ووجد نفسه مجبرا معه على خسارة الأهم التأهل النهائي مباشرة لأولمبياد طوكيو، هزيمة مذلة لمنتخب علقت عليه امال كبيرة في الحفاظ على اللقب القاري والتأمل نحو ما هو أفضل سيما في ظل الرصيد البشري الذي يضمه في رصيده ويوجد فيه عشرة لاعبين محترفين في أفضل البطولات الأوروبية في الحقيقة لم يقدموا أية اضافة الى حد الان سوى مرتبة أخيرة في أولمبياد طوكيو ومردود مخيب للآمال في مونديال 2019 ووصافة مؤخرا أمام منتخب مصري أكد مجددا انه جدير بالاحترام وانه الأفضل رغم فترة الفراغ التي مر بها في الموسمين الماضيين.
يدرك جيدا كل من تابع مباراة المنتخب أمام الجزائر خاصة في شوطها الأول خلال الدور الثاني من كأس افريقيا للأمم المنتهية منذ يومين أن مهمة منتخبنا لن تكون سهلة امام منتخب مصري تطور أداؤه بشكل كبير في الاونة الأخيرة وقام بتحضيرات في أعلى مستوى بوديات واجه فيها أكبر منتخبات العالم صربيا والسويد وبات يملك ثقة كبيرة في الذات وتجاوز العديد من النقائص التي حالت بينه وبين تاج نسخة الغابون ويضم في صفوفه زادا بشريا يمزج بين الخبرة والطموح ومنتشي بالنتائج الممتازة الحاصلة في جيل المستقبل بعد تتويج منتخب الأصاغر ببطولة العالم الأخيرة وحصول منتخب الأواسط على المركز الثالث في المسابقة ذاتها، منتخبنا الذي لم يقدر سوى على خوض تربص خارجي وحيد كان من بوابة المشاركة في دورة «اليالو كاب» سقط في فخ الغرور بعد أن ظن ان اللقب سيكون من نصيبه ما دامت «الكان» على أرضه وسيخوضها أمام جمهور زاد الوضع تعقيدا في الوقت الذي كان يجدر به أن يساند ويعطي صورة طيبة عن كرة اليد والرياضة التونسية على حد السواء سيما ان الأمر يتعلق بنهائي قاري متابع من كل الهياكل التي لها صلة.
خرج المنتخب منهزما وبخيبة أمل كبرى سيكون لها الانعكاس السلبي مستقبلا وقد يحتاج سنوات ليتمكن من لملمة جراحه بعد ان عجز عن الحفاظ عن اللقب والحال أن جيلا محترفا بأكمله في صفوفه، المنتخب قام خلال النهائي بأخطاء كثيرة كان من المفروض أن لا تكون موجودة وإلا فما الجدوى من احتراف جل عناصره التي بان بالكاشف أن عملا كبيرا مازال في انتظارها لتسير على خطى عصام تاج ووسام الحمام وهيكل مقنم وأنور عياد ومكرم الجرو والبقية وتحقق ما حققوه من صعود بكرة اليد التونسية الى مرتبة فقدتها في الاونة الأخيرة بعد المشاركة المتواضعة في المونديال الماضي وخسارتها للتاج القاري في الوقت الذي كان يجدر بها أن تذود عنه وتدافع عن الراية الوطنية ولكن الواضح والأكيد انها مازالت بعيدة كل البعد عن هذه الخطوة والمردود الذي ظهرت به أمام المنتخب المصري واستسلامها أمام سواعده التي لم تتأثر بأي عامل خير دليل على ذلك.
كل طرف مطالب بتحمل مسؤولياته
لم يقدم المنتخب المطلوب منه خلال المونديال الأخير ولكن رغم ذلك حافظت الجامعة على الاطار الفني ومنحته الثقة للمواصلة في الوقت الذي كان يجدر بها القيام بتقييم موضوعي واتخاذ القرار المناسب في شأنه فالكل يعلم أنه لم ولن يقدم اضافة ولو كانت هناك فائدة منه لظل في البطولة القطرية، الجامعة تخلت عن الفرنسي سلفان نوي بعد «كان» 2016 لأسباب خارجة عن نطاقه سعيا لإرضاء بعض الأطراف ومن بعده فعلت الشيء نفسه مع حافظ الزوابي والكل بات متحكما بما يجري داخلها بعد أن استغل نفوذ البعض كما يجب وكل طرف حقق مبتغاه ونال ما أراد على حساب المنتخب و«جيرونا» بات في أنظار من يملكون السلطة في الجامعة الفني القادر على قيادة الجيل الحالي الى ما هو افضل ليس لأجل عيونه ولكن لأغراض معينة ومصلحة شخصية دون سواها.
