المنتخب الوطني: إقالة المعد الذهني بين كبش الفداء والضغط على جيراس للاستقالة

كادت أحلام تأهل المنتخب الوطني الى الدور ثمن النهائي من كـأس إفريقيا للأمم على المحك بعد فصل جديد من الأداء المخيب قدّمه زملاء يوسف المساكني

وكاد المنتخب الموريتاني يحقق المفاجأة ويبصم على تأهله الى دور الـ16 لولا الحظ الذي كان الى جانب نسور قرطاج ومكنهم من الخروج بأخف الأضرار وهي نقطة التعادل الثالث على التوالي ليتأهل الى الدور الثاني دون أي انتصار ويضرب موعدا مع المنتخب الغاني يوم الاثنين 8 جويلية القادم في ثمن النهائي.
انتظر الجمهور التونسي في مباراة ليلة الثلاثاء ردة فعل قوية من اللاعبين خاصة بعد الأداء المخيب في مباراتي انغولا ومالي وما تلقاه الشارع الرياضي من وعود من المجموعة بالتدارك...ولكن كُتب على الجمهور التونسي أن يتجرع فصلا من الخيبة والمردود الهزيل بعد تعادل جديد امام موريتانيا كان يمكن ان يكون هزيمة لولا الحظ ونقص خبرة «المرابطين» رغم فرصهم السانحة للتهديف عن طريق إسماعيل دياكيتي ومحمد ديلاهي، لذلك لم يُسعد التأهل الى ثمن النهائي الأحباء خاصة ان نسور قرطاج فشلوا في تحقيق اي انتصار في الدور الأول ومن حسن الحظ أيضا أن مالي انتصرت على انغولا وحالت دون وجود المنتخب الانغولي مع نظيره التونسي في نفس المرتبة ووضع تأهل النسور عل المحك.
على غرار2010 

اكتفى المنتخب الوطني في الدور الاول من كأس افريقيا بمصر 2019 بحصد 3 تعادلات مع انغولا (1-1)، مالي (1-1) وموريتانيا (0-0). وانهى نسور قرطاج الدور الاول بتسجيل هدفين احدهما من ضربة جزاء وقبل هدفين. واعاد المنتخب سيناريو نهائيات 2010 عندما غادر السباق من الدور الاول اثر 3 تعادلات مع كل من زامبيا (1-1)، الغابون(0-0) والكاميرون (2-2) وفي تلك الدورة كان عدد الفرق المشاركة 16 مما حال دون تأهل منتخبنا.

هل يتحمل المعد الذهني نفسه أوزار الخيبة؟
قرر المكتب الجامعي التخلي عن خدمات المعد الذهني الفرنسي دافيد مارسال وذلك على خلفية تجاوزه للمهام الموكولة إليه وتدخله في الأمور الفنية خلال هذه الدورة إضافة إلى عدم قيامه بالإعداد الذهني المطلوب. وطرح هذا القرار تساؤلات عديدة فإن كان احد الأسباب تدخل المعني بالأمر في الامور الفنية فإن ذلك يحيلنا الى ضعف شخصية المدرب الذي يسمح لأي كان بالتدخل في اختياراته خاصة ان الحديث بدأ يتصاعد عن لاعبين يفرضون سلطتهم على المدرب. من جانب آخر، يقر الملاحظون ان الاستغناء عن المعد الذهني ليس إلا خطوة لدفع المدرب الفرنسي الان جيراس الى الاستقالة خاصة انه يصر على العمل مع المعد الذهني وفي صورة مغادرته فإن الناخب الوطني قد يتخذ قرار الانسحاب وهي خطة من شأنها ان تجنب المكتب الجامعي دفع قيمة المدة المتبقية من العقد. وبدأت بعض المواقع تطالب بالتعاقد مع روجي لومار وهو احتمال صعب التحقيق فليس من اليسير على هذا المدرب ان يمتطي القطار وهو يسير ...نخشى أن لا يكون الاستغناء عن المعد الذهني هو القرار الوحيد خاصة ان المسؤول الأول عن الخيبة هو ألان جيراس باختياراته الغريبة.

