ولكن الواقع كان مغايرا للتطلعات ووجدنا أنفسنا ننتظر الى غاية مباراة اليوم أمام المنتخب الموريتاني في الجولة الختامية من منافسات الدور الأول ضمن المجموعة الخامسة بداية من الثامنة ليلا بملعب السويس الجديد حتى يحدد منتخبنا مصيره في النسخة الحادية والثلاثين من المسابقة القارية حيث سيكون نسور قرطاج أمام حتمية الفوز لمواصلة التحليق في سماء مصر وتجنب حسابات اللحظات الأخيرة.
شاءت الأقدار أن تكون مواجهة اليوم بين المنتخب الوطني ونظيره الموريتاني مباراة الفرصة الأخيرة لزملاء نعيم السليتي لإنقاذ البداية المتعثرة وتحقيق الفوز الأول في البطولة بعد تعادلين بالنتيجة نفسها (1-1) أمام كل من انغولا ومالي وما خلفهما ذلك من انتقادات للإطار الفني بسبب اختياراته ولبعض اللاعبين بسبب أدائهم المخيب...في لقاء اليوم سيكون المنتخب التونسي مطالبا بالانتصار للاطمئنان على التأهل الى الدور ثمن النهائي لان الخروج بنقطة التعادل قد يعقّد الحسابات وفي كل الحالات فإن المنتخب ممنوع من أية عثرة جديدة خاصة انه يتطلع الى المصالحة مع أحبائه بعد حملة النقد التي وجهت للاعبين والمدرب في الأيام الماضية.
ويحتل المنتخب المالي صدارة المجموعة الخامسة بـ4 نقاط فيما يشترك المنتخبان التونسي والانغولي في المركز الثاني بنقطتين ويقبع المنتخب الموريتاني في المركز الرابع بنقطة وحيدة.
حقيقة الميدان فوق لغة التاريخ...
تتجه الأنظار بداية من الثامنة ليلا الى مواجهة المنتخب التونسي صاحب 19 مشاركة في النهائيات مع نظيره الموريتاني الذي يخوض تجربته الأولى في المسابقة القارية، ولا تعني هذه الأسبقية الكثير بحكم ما تؤكده لغة الميدان ومازادت النسخة الحالية من المسابقة في تدعيمه من تقارب المستوى وانتفاضة بعض المنتخبات «المغمورة» والدليل أن منتخب مدغشقر الذي يشارك في «الكان» للمرة الأولى في تاريخه تأهل الى ثمن النهائي متصدرا للمجموعة الثانية اثر الفوز على المنتخب النيجيري. واثر هزيمته في الجولة الافتتاحية برباعية امام منتخب مالي قدم منتخب «المرابطين» (الموريتاني) أداء متميزا في مباراة الجولة الثانية أمام منتخب انغولا واجبره على التعادل وبات اداؤه في نسق تصاعدي مما يعني ان نسور قرطاج لن يكونوا اليوم في طريق مفتوح لزيارة شباك منافسهم الساعي الى تحقيق مشاركة تاريخية مشرفة ولازال معنيا بالتأهل ضمن افضل 4 منتخبات من أصحاب المركز الثالث مما سيجعله يدافع عن حلمه المشروع مستفيدا من تألق مهاجمه إسماعيل دياكيتي المحترف في اتحاد تطاوين، وفي هذا الإطار صرّح كورنتين مارتينيز مدرب المنتخب الموريتاني انه يقر بصعوبة المهمة أمام المنتخب التونسي احد ابرز منتخبات القارة السمراء وفق تقديره وقال: «سنلعب على تحقيق الفوز من أجل صناعة التاريخ بالتأهل للدور الثاني حتى لو كانت حظوظنا في بلوغ دور الـ16 لا تتجاوز 5 %، بالطبع المنتخب التونسي يتفوق علينا من ناحية الخبرة، ونظريا تبدو المباراة محسومة لنسور قرطاج، لكن كرة القدم مليئة بالمفاجآت». مضيفا: «لاعبو منتخب موريتانيا غير معتادين على اللعب في البطولات المجمعة كل ثلاثة أيام، لذا نعمل على إعادة تأهيل الجانب البدني أولا، لدينا لاعبون محترفون في أوروبا يمتلكون عقلية احترافية، تعثرنا أمام مالي ونجحنا في تلافي الأخطاء أمام أنغولا».
