حيث فتح الميركاتو الشتوي في بطولتنا أبوابه يوم 19 ديسمبر الماضي ليغلق في تمام الساعة منتصف الليل ليوم 31 جانفي الماضي وقد تحركت معظم أندية الرابطة المحترفة الأولى آخذة بعين الاعتبار سقف الانتدابات المحدد من الجامعة التونسية لكرة القدم لتكون الحصيلة مقبولة في مجملها.
فسخ العقود والإعارات إلى أندية خارج البطولة التونسية كانت سياسة اعتمدها مسؤولو فرقنا من أجل ترسيم الزيجات الجديدة لتكون حاضرة مع بداية الشطر الثاني من الرابطة المحترفة الأولى والمنتظر ليومي 8 و9 فيفري الجاري بإقامة الجولة الافتتاحية لمرحلة الإياب فيما عرفت المباريات المؤجلة ظهور عدد من المنتدبين الجدد لعدة أندية تملك مباريات متأخرة.
الساعات الأخيرة من غلق باب الميركاتو الشتوي عرفت عدة تحركات لمسؤولي أنديتنا بحثا عن تعزيز الصفوف وتدعيم الرصيد البشري خاصة وأن المفاوضات كانت سهلة مع عدد من اللاعبين الباحثين عن التواجد في مشهد الرابطة المحترفة الأولى لتسجل الساعات الأخيرة جملة من التعاقدات لعدة أندية حسمت صفقاتها لتكون جاهزة عند ضربة بداية مرحلة الإياب.
27 انتدابا وتطاوين الأكثر تحركا
بالعودة إلى قائمة الانتدابات الكاملة لسوق الانتقالات الشتوية لأندية الرابطة المحترفة الأولى نلاحظ أن العدد لم يتجاوز المعتاد حيث كانت أنديتنا تتحرك بشكل كبير في هذه الفترة ويبدو أن تحديد السقف من الجامعة والضائقة المالية التي تمر بها فرقنا جعلت العدد الحاصل في هذا الميركاتو الشتوي 72 انتدابا سواء للاعبين محليين أو للاعبين من شمال إفريقيا الذين باتوا غير أجانب أو القادمين من جنوب القارة السمراء.
الإعارات واصلت ضرب أندية الرابطة المحترفة الأولى وهي سياسة دائما ما اعتمدتها الأندية الكبرى توجه شبانها من أجل أن يكسبوا الخبرة وأن يخوضوا أكثر أوقات لعب قبل التعويل عليهم في قادم المواسم في صورة التألق والميركاتو الشتوي الحالي واصل تكريس هذه الظاهرة التي ميزت المواسم الماضية وأمنت ظهور عدد كبير من اللاعبين بوجه كبير مكنهم من العودة إلى فرقهم الأم أكثر تطورا. عدة فرق تحركت في الميركاتو بشكل لافت خاصة أنها لم تتعاقد مع عدة أسماء في الميركاتو الصيفي ومن بين هذه الفرق نجد اتحاد تطاوين الذي كان الأكثر تحركا في الميركاتو الشتوي بالتعاقد مع 9 أسماء كاملة كان للجالية الجزائرية النصيب الوافر حيث تعاقد اتحاد تطاوين مع رباعي من الجارة الجزائر ليكونوا ضمن الصفوف في الشطر الثاني من البطولة. وعلى غرار اتحاد تطاوين تحرك فريق الضاحية الجنوبية نادي حمام الأنف بقوة في الميركاتو الشتوي بعد أن اقتصر حضوره في الصيف على رباعي فقط حيث ابرم 8 تعاقدات كاملة بحث فيها مسؤولو نادي حمام الأنف عن تدعيم الفريق سواء باستعارة لاعبين أو التعاقد مع لاعبين من الجزائر وليبيا والمغرب. وتحرك الملعب التونسي في سوق الانتقالات الشتوي رغم أنه تعاقد في الصائفة مع عدد كبير من اللاعبين إلا أن رغبة المسؤولين في مواصلة التألق جعلت هيئة جلال بن عيسى تواصل التحرك وكالعادة كانت سوق جنوب القارة الإفريقية مسرحا لتعاقدات فريق باردو الذي ابرم 8 صفقات كاملة في الميركاتو الشتوي الحالي.
أكثر من فريق كامل يعود
من بين الظواهر التي عرفها الميركاتو الشتوي لهذا الموسم ظاهرة العائدين لتجديد التجربة مع فرق الرابطة المحترفة الأولى سواء في أنديتهم السابقة التي عرفت تألقهم أو فرق أخر يبحثون فيهم عن استرجاع البريق أثر فترة احترافية خاصة في الدوريات الخليجية وحتى في بعض الدوريات الأوروبية.
بالعودة إلى القائمة الكاملة للميركاتو الشتوي نلاحظ أن فريقا كاملا عاد إلى ملاعب الرابطة المحترفة حيث وجدنا 13 لاعبا اختار العودة من جديد.
