هدفها المتمثل في بلوغ دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية وذلك بتجاوز كبير الكرة السودانية «الهلال» بواقع نتيجتي الذهاب والإياب ليضرب نادي باب الجديد موعدا مع المسابقة الأقوى في القارة السمراء بعد غياب طويل.
العزيمة والروح الانتصارية التي لاحت على زملاء الدراجي في موقعة رادس جددت حضورها في ملعب «أم درمان» بل كانت أقوى وأشد حيث قدم الأفارقة أحد أفضل مبارياتهم تكتيكيا وخاصة من الناحية الدفاعية التي قالت كلمتها وأجهضت كل أماني المنافس السوداني في الوصول إلى الشباك رغم هدف أخر الدقائق عبر ضربة الجزاء والذي لم يمنع ممثل الكرة التونسية من ضرب موعد مع دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية.
وفد النادي الإفريقي عاد أمس إلى تونس بعد أن اتم المهمة بنجاح محققا هدفا لم يكن يتصوره البعض لكن حصيلة مواجهتي الدور التمهيدي الثاني أعلنت أحقية النادي الإفريقي بالتأهل وكما يقال لكل مجتهد نصيب وهو ما يستحقه لاعبو الإفريقي والإطار الفني والمسؤولون.
«كاتيناتشو» الليلي
عانى النادي الإفريقي في بداية الموسم دفاعيا وكان الخط الخلفي الأكثر انتقادا لكن مع عودة المدرب شهاب الليلي استعاد خط الدفاع البعض من ثوابته رغم الغيابات العديدة لركائزه الأساسية والتي فرضت على الإطار الفني في عدة مباريات تغير هذا الخط مما جعل الجميع يخشون من عدم الاستقرار لكن مواجهة الإياب في ملعب «أم درمان» أعادت هيبة دفاع النادي الإفريقي وأكدت أن الفريق في الطريق الصحيح لاسترجاع خصاله الدفاعية التي عرف بها فالمنظومة الكروية الجديدة والتي أكدتها النسخة الأخيرة من كأس العالم تفرض وجود دفاع صلب وحصين يجعلك قادر على كسب المواجهات.
أمسية «أم درمان» أمام الهلال تفوق فيها المدرب شهاب الليلي تكتيكيا وفنيا وكان الإفريقي- رغم أنه قبل اللعب -الأكثر سيطرة في ظل غياب الخطورة السودانية على مرمى الحارس سيف الدين الشرفي الذي تدخل في كرتين فقط حاسمتين أما البقية فدفاع الإفريقي تكفل بالمهمة فيما كان للاعبي الوسط والهجوم الدور الكبير في شل كافة تحركات ونوايا الهلال الهجومية وهو ما نجح فيه لاعبو الإفريقي بامتياز.
الليلي درس جيدا حوار الإياب وحدد نقاط قوة وضعف الهلال السوداني والأهم أنه اختار النهج التكتيكي الذي سيعول عليه وفرضه على لاعبيه الذين طبقوا التعليمات وأحسنوا التعامل مع الوضعيات لتكون النتيجة إيجابية ويحقق الأفارقة الهدف المطلوب في مسابقة رابطة الأبطال وهو بلوغ دوري المجموعات بعد غياب طويل...
واعتمد الليلي في لقاء الإياب على خطة «كاتيناتشو» التي أغلقت كل المساحات أمام لاعبي الهلال السوداني رغم أنهم سيطروا على اللقاء وكانوا الأكثر تحكما في الكرة إلا أن الحصيلة كانت تأهل الإفريقي ليكسب شهاب الليلي الرهان بالاعتماد على «كاتيناتشو».
تألق لافت
غاب الظهير الأيمن حمزة العقربي عن الملاعب منذ مدة طويلة لتزيد الإصابة التي تعرض إليها في التمارين بعد تدخل مع المهاجم الغاني «سراسكو» في مدة الغياب وهو ما جعل فرصه في الحضور في مباراتي الدور التمهيدي الثاني أمام الهلال السوداني صعبة في ظل الحالة الصحية لكن غياب مختار بلخثير فرض على الإطار الفني الاستنجاد بورقة العقربي في لقاء الإياب بعد أن سجل حضوره في لقاء الذهاب على مقاعد البدلاء.
الخوف كان كبيرا من عودة العقربي إلى الملاعب في مواجهة صعبة ومعقدة وأمام مهاجم برازيلي يعد الأخطر في تركيبة الهلال السوداني لكن الخبرة التي يمتلكها ظهير الإفريقي كانت حاسمة في لقاء قد يكون الأفضل في مسيرة العقربي حيث سيطر على كل الثنائيات وكان الأفضل في الجهة اليمني رغم أن خطورة الهلال كانت من جهته لكنه انتفض وقدم مباراة محترمة جعلته محل إشادة من المدرب شهاب الليلي الذي أثني عليه العقربي رغم مشاكله الصحية والمؤكد أن مواجهة الهلال أعادت الثقة لعدة لاعبين من بينهم الظهير الأيمن حمزة العقربي.
العيفة والشرفي يؤكدان
من بين العناصر التي تألقت في موقعة الذهاب حارس المرمى سيف الشرفي والمدافع المحوري بلال العيفة الذي خاض لقاء أولمبي رادس مصابا لكن ذلك لم يمنعه من المشاركة والتألق بشكل لافت جعله أحد عناصر النجاح في مباراة الذهاب...
ورغم الإصابة التي كان يعاني منها العيفة إلا أنه واصل التألق في مباراة الإياب وقدم مستوي كبيرا جعله يعيد إلى الأذهان تألقه السابق مع الأحمر والأبيض وعرف مدافع الإفريقي كيف يوجه زملاءه حتى أنه تدخل في عدة مناسبات لتهدئتهم خاصة مع الصافرة المنحازة التي أغضبت جميع لاعبي الإفريقي إلا أن خبرة العيفة كانت كافية ليواصل زملاؤه التركيز على المباراة ومن بين اللقطات التي أكدت تألق العيفة فرصة الشوط الأول لمهاجم الهلال لكن العيفة تدخل وكان حاسما في حماية الشباك من هدف افتتاحي كان سيعقد المهمة.
ورغم أنه تعرض إلى إصابة قبل المباراة من طرف جماهير الهلال إلا أن الشرفي أكده أنه سيواصل اللعب وسيكون جاهزا للمباراة وهو ما أكده على أرض الملعب حيث كان سدا منيعا أمام هجمات الهلال وكانت تدخلاته ناجعة في حماية عرينه والمساهمة في صعود الإفريقي إلى دوري المجموعات لمسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وحتى ضربة الجزاء التي جاء منها هدف الهلال السوداني كاد الشرفي أن يتصدى لها.
التألق كان جماعيا في النادي الإفريقي بمناسبة مباراتي الذهاب والإياب للدور التمهيدي الثاني إلا أن الثنائي بلال العيفة وسيف الشرفي أكدا المردود الغزير والمحترم المقدم في المباراتين ليؤكد أصحاب الخبرة في الأحمر والأبيض أنهم يبقون الدعامة الأولى في الفريق والقاطرة التي تساهم في الانتصارات.