سيكون ملعب القاهرة الدولي مسرحا للمباراة النهائية بين المنتخبين السنغالي والجزائري بداية من الثامنة بتوقيت تونس في مواجهة مثيرة يقودها الحكم الكاميروني أليوم نيانت الذي ستعلن صافرته النهائية عن خليفة المنتخب الكاميروني على عرش القارة السمراء، علما أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أقدم في الساعات الماضية على تغيير هوية حكم المباراة النهائية بعد أن أسندت للمهمة سابقا للجنوب افريقي فيكتور غوميز.
كل المؤشرات تؤكد أن لقاء اليوم لن يخلو من المفاجآت بل وجود «اسود التيرنغا» و«محاربي الصحراء» في المباراة النهائية يعد في حد ذاته مفاجأة لم يحسب لها الملاحظون أي حساب إذ رشحوا صاحب الأرض والجمهور المنتخب المصري وكذلك المنتخبين المغربي والنيجيري لكن أخذا السباق كل مرة يلفظ احد هذه الأسماء ليقف في النهاية إلى جانب كتيبة جمال بلماضي بعد أداء بطولي في الدورة وبدرجة اقل زملاء ساديو ماني خاصة أن القرعة لم تضعهم في اختبارات كبيرة باستثناء مواجهة الجزائر والهزيمة التي تكبدوها في الدور الأول أو ملاقاة المنتخب التونسي في نصف النهائي.
حلم اللقب الإفريقي الثاني يراود «الخضر»
كان بلوغ المنتخب الجزائري للدور النهائي لكأس إفريقيا للأمم مفاجآت لجل الملاحظين حيث لم يكن «محاربو الصحراء» ضمن ترشيحاتهم للمراهنة على التاج القاري بعد أن استأثر منتخبا مصر والمغرب بالترشيحات ولم يتأخر زملاء رياض محرز كثيرا ليؤكدوا إمكانياتهم العريضة وروحهم القتالية،فتمكنوا من إنهاء الدور الأول بالعلامة الكاملة بعد الفوز في ثلاث مباريات على السنغال وكينيا وتنزانيا وتأهلوا الى الدور ثمن النهائي متصدرين لمجموعتهم قبل التغلب على غينيا في ثمن النهائي بثلاثية نظيفة ثم أزاحوا الكوت ديفوار من ربع النهائي بضربات الترجيح في مباراة قدم فيها اللاعبون درسا في العزيمة والروح الانتصارية وعلى نفس المنوال بسطوا سيطرتهم على المنتخب النيجيري في نصف النهائي وفاز بهدف قاتل من نجمهم رياض محرز ليتأهل الى الدور النهائي لكأس إفريقيا للمرة الأولى في تاريخهم بعد 1980 لكنهم اكتفوا بمركز الوصافة بعد الهزيمة في النهائي أمام نيجيريا بثلاثية نظيفة.
وشاءت الصدف أن تضع المنتخب الجزائري أمام نفس المنافس(نيجيريا) في نسخة 1990 وهذه المرة تمكن «محاربو الصحراء» من الثأر والتتويج باللقب أمام «النسور الخضراء» والفوز بهدف لصفر ويطمح «الخضر» هذه المرة الى الصعود على منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخهم بقيادة المدرب جمال بلماضي الذي ترك بصمته في المجموعة وأعطاها دفعا كبيرا للمضي قُدما في السباق بل أن النجم المصري السابق حسام حسن ذهب الى القول إن بلماضي هو سر قوة المنتخب الجزائري مؤكدا في تصريحات إعلامية: «كان يمكن للمنتخب الجزائري أن لا يقدم شيئا يذكر في البطولة لولا وجود مدرب من نوعية بلماضي. بفكره وبشغفه نجح في إخراج الأفضل من لاعبيه، وحتى الخطة التي انتهجها كانت حسب إمكانيات لاعبيه..» وحضر الجمهور الجزائري بكثافة تمارين زملاء بغداد بونجاح ولم يتوانوا عن تقديم تشجيعاتهم وإضفاء أجواء حماسية على تحضيرات الفريق الذي يواجه السنغال بصفوف مكتملة ما عدا غياب يوسف عطال اثر إصابته بخلع على مستوى لكتف تعرّض له في مباراة ربع النهائي أمام المنتخب الايفواري.