غيابان وتغييرات منتظرة
تلقى المدرب الفرنسي للمنتخب التونسي ألان جيراس انتقادات عديدة بسبب اختياراته في مبارتي انغولا ومالي وحتى التغييرات التي ادخلها في لقاء الجولة الثانية بحكم ضغط الجمهور لم تُضْف إلا تحسنا طفيفا قبل أن يتراجع المستوى وتتواتر الأخطاء ويكون التعادل مآل المواجهة.
في لقاء اليوم من المنتظر ان تتواصل التغييرات ونأمل ان تغيب المفاجآت الغريبة من الناخب الوطني الذي ساهم بدرجة أولى في البداية المتعثرة من خلال تحويراته في مراكز اللاعبين وعدم إعطاء الفرصة للأسماء التي تألقت في الوديات. وستكون المجموعة منقوصة في مواجهة اليوم من خدمات لاعب الارتكاز غيلان الشعلالي الذي جمع بمناسبة مباراة مالي إنذاره الثاني إضافة الى أيمن بن محمد الذي تعرّض الى إصابة في المواجهة ذاتها. وتبقى اختيارات جيراس لمباراة اليوم غامضة في ظل الخصوصية التي يفرضها عن التحضيرات ولاندري إن كان سيواصل اليوم الاعتماد على الحارس معز حسن بعد خطئه في لقاء مالي او أن هذا الحارس سيعرف نفس مصير زميله فاروق بن مصطفى الذي اعفي من لقاء نسور مالي بعد خطأ أثمر هدفا في لقاء انغولا وقد يلتجئ الى ورقة الحارس الثالث معز بن شريفية.ومن المرجح أن يحافظ الخط الخلفي على نفس التركيبة (وجدي كشريدة وأسامة الحدادي وديلان برون وياسين مرياح). أما بالنسبة الى وسط الميدان فمن المنتظر أن يأخذ الفرجاني ساسي مكان زميله غيلان الشعلالي ليعاضد الياس السخيري كلاعبي ارتكاز خاصة ان «مايسترو» الزمالك المصري استعاد مؤهلاته البدنية بعد الاصابة التي لحقته في ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي. أما من ناحية وسط الميدان الهجومي فقد يواصل جيراس ثقته في الثلاثي وهبي الخزري ونعيم السليتي ويوسف المساكني في انتظار الإطلالة الأولى لبسام الصرارفي إذا ما دخل في حسابات الإطار الفني وأمام هذا الثلاثي طه ياسين الخنيسي او فراس شواط كمهاجم صريح.
أسبقية تاريخية تونسية والمرابطون يبحثون عن أول انتصار
تشير لغة الأرقام الى ان المنتخبين التونسي والموريطاني تقابلا في 3 مناسبات كان الفوز حليف نسور قرطاج في مناسبتين مقابل نهاية المواجهة الثالثة بتعادل.
أول مواجهة بين المنتخبين كانت يوم 13 نوفمبر 2015 ضمن المرحلة الثانية من تصفيات كاس العالم 2018 وفاز منتخبنا ذهابا في نواق الشط (2 - 1) وايابا في تونس بالنتيجة ذاتها.والتقى المنتخبان مجددا يوم 15 نوفمبر 2016 في مباراة ودية بتونس انتهت بالتعادل السلبي.
اليوم الساعة 20.00:
• ملعب السويس الجديد: المنتخب التونسي – المنتخب الموريتاني /الرواندي لويس هاكيزيمانا (بيين سبورت HD 2 Max، بيين سبورت HD 1 Max).