بعد أن قدمت الوديات صورة مغلوطة عن منتخب «نسخة جيراس» حيث خُيّل إلينا أن صدارة المجموعة لن تُفلت منا فإذا بنا نتأهل الى ثمن النهائي بشق الأنفس واثر ثلاث تعادلات مع كل من انغولا ومالي وموريتانيا وقد وقف الحظ الى جانبنا بتجنيبنا فرضية التساوي في النقاط مع انغولا التي انهزمت في الجولة الختامية أمام المنتخب المالي.
بدأ العد التنازلي للمباراة الحاسمة التي تنتظر نسور قرطاج يوم الاثنين القادم بداية من الساعة الثامنة ليلا بملعب الإسماعيلية أمام المنتخب الغاني والتي يتطلع خلالها أحباء المنتخب الى ان يروا وجها مغايرا لزملاء نعيم السليتي بعد علامات عدم الرضاء على الاداء والحصيلة في الدور الاول وما رافقها من غياب الروح.ومع اكتفاء منتخبنا بالمركز الثاني في المجموعة وجد نفسه مجبرا على حزم حقائب الرحيل من مقر إقامته بالسويس الى الاسماعيلية.
جيراس يفرض «الويكلو»
خاضت عناصرنا الوطنية في الخامسة والنصف من مساء أمس حصتها التدريبية الثانية بأحد الملاعب القريبة من مقر إقامتها بالإسماعيلية، وقرر المدرب الفرنسي أن تجرى الحصة أمام مدارج مغلقة تحسبا لكشف أوراقه من وسائل الإعلام أو مبعوثي المنافس. وتجدر الإشارة الى انه وبعد ركون المجموعة إلى الراحة يوم الأربعاء خاضت المجموعة مساء الخميس حصتها الأولى بالإسماعيلية. وركز الإطار الفني عمله خلال هذه الحصة على تعزيز اللياقة البدنية إلى جانب القيام بتمارين فنية تكتيكية على ربع الملعب بهدف التدرب على طريقة التحكم في الكرة في منطقة صغيرة وتسريع اللعب وإنهاء الهجمة وقطع الكرة.
السليتي يستشهد بمثال «البيرو»
لعل النقطة المضيئة في خضم الاستياء من أداء المنتخب ان اللاعبين واعون بأنهم لم يقدموا في الدور الأول أفضل ما لديهم بل كان مردود جلهم محل نقاط استفهام عديدة. ولمسنا في تصريحات جلهم عزما على المصالحة مع الأحباء وتحقيق الانتفاضة في مباراة ثمن النهائي ضد المنتخب الغاني.وفي هذا الإطار لم يخف متوسط الميدان الهجومي نعيم السليتي في تصريح إعلامي سبق الحصة التدريبية ليوم الخميس ان ما حصل في المباريات السابقة لا يمكن أن يتكرر وان مباراة غانا ستكون المنعرج مستشهدا في هذا الاطار بمثال منتخب البيرو الذي لم يظهر بوجه مقنع في الدور الأول من «كوبا أمريكا» وتأهل الى الدور الثاني في المركز الثالث قبل ان ينتفض ويبلغ الدور النهائي للمسابقة.
عناية خاصة بالخزري
شهدت حصة تماربن الخميس والتي استمرت لستين دقيقة مشاركة كل اللاعبين باستثناء متوسط الميدان الهجومي وهبي الخزري الذي تخلف عن الحصة بسبب أوجاع على مستوى الفخذ ومنحه الإطار الفني اثر الاتفاق مع الإطار الطبي راحة رياضية بيومين ولذلك اكتفى بالبقاء في النزل والتدرب في مقر الإقامة بإشراف أخصائي الإعداد الطبيعي.وتجدر الإشارة الى أن الخزري سيعود الى التمارين الجماعية يوم السبت أي قبل ساعات معدودة من مواجهة غانا وتبقى مشاركته رهينة قرار الإطار الفني.
