النادي الافريقي: مباراة الهلال أعادت «الروح».. امتياز للاعبي الخبرة والجماهير تواصل تقديم الدروس

أسعدت الـ«ريمونتادا» التي قادها النادي الإفريقي في مواجهة ذهاب الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال الإفريقية

أمام الهلال السوداني جميع مكونات النادي من مسؤولين وإطار فني ولاعبين وخاصة الجماهير علما بأن الانتصار المحقق أمام أحد كبار الكرة السودانية اقترن بالرغبة الكبيرة وبالعزيمة والبذل والعطاء دون حدود من اجل تحقيق انتصار ثمين قبل موقعة الإياب المبرمجة ليوم الأحد القادم 23 ديسمبر في ملعب «أم درمان».
تأخر الأفارقة في النتيجة لم يثن الجماهير على مواصلة المساندة والدعم وهي رسالة كانت واضحة للاعبين الذين تقبلوها بصدر رحب وترجموها على أرض الميدان بـ3 أهداف كاملة أعلنت عودة الأحمر والأبيض من بعيد في لقاء لم يكن سهلا وأمام منافس محترم خاصة في وسط الميدان في ظل الأسماء التي يمتلكها هلال السودان. صحيح أن الإفريقي حقق نتيجة إيجابية قبل موعد الإياب لكن يبقي الحذر مطلوبا أمام فريق محترم والأهم أن المؤشرات التي أظهرها لاعبو المدرب شهاب الليلي في لقاء الذهاب طمأنت بنسبة كبيرة الجماهير على تحقيق الهدف المرسوم وهو بلوغ دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية.

جمهور حاسم وناجع
الحديث عن جمهور النادي الإفريقي سيتواصل ولن يتوقف في ظل الرسائل العديدة التي يقدمها عشاق الأحمر والأبيض الذين واصلوا ضرب المثل في المساندة وتقديم العون لناديهم فقبل اللقاء كانت التوقعات بأن يكون حضور الجماهير أقل مما منحته السلطات الأمنية إلا أن جماهير الإفريقي حضرت بأعداد كبيرة تجاوزت المتفق عليه بما أن الجميع لاحظ أن مدرجات أولمبي رادس اكتظت بالجماهير التي فاقت 40 ألف متفرج.

الدرس الثاني المقدم من جماهير الأحمر والأبيض هو أن الظروف التي يمر بها الفريق من صعوبات مالية وعقوبات من «الفيفا» والقضايا المرفوعة لن تمنعه من مواصلة مساندته ودعم فريقه بل أكثر من ذلك بما أن التعلق بات كبيرا بالفريق وهو ما يترجم عنه الحضور الكبير في لقاء الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال والجمهور سيلعب دوره الأول في دعم المجموعة إضافة إلى إنعاش الخزينة بعائدات مالية ضرورية.

ولم يمنع تأخر النادي الإفريقي في النتيجة الجماهير من مواصلة المساندة رغم بعض نبرات الغضب على مردود عدد من اللاعبين وهي رسالة وصلت بوضوح لزملاء الدراجي الذي لبوا النداء وانتفضوا وحققوا نتيجة إيجابية استقرت عن 3 أهداف مقابل هدف ليعلنوا فرحة عارمة في المدرجات أكدت أن جمهور الإفريقي يبقي الرقم الصعب والمعادلة الهامة في النادي.
كان لتأهل الإفريقي إلى الدور التمهيدي الثاني الفوز على الجيش الرواندي نصيب كبير لجمهور نادي باب الجديد الذي واصل التأكيد بأنه حاسم وناجع في الانتصارات.

لاعبو الخبرة في الخدمة
عرف ظهور لاعبي الخبرة في النادي الإفريقي جملة من الانتقادات الكبيرة والحديث هنا عن الثلاثي القيدوم في الأحمر والأبيض وسام يحيي وبلال العيفة وزهير الذوادي حيث تحمل الثالوث الانتقادات والتشكيك لكن عندما احتاج الإفريقي إلى خبرة لاعبيه وجدها وبأحلى صورة وفي الوقت المناسب... وسام يحيي عاد بنسبة كبيرة إلى نشاطه الكبير وكان مساهما في الانتصارات الأخيرة المحققة خاصة في مواجهة الجيش الرواندي وشبيبة القيروان لتهدأ الحملات ضدّه ويركز قائد الفريق على اللعب ليعطي أفضل ما لديه وفرحته بالهدف الثاني تؤكد خصال القائد والرغبة الكبيرة في الانتصار.