ستتحمل الجامعة المسؤولية في الابقاء على «جيرونا» الى حد الان ومن قبلها قبولها التعاقد معه في حد ذاته بما انها كانت تملك أكثر من خيار فما ضرها لو جددت التجربة مع «الان بورت» أو «باولو بيريرا» العنوان الأبرز في بطولة أمم أوروبا التي اختتمت منذ يومين مع المنتخب البرتغالي، الخيار صعب الان والجامعة مضطرة لقبول الأمرّ منه اقالة «جيرونا» والبحث عن البديل المناسب في وقت لن يخدم مصلحة أي طرف فالمكتب الجامعي خسر الكثير من الثقة كان يرغب بها من أجل التطلع الى تجديد التجربة على رأس الجامعة ومدرب جديد قد لا يقدر على تحقيق المطلوب في الفترة المقبلة خاصة في ظل الوضع الذي بات معقدا داخل المجموعة التي سيتحمل فيها كل لاعب سيما المحترفين المسؤولية كاملة في الخسارة الكبرى للمنتخب الذي لولاه لما برزوا وتألقوا.
الانذار الأول كان لمنتخبات الشبان
بات الفارق شاسعا بين ما هو موجود في كرة اليد التونسية ونظيرتها المصرية التي تملك الأسبقية أيضا بالنسبة للشبان فمنتخبا الأصاغر والأواسط توجا أيضا باللقب القاري على حساب عناصرنا الوطنية وهذا لم يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة بما أن هم الجامعة كان منتخب الأكابر دون سواه ظنا منها أنه الأساس، منتخبات الشبان هي الأساس ومن دون اعطائها الأهمية التي تستحقها لن يكون بالمقدور الذهاب بعيدا ولكن الثابت والأكيد أن الأمر سيكون أصعب أمام منتخبات مصر في الفترة القادمة ما لم تكن هناك استفاقة ومحاسبة لكل طرف كان سببا في ما هو حاصل في الوقت الراهن فالمنتخب ليس غنيمة يتقاسمها البعض لأغراض معروفة بل هو راية وطنية من غير المسموح المزايدة بشأنها.
«السمسرة» سبب البلية
يظل ما هو حاصل في المنتخب نتاجا لما يوجد في البطولة التي أفرغت من العناصر القادرة على الترفيع في المستوى بسبب «السمسرة» الحاصلة فيها، بطولة وطنية أكثر ما يقال أن مستواها أقل من المتوسط ولن تقدم أية اضافة وهذا لا بد من التطرق له قبل فوات الاوان من الجامعة والأندية على حد السواء بما أنها شريك والواجب يقتضي منها وضع قوانين صارمة امام «السماسرة» الذي باتوا عقبة أخرى.. لولا «السمسرة» ولو لا المصالح الشخصية الضيقة وتحكم بعض الأطراف في الأمور الفنية لتمكن اسكندر زايد من المشاركة بدل أن يتابع من المدارج والحال أنه أفضل من أكثر من لاعب ولجددت الدعوة مجددا لأشرف السعفي ولكان محمد صفر ضمن القائمة الأساسية.
عقوبات قاسية تتهدد المنتخب
ستكون في انتظار المنتخب عقوبات صارمة من لجنة التأديب التابعة للكنفدرالية الافريقية بعد ما حصل مع نهاية مباراة نهائي «الكان» بسبب رمي الجمهور للقوارير واجتياح الميدان، عقوبات قد تصل حد الاقصاء من المشاركة في الملحق الأولمبي خلال أفريل المقبل وأيضا من التواجد في مونديال مصر 2021 والحال ان كرة اليد التونسية تظل في غنى عنها والجمهور كان يجدر به أن يكون مثالا يحتذى لا عنصرا سيزيد من معاناة المنتخب.. الكل سينتظر ما ستقرره لجنة التأديب وكل الأطراف مطالبة بتحمل مسؤولياتها من أجل تفادي عقوبات قد تكون سابقة في تاريخ المنتخب وأكبر من عقوبات «كان» 2016.. يوجد أكثر من عضو جامعي في لجان الكنفدرالية الافريقية وهم مطالبون بالتدخل لتفادي عقوبة قاسية والحفاظ على حظوظ خوض مونديال مصر وملحق الأولمبياد الذي ستكون فيه منتخبات كل من المنظم فرنسا والبرتغال وكرواتيا وتونس في الفترة المتراوحة بين 16 الى 19 أفريل المقبل.