جيراس يواصل شطحاته
رغم ان المنتخب التونسي أجرى 3 مباريات ودية قبل نهائيات كاس افريقيا للامم امام العراق وكرواتيا وبورندي، يبدو ان مدربه الفرنسي الان جيراس لا يزال في مرحلة التجارب والبحث عن التوليفة المناسبة ويبدو أن الامور قد اختلطت عليه ولم يعد يفرّق بين الاختبارات الإعدادية والمباريات الرسمية ليجرب بعض الحلول دون ان يلقي بالا لحالة الاستياء والحسرة التي تركها في صفوف الجمهور نتيجة المردود المخيب للمجموعة ووسط مبايعة من الفيلق الفني الذي يرافقه ويكتفي بمتابعة فصول بداية كارثية في «الكان». وأكد جيراس في الندوة الصحفية التي عقبت مباراة موريتانيا: «مواجهة موريتانيا لم تكن سهلة، علينا أن ننساها، ونركز على هدفنا الجديد بعد أن تخطينا دور المجموعات، وسنستفيد من الأخطاء التي وقعنا بها. لست راضيا عما قدمناه في البطولة حتى الآن، تعلمنا جيدا الدروس من الدور الأول، ويمكنني أن أقول إنني حتى الآن لم أصل للتشكيل المناسب للفريق».

وأثار جيراس الاستغراب مرة أخرى باختياراته فيبدو انه استجاب لضغط الجمهور من خلال اقحام بسام الصرارفي لمدة شوط قبل أن يتخلى عنه في فترة ما بين الشوطين ويقحم طه ياسين الخنيسي والحال أن الوضع كان يقتضي وجود اللاعبين معا ليكتمل بناء العمليات الهجومية. كما ان تغيير نعيم السليتي بمحمد دراغر – رغم انه قدم اداء متميزا في 20 دقيقة التي شارك فيها - في وقت كان يجب فيه على المنتخب ان يلعب الهجوم للتهديف دون ان ننسى الحصانة التي تتمتع بها بعض الاسماء حتى وان كانت خارج نطاق الخدمة على غرار وهبي الخزري ويوسف المساكني...ولم يكن من الصعب ان نلاحظ غياب التواصل بين لاعبي خط الوسط الهجومي وخاصة الخزري الذي أطنب في الأنانية والاحتفاظ بالكرة بدل تمريرها الى زملائه عندما كانوا في وضعيات سانحة أفضل منه.

الصرارفي ضحية الاختيارات
يمكن القول إن بسام الصرارفي محترف نيس الفرنسي كان من أفضل اللاعبين في المباريات الودية أمام العراق وكرواتيا وبورندي وخلنا ان الفرنسي الان جيراس سيضعه ضمن الحسابات في نهائيات مصر ليكون إحدى الورقات الرابحة غير أن الإطار الفني فاجأنا بإبقائه على بنك البدلاء في مبارتي انغولا ومالي قبل ان يقحمه في الشوط الأول من مواجهة موريتانيا ثم يعوضه في فترة مابين الشوطين بطه ياسين الخنيسي في وقت كان من المفروض أن يلعب مهاجما أمام الصرارفي ليوفر له مجالا لإبراز إمكانياته لكن يبدو أن جيراس أراد أن يرضخ للشارع الرياضي الذي نادى بإقحام الصرارفي لكن ان يؤكد من ناحية ثانية انه لم يكن فاعلا من الناحية الهجومية وأصاب حين تركه على بنك البدلاء.

هل كان اختيار الوديات صائبا؟
اشرنا في عدد سابق في اطار حديثنا عن المباريات الودية انه كان من الأجدى برمجة اختبارات اعدادية مع منتخبات من القارة السمراء تشبه طريقة لعب منتخبات المجموعة الخامسة لكن المكتب الجامعي والإطار الفني اختار التباري مع كل من العراق وكرواتيا وبورندي وفاز منتخبنا في المباريات الثلاث ويبدو أنها نتائج دفعت جيراس الى الاعتداد بمجموعته ولم تمكنه من اكتشاف النقائص التي تعاني منها بل لم تسمح له بالتعرف على خصائص بعض منتخبات القارة السمراء الأمر الذي جعله يصطدم بعدة جزئيات وحقائق في مبارياته الثلاث في الدور الأول والأدهى أن جيراس ماض في أخطائه وتعنته دون محاسبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115