضته المتاعب.وفي هذا الظرف الخاص الذي تشهده بلادنا مع توقف النشاط الكروي وفرض الحجر الصحي العام،فإن وضع الاسماء الافريقية من جنوب القارة بالبطولة التونسية وخاصة بالرابطة المحترفة الاولى يطرح الكثير من التساؤلات.فتوقف النشاط جعلهم في وضع لا يحسدون عليه فعلاوة على البطالة الكروية بعد ان أوقفت جل النوادي تمارينها الى اجل غير مسمى فإن بعضهم يعيش ظروفا مادية ومعيشية صعبة على غرار اللاعب السابق للنادي الافريقي ونجم المتلوي حاليا ابراهيم موشيلي الذي اضطر الى ترك مدينة المناجم وتحول الى العاصمة للاقامة مع شقيقه بعد ايقاف تمارين فريقه.ولم يخف اللاعب الكاميروني في تصريحات اعلامية انه يمر ببعض الصعوبات على المستوى المادي وانه كان ينتظر الحصول على مرتبه في منتصف الشهر الحالي الا أنه لم يتسنى له ذلك مشيرا الى انه لا يريد ان يحتج في الفترة الحالية خاصة امام الصعوبات التي تشهدها البلاد ككل.
سفارات وقنصليات خارج نطاق الخدمة ...
في الوضع الراهن وكابوس الكورونا الذي يحيط بمختلف اصقاع العالم، من المفترض ان تعمل كل القنصليات والسفارات على الاطمئنان على صحة مواطنيها الموجودين في دول اجنبية للاطمئنان على احوالهم ومساعدتهم في حل بعض مشاكلهم،لكن يبدو ان بعض اللاعبين الافارقة الناشطين في البطولة التونسية يعيشون في ما يشبه العزلة فكريس كواكو لاعب النادي الصفاقسي لم يتلق اي اتصال من السفارة الايفوارية بتونس سواء ليطمئنوا على صحته او ليحيطوه علما بتطور الاوضاع الصحية في بلده وليطمئنوه على صحة عائلته الامر الذي جعله يحاول استقاء الاخبار من وسائل الاعلام التونسية والعالمية.
دور الهيئات المديرة في الاحاطة
اذا كان اللاعب التونسي بامكانه تجاوز هذه الفترة الصعبة التي تمر بها بلادنا فهو في كل الاحوال موجود في بلده والى جانب عائلته،فإن الوضع مختلف تماما بالنسبة الى اللاعبين الاجانب ،والاجراءات المتخذة على مستوى الجولان والحجر الصحي قد تجعل بعضهم يحس كأنه يعيش ضمن معتقل ،وفي صورة حاجته الى بعض الخدمات الادارية فذلك سيزيد الامور تعقيدا امام الصعوبات التي ستعترضه للتنقل وهنا يبرز دور الهيئات المديرة للنوادي المطالبة ببذل مجهود كبير للاحاطة بالمحترفين وتذليل كل الصعوبات امامهم.وفي هذا الاطار يشيد كريس كواكو المحترف الايفواري في النادي الصفاقسي بتعامل هيئة نادي عاصمة الجنوب معه حيث يحرص رئيس الفرع بالنادي على الاتصال بالاقدام المستوردة في النادي والحرص على تأمين حاجاتها كما هو الشأن بالنسبة الى الاطارين الفني والطبي في ظل متابعتهما اليومية للوضع الصحي للاعبين والتمارين المتفق عليها من اجل المحافظة على جاهزيتهم البدنية.
انضباط وحرص على الحفاظ على الجاهزية
لم يمنع الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد وايقاف النشاط الرياضي الجالية الاجنبية الناشطة في البطولة من التحلي بانضباطها وحرصها على المحافظة على جاهزيتها فإيفواري النادي الصفاقسي كريس كواكو يحرص رفقة زميله في السي آس آس النيجيري كينغسلاي إيدو على التنقل يوميا الى مركب النادي للتدرب وانجاز البرنامج الخاص الذي سطره لهما المعد البدني رغم صعوبة الوضع.كما يتدرب بعض اللاعبين عن بعد باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة على غرار الواتساب كما هو الشأن بالنسبة الى لاعب النادي الافريقي البوركيني باسيرو كومباوري.
أي حلول امام الاندية للوفاء بالتزاماتها؟
من المعلوم ان البث التلفزي وحضور الجمهور الى الملاعب يعتبران من ابرز الوسائل التي توفر موارد مالية للنوادي لادارة شؤونها وهذا الامر مستحيل في الوقت الحالي مع ايقاف النشاط الرياضي الى اجل غير معلوم والصعوبات الاقتصادية التي تشهدها البلاد بصفة عامة وليس في قطاع الرياضة.ولا شك ان الاندية ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه في ظل عجزها عن توفير تعهداتها المالية للاعبين والمدربين وبقية الاطارات الفنية والطبية.والوضع اكثر صعوبة بالنسبة الى الاسماء الاجنبية خاصة انها تجد نفسها مضطرة لمواجهة متطلبات الحياة وتفير مستلزماتها واحيانا معاليم الكراء بالنسبة الى عدد لابأس به ينتمي الى فرق متوسطة الامكانيات قد تعجز عن توفير السكن للاعبيها.وفي هذا السياق ،فإن الضغط والخوف الذي يعيشه عدد هام من اللاعبين الافارقة في هذا الظرف امر مفهوم فقد يجدون انفسهم يعيشون وضع الخصاصة اذا عجزت الفرق عن الوقوف في وجه الازمة الاقتصادية.