أما بلال العيفة ورغم الإصابة وعدم الجاهزية الكاملة وخوضه لقاء الهلال السوداني وهو مصاب إلا أنه قدم مباراة محترمة وكان سدا منيعا أمام هجمات المنافس وكان حاسما في تدخلاته وساهم في حصانة الدفاع رغم قيمة الأسماء الهجومية في تركيبة الهلال السوداني ليؤكد العيفة أنه يبقي حلا ناجعا في الرصيد البشري لشهاب الليلي.
أكثر اللاعبين الذين تعرضوا إلى الانتقادات هو الجناح زهير الذوادي وهو ما جعله يخرج من حسابات التشكيلة الأساسية لكن الذوادي انتفض على واقعه في الشوط الثاني لمباراة الهلال السوداني وكان «الكوتشنغ» الناجح والحاسم في تدوين الأفارقة لهدفين فمجهوده الكبير أعاد إلى الأذهان لمساته الفنية فمساهمة الجناح الطائر كانت كبيرة بتمريرتين حاسمتين لكل من الخفيفي والدراجي وبذلك كان الذوادي أحد أبرز نجوم مواجهة الهلال السوداني والأكيد أن ما قدمه سيجعله يعود إلى سالف نشاطه.

بلخيثر يغيب
مثل هدف الهلال السوداني الحسرة الوحيدة للنادي الإفريقي في مواجهة الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال إلا أن تدارك الموقف وتسجيل ثلاثية خففت من وطأة الهدف المقبول خاصة أن المؤشرات تؤكد أن الأفارقة قادرون على التهديف في السودان بالذات في ظل الهنات الدفاعية التي لاحت على المنافس.
وجاءت الأخبار غير السعيدة من المواجهة بعد تأكد غياب الظهير الأيمن الجزائري مختار بلخيثر بعد حصوله على إنذار ثان سيجعله أبرز الغائبين في لقاء العودة في ضربة موجعة جديدة للمدرب شهاب الليلي خاصة مع إصابة الظهير الأخر حمزة العقربي والأهم المردود المستقر والمتميز الذي يقدمه بلخيثر منذ بداية الموسم والذي أكده في لقاء الهلال السوداني حيث كان من أبرز لاعبي الإفريقي في اللقاء سواء بمساهمته الهجومية أو بواجباته الدفاعية.
بلخيثر كان صاحب التمريرة الحاسمة في حصول الشماخي على ضربة الجزاء التي أعادت الإفريقي إلى المواجهة كما أنه تمكن من إيقاف أحد الحلول الهجومية القوية للهلال المتمثلة في البرازيلي «جيوفاني» فيما كانت لقطة إنقاذه لهدف الهلال الثاني في أخر المباراة أحد أهم اللقطات بما أنها حافظت على تقدم الإفريقي وساهمت في تدوينه الهدف الثالث الهام.

عمر العبيدي دائما في البال
عرفت مواجهة الإفريقي والهلال السوداني تخصيص نسبة من عائدات التذاكر إلى عائلة المحروم عمر العبيدي ومكنت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي والدة المرحوم وعائلته من حضور المواجهة حيث لقي تواجد والدته تفاعلا كبيرا من جماهير النادي الإفريقي واللاعبين والإطار الفني في تأكيد جديد على أن العبيدي سيبقي في البال.
صحيح أن تخفيف مصاب والدة عمر العبيدي صعب ومستحيل إلا أن الجماهير واللاعبين والإطار الفني والمسؤولين عبروا عن الوفاء حتى أن جماهير الإفريقي قامت بدخلة بعنوان المرحوم الذي أكدت والدته أنها تبحث عن حق أبنها ومعرفة الحقيقة ومعاقبة المتسبب في رحيل عمر العبيدي الذي سيبقي في أذهان كل عشاق النادي الإفريقي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115