الكرة الطائرة: الأولمبي القليبي بثبات في طريق العودة و»السي آس آس» يتعثر مجدّدا رغم تغيير ثالث للمدرب

سيعود الأولمبي القليبي الى مكانه الطبيعي وسيستعيد الكثير من زمنه الجميل وسيكون المنافس الذي تهابه كل الفرق مثل ما كان الحال

في 2011 وما قبلها هذا ما بدأ يتأكد منه من جولة إلى أخرى فما تحقق الى حد الان خاصة بعد الفوزين اللذين خرج بهما الفريق على حساب أبرز الأندية في البطولة الوطنية النادي الصفاقسي الذي اجبره على هزيمة جديدة في الجولة الثالثة من مرحلة التتويج بثلاثة أشواط لشوط بعد اولى في الجولة قبل الأخيرة من المرحلة الأولى في عقر داره وأمام جمهوره خير دليل على ذلك.

تمكن الأولمبي القليبي خلال بطولة هذا الموسم من العودة الى مرحلة التتويج عن جدارة واستحقاق وأكد أنه قادر على الأفضل رغم قلة ذات اليد وتواضع امكاناته خاصة من ناحية الرصيد البشري مقارنة بالثلاثي النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والترجي الرياضي، الأولمبي القليبي المدرسة في التكوين والممول الأول لكل المنتخبات الوطنية والفرق على حد السواء كان بالإمكان أن تكون نتائجه أفضل مما هي عليه اليوم لولا اضطراره في كل مرة الى التفويت في أبرز العناصر الى الأندية الكبرى من الناحية المادية حتى يجد الموارد المالية التي تمكنه في كل مرة من انهاء موسمه بأقل مشاكل وتساعده خاصة على الحفاظ على شبانه الذين هم الأساس والملجأ في كل مرة.

بدا التحسن جليا على نتائج الأولمبي القليبي منذ الموسم الماضي مع الرئيس السابق جمال الأسود والنتائج الايجابية تواصلت مع الهيئة المديرة بقيادة عائدة الأنقليز التي عرفت كيف تحافظ على الهدوء داخل الفريق وتسير به نحو الأفضل وهو بلوغ «البلاي أوف» كهدف أول في انتظار خطوات أخرى ايجابية في قادم المشوار، الأولمبي القليبي أكد أنه بخير في مستهل هذا الموسم بعد النتائج الأكثر من ممتازة التي حققها شبانه بحصدهم لستة تتويجات كاملة وهذا ان دل فإنما يدل على الأهمية الكبرى التي تعطى للتكوين القاعدي في الفريق الذي أعطى الفرصة لأبنائه من فريق أقل من 23 سنة والنتيجة كانت التواجد في مجموعة التتويج التي سيكون بإمكانه انهاؤها في مركز في مستوى ما حققه الى حد الان.

التفكير في الخطوة القادمة سيكون منذ الان
يستحق الأولمبي القليبي مكانة أفضل وعناية أكبر والأهم دعما ماديا يمكنه من تحقيق ما يتطلع اليه فالأمور المادية تبقى الأساس وتقديم الدعم المطلوب من كل المحيطين بالفريق يبقى مطلبا لا غنى عنه وان توفر فان الموسم المقبل سيكون موسمه دون منازع ولكن في حال حافظت الهيئة المديرة على المجموعة الحالية من اللاعبين وقدمت لها «الحماية» الكافية من أعين الفرق الأخرى التي تتابع أكثر من لاعب وتريد الفوز بخدماته كما جرت العادة في كل مرة، الفريق استعاد الكثير من الثقة في الذات والإعداد للموسم المقبل سيكون منذ الان من خلال وضع تخطيط واضح ورؤية واقعية تمكن الأولمبي القليبي من الحفاظ على ما تحقق حتى اليوم فالفريق عاش فترة ماضية أكثر من صعبة كادت أن تعصف بوجوده وتضعه في الوطني «ب» مثل ما حدث مع أكثر من فريق وفي المقدمة يظل نسر الهوارية الذي لم يتمكن من تجاوز مشاكله.

