خلفا للمدرب المقال الاسباني «طوني جيرونا» بعد إخفاقه في قيادة عناصرنا الوطنية إلى الحفاظ على اللقب القاري والى اقتطاع التأهل المباشر إلى أولمبياد طوكيو المنتظرة خلال النسخة الأخيرة من «الكان» التي كانت مخلفاتها على أكثر من مستوى وتم بعدها فرض عقوبات بالحرمان من تنظيم أية تظاهرة لمدة أربع سنوات وخطايا على الجامعة في حدود مائة ألف دينار بسبب أحداث الشغب التي رافقت النهائي.
قررت الجامعة في الشهر الماضي وضع حد لمهام الاسباني «طوني جيرونا» ولكن ذاك القرار جاء بصفة متأخرة بما انه كان يتوجب عليها اتخاذه مباشرة بعد نهاية مشاركة المنتخب الوطني في المونديال الأخير الذي ظهر فيه بأداء محير ولم يقدر على تقديم ما هو مطلوب منه على الرغم من أن الفرصة كانت مواتية أمامه وكل العناصر كانت في أوج العطاء، كان الجميع يظنون أن جيرونا محظوظ في الفترة الماضية بما أنه كان يوجد على ذمته جيل هو الأفضل بعد جيل 2015 يضمن 11 لاعبا محترفا في أهم البطولات خارج حدود الوطن وعناصر شابة وصاحبة خبرة تريد كلها التألق والبروز في أول فرصة تحظى بها ولكنه لم يفلح في المهمة وخرج بلقب قاري في 2018 على حساب مصر التي كانت بعيدة كل البعد عن مستواها في ذاك النهائي وذاك التتويج حجب كل النقائص واعتبره الكل إنجازا في الوقت الذي كان لا بد فيه من القيام بتقييم واضح لمعرفة السلبيات من الايجابيات من تلك المشاركة وتفاديها مستقبلا والأمر مر مرور الكرام والكل انشغل باللقب ونسي الأهم الذي تريد الجامعة بقدر الإمكان أن توفق فيه في الوقت الرهان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتترك بصمة قبل المغادرة مع الجلسة العامة الانتخابية المقبلة التي مازالت إلى حد الآن في علم الغيب.
الملحق الأولمبي فرصة أولى
دخلت الجامعة في الآونة الأخيرة في مفاوضات مع سلطة الإشراف من أجل التوصل إلى اتفاق حول مواصفات المدرب الجديد الذي تنوي التعاقد معه حتى لا يوجد جدل بشأن الصفقة سيما أن الوزارة هي التي ستتولى سداد مستحقاته، الجامعة بات يوجد أمامها اليوم متسع من القوت لتختار المدرب الأفضل الذي يكون قادرا على قيادة المنتخب نحو الأفضل والبقاء معه لأكثر فترة ممكنة بما أن الاستمرارية ومع المسؤول المناسب تظل مطلوبة في غالب الأحيان كما هو حاليا مع المنتخب المصري.. بات من غير المعروف إن كانت بقية المسابقات العالمية ستحافظ على مواعيدها بسبب تفشي فيروس كورنا المستجد والملحق الأولمبي المنتظر يظل فرصة مواتية لأول ظهور للناخب الوطني الجديد حتى يكون أول مصافحة جدية له مع المجموعة ويتمكن من أخذ فكرة واضحة عن كل لاعب قبل الشروع في التحضير لمونديال مصر الذي سيكون مسبوقا بتواجد النخبة الوطنية في مسابقة كأس القارات خلال ديسمبر المقبل.. كامل المكتب الجامعي مطالب بتحمل المسؤولية عند اختيار المدرب الجديد الذي لا بد أن يتم بعيدا عن كل محسوبية وعن الحسابات الضيقة وحتى لا يتكرر سيناريو جيرونا مجددا وتكون الحصيلة ثقيلة أكثر بما أن مهمة عناصرنا الوطنية ستكون صعبة للغاية في ترشيحية فرنسا المنتظرة في ظل تواجد المنظم ووصيف بطل أوروبا المنتخب الكرواتي إضافة إلى البرتغال العتيد الذي ابهر في أدائه في «الأورو» الأخيرة بمعينة المدرب السابق لمنتخب الكبريات والترجي الرياضي «باولو بيريرا».