بن محمد يعود
شهدت تمارين زملاء يوسف المساكني يوم الخميس انضمام اللاعب أيمن بن محمد الى التمارين الجماعية بعد أن تخلّص من مخلفات الإصابة التي تعرض لها في لقاء الجولة الثانية ضد انغولا وحرمته من المشاركة في لقاء موريتانيا وستمثل عودته تعزيزا للجهة اليسرى للدفاع خاصة بعد التراجع الذي شهده مردود لاعب ديجون الفرنسي سابقا المنتقل حديثا الى الدوري السعودي أسامة الحدادي.
هل ينتفض المساكني ضدّ غانا؟
في الوقت الذي يواجه فيه أداؤه مع المنتخب الوطني انتقادات كبيرة من الجمهور، اختارت مجلة «فرانس فوتبول» متوسط الميدان يوسف المساكني ضمن أفضل عشرين لاعبا في المسابقة الإفريقية الحالية في قائمة ضمت عديد الأسماء على غرار الجزائريين يوسف البلايلي وبغداد بونجاح وعيسى ماندي والمصري «تريزيغيه»..ولم يقدم محترف اوبين البلجيكي الأداء المنتظر منه في المباريات الثلاثة الأولى من النهائيات وهو الذي علق عليه الجمهور آمالا عريضة حتى في ظل عدم عودته الى مستواه المعهود اثر إصابة الأربطة المتقاطعة التي حرمته من المشاركة في مونديال روسيا 2018 لكن هناك قناعة في صفوف الجمهور أن ما يمتلكه من مهارات كفيلة بأن تغيّر النتيجة في اية لحظة. والأمل أن تتحقق الاستفاقة الحقيقية لـ«محرك المنتخب» في مباراة الاثنين ضد غانا وفي هذا الإطار صرّح لموقع «العربي الجديد»: «ينتظر الجمهور التونسي منا مردوداً أفضل من ذلك بالتأكيد، ونأمل أن تكون الانتفاضة أمام منتخب غانا في دور الـ16. ستجدون نجاعة هجومية أكثر في المباراة القادمة»..
وشهد شاهد من اهلها...
الثابت أن التناغم والانسجام يبقى حلقة مفقودة في الإطار الفني للمنتخب الوطني الأمر الذي كشفه القرار الأخير بإقالة المعد الذهني الفرنسي دافيد مارسال بسبب تدخله في الامور الفنية وتجاوز صلاحياته بمباركة من المدرب الفرنسي ألان جيراس الذي منحه فرصة التدخل في الخيارات مقابل تجاهل بقية الإطار الفني الذي تدعم بالتحاق مدرب المنتخب الاولمبي فريد بن بلقاسم ومساعده انيس البوسعايدي لكن الأصداء القادمة تفيد أن جيراس لم يعط مساعديه فرصة إبداء أرائهم في الاختيارات. ولم ينف فريد بن بلقاسم مدرب المنتخب الاولمبي التونسي الذي التحق بالإطار الفني للمنتخب الأول بمناسبة نهائيات كاس أمم إفريقيا في تصريح إعلامي وجود اختلافات صلب الإطار الفني للمنتخب التونسي على مستوى الآراء
الفنية مؤكد انه امر طبيعي وصحي للغاية في ظل وجود 4 مدربين ولكن الكلمة الاخيرة تعود في نهاية المطاف للمدرب الان جيراس باعتباره المسؤول الأول عن الاختيارات الفنية ولكن تلك الاختلافات لا تصل الى درجة التنافر او تعكير الأجواء صلب المنتخب التونسي». وأشار الى أن الإطار الفني قد اجتمع واتفق على ضرورة إصلاح الأخطاء وتلافي النقائص قبل ملاقاة غانا الاثنين القادم. وأضاف بن بلقاسم» لا يمكن أن نصلح كل الأخطاء التي لاحت في أداء المنتخب التونسي في ظرف أيام معدودات ولهذا قمنا بتحديد الأولويات الفنية والذهنية وخاصة التكتيكية في مباراة حساسة لا تقبل القسمة. ولهذا سنركز كل مجهودنا على خصال المنافس الغاني حتى نختار الرسم التكتيكي الذي يتماشى من جهة مع إمكانيات اللاعبين والحد من خطورة المنتخب الغاني».