مكسب كبير
تبقى عودة الأولمبي القليبي الى مكانه الطبيعي أكثر من مكسب للكرة الطائرة التونسية فاستعادته لمستواه المعهود سيحسن دون أدنى شك من مستوى البطولة التي بات يتنافس على تاجها الثنائي الترجي الرياضي والنجم الساحلي في كل موسم وهذا سيكون له الاثر الايجابي بالنسبة للمنتخبات الوطنية، من الضروري اليوم أن تضم البطولة فرقا لها امكانات فنية طيبة وان يكون فيها التنافس كبيرا والخطوة الأولى تحققت مع سعيدية سيدي بوسعيد منذ أربعة مواسم ماضية ثم مع الأولمبي القليبي هذا الموسم وبدرجة أقل مع مولدية بوسالم التي هي بصدد تقديم نتائج طيبة من موسم الى اخر في انتظار استفاقة من البقية في المقدمة يظل اتحاد النقل الصفاقسي الذي لا بد أن يتدارك أمره ويحافظ على تواجده بين فرق النخبة وأيضا الأمر ذاته بالنسبة لنادي حمام الأنف فنتائج المنتخبات هي في الأصل نتاج لما يوجد في الفرق والبطولة على حد السواء.

ماذا يجري في «السي آس آس»؟
ماذا يحدث في النادي الصفاقسي؟ سؤال بات لا بد من طرحه بعد النتيجة المخيبة للآمال التي عاد بها الفريق من قليبية أمام أولمبي المكان لحساب الجولة الثالثة من «البلاي أوف»، فريق عاصمة الجنوب عجز مجددا عن تجاوز الأولمبي القليبي ووجد نفسه منهزما امامه بثلاثة أشواط لشوط في الوقت الذي انتظر فيه جمهوره انتصارا وبإقناع من أجل تشديد الملاحقة وافتكاك المركز الثاني والحفاظ على كامل الحظوظ في العودة على المراهنة على تاج بطولة هذا الموسم سيما بعد هزيمة المتصدر النجم الساحلي أمام الترجي الرياضي.

غير فريق عاصمة الجنوب المدرب للمرة الثالثة الى حد الان بعد أن استغنى عن خدمات هشام بن رمضان بعد هزيمة الكلاسيكو ثم تعاقد مع الألماني «نوربيرت» الذي أنهى مهامه بعد هزيمة المرحلة الماضية مع الأولمبي القليبي وعوضه بالمدرب الحالي المقدوني «ميلونكوسكي» الذي أجبره أبناء قليبية على خسارة قد تكلفه غاليا والاكتفاء بموسم اخر دون ألقاب وتجبر الهيئة المديرة لـ»السي اس اس» على إعادة التفكير أكثر من مرة في الخطوة والقرارات التي اتخذتها الى حد الان بما أن الأمر لا يتعلق بالمدرب فقط.

الحظوظ لا تزال قائمة
يبقى أمر النادي الصفاقسي أكثر من محير فمن المفروض أن يكون الفريق متراهنا جديا على ألقاب هذا الموسم وأن يكون الموسم الحالي خطوة لعودته الى مكانه الطبيعي ووضع حد لسنوات الجفاء التي تواصلت منذ 2013 خاصة بعد التحسن الملحوظ الذي عرفه في العام الماضي الذي بلغ فيه نهائي البطولة، كل المؤشرات تفيد أن الفريق الذي قام بانتدابات في أعلى مستوى وتعاقد مع أفضل العناصر في الموسمين الأخيرين ليس في أفضل حالاته وأنه يوجد أكثر من مشكل لا بد من ايجاد حل جذري له حتى يتمكن «السي اس اس» من فرض وجوده الذي يمر حتما عبر فرض سيطرة على مواجهات الكلاسيكو ووضع حد لهيمنة الثنائي النجم والترجي.. «السي اس اس» مازال بإمكانه التدارك ان تمكن من الفوز بكافة مبارياته في البطولة وأيضا الكأس التي يبقى فيها كل شيء وارد والفريق وان امن بإمكاناته ووضعت المجموعة الحالية مصلحة فريقها أولا وفوق كل اعتبار ستكون حصيلته أفضل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115