يظل التخطيط للمدى البعيد وعلى أسس صحيحة من الأساسيات لنجاح مشروع أي مدرب وهذا ما خسرته الجامعة مبكرا عندما قررت التخلي عن الفرنسي «سلفان نوي» على الرغم من أنها تدرك جيدا أنه لم يكن سببا مباشرا في خسارة لقب «الكان» ومطالبة اليوم بتداركه قدر الإمكان من أجل حفظ ماء الوجه بعد أن ضاع الهدف الأساسي من المدة النيابية لمكتبها الجامعي وهو الفوز باللقب القاري وبطاقة الأولمبياد في العام الحالي.
المدرب التونسي قادر على أداء المهمة
تتجه نية الجامعة وحسب الأخبار الأولوية إلى التعاقد مع مدرب أجنبي على الرغم من انه يوجد أكثر من مدرب وطني شاب قادر على تولي المهمة وبأقل تكلفة، مدربونا هم الأفضل في مختلف البطولات في الخليج ومن الضروري اليوم إعطاؤهم الفرصة ليظهروا قدراتهم ويؤكدوا جدارتهم بهذه المهام مثل ما كان الشأن سابقا مع كل المدربين التونسيين الذين تداولوا على تدريب عناصرنا الوطنية فالفرصة تعطى والمحاسبة ضرورية من اجل النهوض بحال كرة اليد التونسية سريعا.. المدرب التونسي قادر على النجاح في هذه المهام بمعية جامعة تكون صارمة في قراراتها ولها النفوذ الكامل على كل اللاعبين لا كما يحصل مع المجموعة الحالية التي يحكمها أكثر من لاعب ويتدخل حتى في الاختيارات الفنية دون اكتراث لأي مسؤول وان تمت معالجة هذا الإشكال الذي كانت له تداعياته في المواسم الأخيرة وبسببه أبعد أكثر من لاعب فان مدربونا قادرون على القيام بالمهمة على أكمل وجه بدعم من مكتب جامعي لا يتساهل مع أي لاعب مهما كانت قيمته في المنتخب.
سواعد قادرة على الأفضل إن وظفت جهودها كما يجب
ستكون مهمة المنتخب صعبة في الملحق الأولمبي المنتظر ولكن ورغم ذلك فان عناصرنا الوطنية ستدافع عن حظوظها وستسعى إلى تحقيق ما هو مطلوب منها من حيث الأداء، المنتخب يضم عناصر لها إمكانات طيبة ستكون قادرة على تدارك خيبة «الكان» الأخيرة ومن قبلها المونديال إن تم توظيف جهودها كما يجب والأكيد أنه ومع قدوم الناخب الوطني الجديد ستعطى الفرصة لأكثر من لاعب تم إبعاده سابقا وسنشاهد عناصر استغنى عنها «جيرونا» لحسابات ضيقة ولأجل عيون بعض اللاعبين والفرصة ستكون مواتية للبروز والتألق شرط تحضيرات في المستوى من الإدارة الفنية والجامعة بدرجة أولى ووقفة حازمة لمكتب جامعي لا توجد فيه تجاذبات ويقف صفا واحدا وراء المنتخب الذي يظل يستحق الأفضل مهما كانت العقبات التي تعترضه بين الفنية والأخرى فالجيل الحالي قادر على رفع التحدي ومونديال مصر 2021 سيكون البداية نحو التأكيد وخطوة أولى نحو المصالحة مع جمهوره بعد خيبة الأمل الكبرى التي عاشها معه في النهائيات القارية الأخيرة.