«أسود التيرنغا» يبحثون عن أول لقب
لعلّ المفارقة العجيبة أنّ المنتخب السنغالي أحد كبار القارة السمراء وصاحب المركز الأول في تصنيفات «الفيفا» للمنتخبات الإفريقية مايزال يبحث عن التتويج بالبطولة الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه، بل أن ابرز انجازاته في تاريخ مشاركاته تعود الى بطولة مالي 2002 حيث حقق المركز الثاني بعد هزيمته في النهائي أمام منتخب الكاميرون بركلات الترجيح بنتيجة(3 - 2).
وحقق المركز الرابع في 3 دورات (1965 و1990 و2006) واكتفى بدور المجموعات في 2008 وغاب عن دورة 2010 وعاد للمشاركة في بطولة 2012 ولكنه خرج من الدور الأول. وغاب عن نسختي عام 2013 و2015 حتى عاد للمشاركة في بطولة 2017 وخرج من ربع النهائي، في النسخة الحالية يطمح «اسود التيرنغا» الذين ضمنوا على الأقل المركز الثاني الى تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخهم. ويقود أليو سيسيه مجموعته من اجل اعتلاء منصة التتويج كمدرب بعد ان طارد اللقب سنة 2002 كلاعب لكن «اسود التيرنغا» انقادوا الى الخسارة انذاك في المباراة النهائية أمام المنتخب الكاميروني.
الجزائر من اجل اللقب العربي رقم 21
يسعى المنتخب الجزائري اليوم الى التتويج بلقبه الثاني بعد 1990 ورفع عدد الألقاب العربية في كأس إفريقيا للأمم الى 12 لقبا. ويمتلك المنتخب المصري الرقم القياسي من خلال 7 ألقاب سنوات (1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010) مقابل لقب وحيد لكل من السودان (1970) والمغرب (1976) والجزائر (1990) وتونس (2004).
أسبقية تاريخية جزائرية
تشير لغة الأرقام والتاريخ الى أن «محاربي الصحراء» يتفوقون على «اسود التيرنغا» فمن أصل 22 مباراة جرت بينهما في مختلف المسابقات كان الفوز حليف المنتخب الجزائري في 13 مناسبة مقابل 4 انتصارات للسنغال وانتهت 5 مواجهات بالتعادل.
ويتواجه المنتخبان اليوم للمرة الخامسة ضمن كأس إفريقيا للأمم وخلال 4 مواجهات سابقة كانت الغلبة للجزائر في 3 مباريات مقابل تعادل وحيد.أول مواجهة في «الكان» تعود الى دورة 1990 حيث التقى المنتخبان في نصف النهائي وكان الفوز لـ«الخضر» بهدفين لهدف وكانت البطولة آنذاك من نصيبهم. وبعد 25 سنة أي في دورة 2015 التقى المنتخبان في دور المجموعات ومرة أخرى فاز «محاربو الصحراء» بهدفين لصفر. وتبارى المنتخبان مرة ثالثة في دور المجموعات لنسخة الغابون 2017 وهذه المرة انتهت المواجهة بالتعادل الايجابي (2-2) فيما يعود آخر لقاء بينهما الى دور المجموعات في النسخة الحالية الذي حقق فيه زملاء رياض محرز فوزا جديدا على «اسود التيرنغا» بهدف لصفر.
برنامج اليوم
• الساعة 20.00: ملعب القاهرة الدولي
المنتخب السنغالي – المنتخب الجزائري /الكاميروني اليوم نيانت