والوداد البيضاوي المغربي سيتواصل لفترة إضافية قد تطول اكثر من اللازم، وفي الوقت الذي ظن فيه عشاق الأحمر والأصفر ان تاريخ 31 جويلية سيتزامن مع إنصاف فريقهم وإعلان تتويجه رسميا بلقب امجد الكؤوس القارية لا يزال القرار معلقا الى اجل غير معلوم...
وأوردت الصفحة الرسمية للترجي خبر إعلان الفريق بطلا لإفريقيا بصفة رسمية دون التثبت جيدا في فحوى مراسلة محكمة التحكيم الرياضي وهو ما جعل جمهور فريق باب سويقة يسارع بالاحتفال يتبادل التهاني وقد غمرته الفرحة قبل ان يصاب بخيبة امل فيما بعد وتتوضح معالم الصورة جيدا حيث تبين ان «التاس» لم تنصّب أمس في قرارها الترجي بطلا للقارة السمراء وإنما أعلنت ان الملف لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات.
«التاس» لم تحسم
أصدرت أمس محكمة التحكيم الرياضي «التاس» قرارها بخصوص قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» الذي قرر يوم 5 جوان الماضي إعادة مواجهة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي الرياضي والوداد البيضاوي المغربي في ملعب محايد. ورفضت «التاس» قرار المكتب التنفيذي لـ«الكاف» معتبرة أنه غير مختص في اتخاذ قرار مماثل.
وجاء في تعليل القرار الذي أصدرته «التاس» أن المحكمة اعتبرت المكتب التنفيذي لـ«الكاف» ليس من اختصاصه أو مشمولاته اتخاذ قرار بإلغاء نتيجة مباراة رادس (انتصار الترجي بهدف لصفر) أو إعادتها حيث لم تنظر المحكمة الرياضية للأسباب الأمنية كما علل «الكاف» في اجتماع باريس بل نقضت القرار لعدم الاختصاص.
كما قررت «التاس» إعادة الملف الى اللجنة المختصة بالاتحاد الإفريقي لاتخاذ القرارات الخاصة بالنهائي والتي ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها تثبيت تتويج الترجي او تنصيب الوداد بطلا او اعادة المباراة في بلد محايد.
ليبقى السؤال لماذا ذهبنا الى محكمة التحكيم الرياضي التي زادت الغموض وأكدت على متاعب الكرة الإفريقية وأصحاب قرارها.
النظر في مطالب الترجي ورفض مطالب الوداد
تضمن بيان محكمة التحكيم الرياضي مواصلة مناقشة طلبات الترجي والمتمثلة في عدم أهليّة «الكاف» لاتخاذ قرار إعادة المباراة وتثبيت اللقب والميداليات وتمكين الفريق من منحة الفوز بلقب رابطة الأبطال.
كما رفضت طلبات الوداد البيضاوي المغربي المتمثلة في الحصول على اللقب ومنحة الفوز به المقدرة بـ2.5 مليون دولار (حوالي 7.5 مليون دينار تونسي) أو بدلا من ذلك إعادة المباراة في ملعب محايد دون احتساب نتيجتي الرباط ورادس.
ويجدر التذكير ان «الكاف» اتخذ يوم 5 جوان المنقضي قرارا باعادة مباراة اياب نهائي امجد الكؤوس القارية بين فريق باب سويقة والوداد المغربي في بلد محايد علما ان المواجهة التي جرت في الليلة الفاصلة بين 31 ماي و1جوان توقفت في الربع ساعة الاولى من الشوط الثاني لفترة قاربت الساعة والنصف اثر انسحاب الفريق المغربي احتجاجا على تعطل تقنية حكم الفيديو المساعد «الفار» وعدم احتساب هدف اعتبروه شرعيا.وكان الحكم الغامبي باكاري غاساما اعلن انذاك بعد انتظار طويل عن نهاية اللقاء بفوز الترجي قبل ان ينظر الاتحاد الإفريقي في احداث المباراة ويقرر اعادتها وهو قرار ام يرض كلا الفريقين...
ويبدو ان هذا الملف الشائك مثل مصدر صداع للاتحاد الإفريقي ولرئيسه الملغاشي أحمد أحمد اذ نظرا لتطوراته التي لا تزال مفتوحة الى حد كتابة هذه الأسطر، قررت اللجنة التنفيذية لكاف خلال اجتماعها الأخير في القاهرة، تعديل نظام المسابقة وكأس الاتحاد أيضا باستبدال مباراتي الذهاب والإياب للدور النهائي، بمباراة نهائية واحدة على أرض محايدة بداية من الموسم القادم.
بوادر إيجابية
بين الفرحة التي انطلقت والتي زفها الموقع الرسمي للترجي الذي أعلن أن فريق باب سويقة بطلا للقارة السمراء جاءت الحيرة لتسيطر على عقول جماهير الترجي بما أن القراءة الصحيحة لقرار محكمة التحكيم الرياضي «التاس» أكدت عدم اختصاصها ورمت الكرة مجددا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم من بوابة لجنة مختصة ستكون لها القرارات الجديدة والتي يمكن استئنافها سواء في الاتحاد الإفريقي أو في محكمة التحكيم الرياضي مجددا.
لكن الثابت بعد البيان الصادر من «التاس» أن موقف الترجي الرياضي ممثل الكرة التونسية إيجابي مقارنة بمنافسه بما أن محكمة التحكيم الرياضي أعلنت عن رفضها البت في طلبات الوداد البيضاوي في المقابل ستنظر في طلبات الترجي الرياضي وهذا في حد ذاته قد يكون مؤشرا إيجابيا لمسؤولي الترجي الرياضي في انتظار القرارات الجديدة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
معركة جديدة مع «الكاف»
سيكون على هيئة الترجي الرياضي مواصلة رحلة صراعها مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» الذي أكدت محكمة التحكيم الرياضي أنه سيكون مجددا القاضي الرئيسي في أحداث المباراة النهائية لرابطة الأبطال الإفريقية للموسم الماضي وهو ما سيجدد الحوار بين ممثل الكرة التونسية وأعضاء «الكاف» ومن خلفهم الرئيس «أحمد أحمد» وبطانته التي تملك القرار في الكرة الإفريقية لذلك فإن الوضعية تبدو صعبة على مسؤولي الترجي خاصة أن رئيس الاتحاد الإفريقي ومن معه أظهروا عداءهم لممثل الكرة التونسية والقرارات السابقة والتي جعلت مسؤولي نادي باب سويقة يذهبون إلى «التاس» تقيم الدليل على الصراع الكبير بين الترجي و«الكاف». كما أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الإفريقي على رئيس الترجي وجماهيره تؤكد على هذه العلاقة المتوترة وهذا ما سيزيد في الصراع خاصة أن «الكاف» ولجته المختصة ستعود لتنظر في أحداث المباراة النهائية لكن هذه المرة تحت عيون محكمة التحكيم الرياضي التي أكدت أنها ستراقب القرارات النهائية للاتحاد الإفريقي.