أكثر الأندية التي فضلت استرجاع لاعبيها السابقين نجد النادي الإفريقي الذي استرجع خدمات الثلاثي صابر خليفة وعبد القادر الوسلاتي اثر تجربة خليجية ومعتز الزمزمي بنظام الإعارة من ستراسبورغ الفرنسي وعلى غرار الإفريقي فضل مسؤولو شبيبة القيروان إعادة تجربة الثنائي السابق المتمثل في مصعب ساسي وسليم باشا بعد أن فضل قطع التجربة الخليجية والعودة للملاعب التونسية.
خامس الأسماء التي فضلت استرجاع الذكريات وتجديد التجربة الحارس الدولي السابق أيمن المثلوثي الذي فسخ عقده مع ناديه السعودي وسيكون حامي عرين فريقه الأسبق النجم الساحلي بعد مواسم من الغياب بين الدوري السعودي وتجربة لم تعمر طويلا مع النادي الإفريقي وعلى غرار المثلوثي بحث المهاجم خالد الغرسلاوي عن تجديد العهد مع الرابطة المحترفة من بوابة فريق تألق معه سابقا وكان سببا في قيادته إلى الدوري السعودي والحديث هنا عن عودة الغرسلاوي إلى صفوف نجم المتلوي وعرفت الساعات الأخيرة عودة لاعب جديد إلى فريقه السابق والحديث هنا عن متوسط ميدان شبيبة القيروان محمد علي الراقوبي الذي أمضي مع فريق الأغالبة لمدة موسم ونصف بعد تجربة غير موفقة في النادي الصفاقسي. ولم تقتصر ظاهرة العودة على الفرق التي تألق فيها العائدون بما أن بقية الأسماء فضلت خوض تجربة جديدة في الرابطة المحترفة من بوابة فرق أخر بما أن ثنائي مستقبل قابس السابق مراد الهذلي والمدافع الجزائري علي القشي عاد إلى أجواء الرابطة بعد التعاقد مع اتحاد تطاوين.
أما الثلاثي الأخير الذي اختار العودة لملاعب بطولتنا المدافع السابق للنادي الإفريقي سيف تقا والذي وقع مع هلال الشابة بعد تجربة في الرابطة الثانية الفرنسية التي قدمت أيضا عائدا جديدا تمثل في متوسط الميدان ادريس المحيرصي الذي وقع مع وصيف الرابطة المحترفة الاتحاد المنستيري فيما اختتم المدافع السابق للنجم الساحلي شهاب بن فرج قائمة العائدين إلى البطولة بالتوقيع مع النادي البنزرتي بعد تجربة في البطولة الأردنية والبطولة السودانية.
بفضل القانون
شكل الامتياز الذي منحته الجامعة التونسية لكرة القدم فرصة للاعبي شمال إفريقيا لغزو الرابطة المحترفة الأولى حيث واصل لاعبو شمال القارة السمراء ترسيم أنفسهم في بطولتنا على غرار الميركاتو الصيفي الماضي فيما لم يستفد فرقنا من قرار اعتبار اللاعب الفلسطيني لاعبا محليا بما أن حصيلة الميركاتو خلت من لاعبي فلسطين ليقتصر تطبيق القرار السابق على لاعبي المغرب العربي بالإضافة للاعبين المصريين. وقدم الميركاتو الشتوي فسيفساء من اللاعبين المنتمين لشمال إفريقيا بسيطرة مطلقة كالعادة للاعبين الجزائريين الذين تواجدوا تقريبا في كافة فرق الرابطة المحترفة حيث سجلنا التعاقد مع 12 اسم جديد جزائري كانت أغلبيتهم في اتحاد تطاوين بالتعاقد مع 4 لاعبين فيما عاد اللاعب الليبي للواجهة من جديد بما أن سوق الانتقالات الشتوي أمن تواجد سداسي كامل من ليبيا. وبعد غياب نسبي عن الرابطة المحترفة عاد اللاعب المغربي لأجواء بطولتنا بعد أن اختار مسؤولو نادي حمام الأنف فتح الباب أمام المهاجم حمزة الصنهاجي الذي كان مطروحا في النادي الإفريقي إلا أنه امضي في أخر المطاف لفائدة فريق الضاحية الجنوبية.
وعلى غرار اللاعب المغربي جدد ممثلو الكرة المصرية الظهور مع بطولتنا بعد أخر تجربة لعمرو مرعى مع النجم الساحلي حيث امن الميركاتو ظهور ثنائي من أرض الفراعنة تمثل في كل من الظهير الأيسر السابق للأهلي المصري حسين السيد الذي التحق بالنادي الصفاقسي لمدة 6 أشهر والمدافع الأسبق للأهلي المصري أيضا محمود الفرماوي الذي أمضي مع اتحاد بن قردان.