حيث تمكن الثلاثي العربي المنتخب المصري المستضيف ومنتخب الجزائر ومنتخب المغرب من تحقيق ثالث انتصاراتهم في دور المجموعات ليعلن الثلاثي العربي أنه الأحق بالعبور في صدارة مجموعاته ويؤكد الترشحات قبل البطولة بأن الثلاثي المصري والجزائري والمغربي سيكون من المرشحين للفوز بالنسخة 32 من كأس أمم إفريقيا.
عدة عوامل ساهمت في تحقيق «الفراعنة» و«محاربي الصحراء» و«أسود الأطلس» لـ9 نقاط في مشوار الدور الأول يبقي أهمها الاستقرار الذي اعتمده مدربو الثلاثي العربي وثانيها قيمة المجموعة والفرديات التي يمتلكها كل فريق فيما كان للدفاع الكلمة الحاسمة في تحقيق الثلاثي للعلامة الكاملة.
ورغم تحقيق الثلاثي العربي هذا الامتياز في النسخة المصرية الحالية لكأس أمم إفريقيا إلا أن الدورات السابقة لـ«الكان» أكدت أن حسابات الأدوار الثانية تختلف بما أن معطيات دور المجموعات تختلف عن مباريات خروج الملغوب.
شباك لا تقبل أهداف
في الكرة الحديثة عادة ما يكون للدفاع الكلمة الأقوى في حسابات التأهل والانتصارات في المباريات حتى أن عدة منتخبات تختار النهج الدفاعي وتنجح فيه تماما ويبقى نجاح المنتخب الفرنسي في النسخة الأخيرة من كأس العالم أكبر دليل على أن الحصانة الدفاعية سلاح ناجح لتحقيق اللقب في أخر المطاف. منتخبات مصر والجزائر والمغرب استوعبت درس الحصانة الدفاعية وأكدت ذلك في مباريات دور المجموعات حيث لم تقبل شباك «الفراعنة» و«محاربي الصحراء» و«أسود الأطلس» أي هدف وهو استحقاق يؤكد النتائج المحققة لثلاثي العربي في دوري المجموعات. صحيح أن المنتخبات التي لعبت أمام مصر ليست في حجم المنتخبات التي واجهت المغرب والجزائر إلا أن الثبات الدفاعي للمنتخب المصري وتألق الحارس «محمد الشناوي» حسم عبور منتخب «الفراعنة» دون قبول أهداف في المقابل فإن المنتخب الجزائري ورغم التغييرات في اللقاء الأخير أكد أن النهج الدفاعي المعتمد من «جمال بلماضي» لا يتغير وهذا ما جعله يحقق هذا الإنجاز. أما في خصوص المنتخب المغربي فإن المواجهات كانت صعبة لكنه خرج منها بسلام ودون قبول أهداف مما يؤكد الثقل الذي يميزه الخط الخلفي لزملاء صاحب الخبرة «مهدي بن عطية».
هجوم حاسم
لتكون المسيرة موفقة ويتأكد النجاح الدفاعي فإن الخط الأمامي لابد أن يكون في الخدمة وذلك ما قدمه الثلاثي العربي في دور المجموعات حيث تمكن المنتخب المصري من التسجيل 5 أهداف كاملة في المباريات الثلاث حيث تمكن من الانتصار بهدف يتيم أمام الزيمبابوي فيما دون ثنائية أمام كل من الكونغو الديمقراطية وأوغندا مكنت الثنائي محمد صلاح وأحمد المحمدي من دخول منافسات الفوز بلقب هداف «كان مصر 2019».
أما المنتخب الجزائري الذي يعد الأفضل عربيا بما أنه يتصدر ترتيب المنتخبات من الناحية الهجومية حيث تمكن محاربو الصحراء من تدوين 6 أهداف كاملة في الدور الأول وكانت البداية بثنائية في شباك كينيا ثم هدف وحيد في قمة المجموعة أمام المنتخب السنغالي لينتفض البدلاء في أخر المواجهات أمام تنزانيا ويسجلوا 3 أهداف كاملة ليكون المجموع الأفضل للثلاثي العربي كما أن البديل ومحترف نابولي الإيطالي أدم وناس دخل صراع الهدافين بتدوينه لثنائية.
وفي خصوص المنتخب المغربي فإنه كان الأقل تهديفا مقارنة بالجزائر ومصر حيث تمكن الخطط الأمامي لـ«أسود الأطلس» من تسجيل 3 أهداف فقط منها واحد بالنيران الصديقة كانت حاسمة بما أنها مكنته من تحقيق العلامة الكاملة وتصدر مجموعته الصعبة والمعقدة نسبيا حيث واجه منتخب ساحل العاج ومنتخب جنوب إفريقيا إلا أنه تمكن من الانتفاض وتحقيق 3 انتصارات كاملة.
إنجاز تاريخي لـ«الفراعنة»
حقق منتخب مصر إنجازا غير مسبوق في تاريخ مشاركته في كأس أمم إفريقيا بعد الفوز على أوغندا بهدفين دون رد فبهذا الانتصار صعد منتخب مصر متصدرا ترتيب المجموعة بالعلامة الكاملة وبشباك نظيفة لأول مرة في تاريخه.
وحقق «الفراعنة» العلامة الكاملة 3 مرات من قبل في نسخ 1974 و2000 و2010 لكنهم لم يخرجوا بشباك نظيفة حينها حيث استقبلوا هدفين في الدور الأول في نسخة 1974 ومثلهما في الدور الأول لنسخة 2000 بينما تلقى هدفا واحدا في دور المجموعات عام 2010.
«أسود الأطلس» يكسرون العقدة
نجحت عدد من المنتخبات الإفريقية في كسر عقد لازمتها وكان أبرز المستفيدين منتخب المغرب الذي كسر عقدته مع جنوب إفريقيا بتحقيق الفوز عليها في «الكان» لأول مرة. وكسر «أسود الأطلس» في «كان 2019» عقدة منتخب جنوب إفريقيا التي طاردته في البطولة بعد فوز المغرب على «الأولاد» بهدف نظيف ولعب المغرب مع جنوب إفريقيا في نهائيات كأس أمم إفريقيا من قبل 4 مرات خسر في مواجهتين وتعادل في مثلهما.
«محابو الصحراء» والتفوق على السنغال
فشل منتخب السنغال في تحقيق أي انتصار على الجزائر في كأس أمم إفريقيا من قبل وتكرست العقدة في «مصر 2019» بعد فوز الجزائر بهدف نظيف ضمن مباريات المجموعة الثالثة وكان المنتخبان قد لعبا من قبل 3 مرات في «الكان» وفازت الجزائر مرتين وتعادل الفريقان مرة واحدة. ففي 1990 فازت الجزائر بهدف دون مقابل في دور المجموعات وفي 2015 فازت أيضا بهدفين دون رد في ذات الدور وفي 2017 سيطر التعادل الإيجابي بهدفين لمثليهما فيما أعلنت المواجهة الأخيرة بينهما تفوقا جزائريا جديدا بنتيجة هدف دون مقابل أمنه مهاجم الترجي الرياضي يوسف البلايلي.