على منافساتها اليوم في الكونغو من خلال خوضه للقاء الترتيبي في الوقت الذي انتظر فيه الكل رؤيته في النهائي ومراهنته على اللقب الرابع في تاريخه، حصيلة أكثر من سيئة للمنتخب الذي فرط في هذه المشاركة أيضا في بطاقة مونديال اليابان 2019 وعاد يجر أذيال خيبة ستلقي بظلالها على خطواته القادمة.
كم سنحتاج من السنوات لبناء منتخب قادر على المراهنة على اللقب القاري وكم سيلزم من الوقت لتكوين جيل كذاك الذي رفع بطولة إفريقيا للأمم في 1974 و1976 و2014؟ هذا ما بات يتبادر الى الأذهان من أسئلة في الوقت الحالي بعد المردود الذي ظهر به المنتخب في المشاركة الحالية في الكونغو، الكل كان يتوقع هزيمة وحيدة للمنتخب في هذه «الكان» أمام المنتخب الأنغولي كالعادة بحكم تفاوت موازين القوى بين الطرفين فالمقارنة لا تجوز مع منافس جاهز بكل عناصر الخبرة وأعد العدة كما يجب وعناصرنا الوطنية التي اكتفت بتدريبات بدنية دون خوض أية مباراة ودية ودون أي اهتمام من كل المحيطين بالمجموعة وحتى من واكب بعض تحضيراتها كان وجوده كعدمه بما ان الفائدة لم تحصل حتى من الناحية المعنوية.
اكتفى المنتخب بالدور ربع النهائي وباتت امامه أكثر من عقبة في سباق «الكان» فبعد أنغولا أصبح يتواجد أيضا منتخب الكونغو الديمقراطية والمنتخب السنغالي وأيضا الكامرون وهذا ما سيزيد من صعوبة المهمة في النسخة المقبلة، نهائيات يبقى من الضروري الشروع في الإعداد لها منذ الان حتى يكون هناك متسع من الوقت للوقوف على كل النقائص وإيجاد الإطار الفني الذي يكون بمقدوره تقديم الإضافة المطلوبة كما كان الحال سابقا مع «باولو بيريرا» والأهم تكوين المجموعة التي تكون قادرة على كسب الرهان والعناصر التي بإمكانها أخذ المشعل عن جيل رجاء التومي ومنى شباح وهيفاء عبد الحق ومنال الكوكي وإيناس الخويلدي ووداد الكيلاني ورفقة الهلالي وغيرهن من اللاعبات اللاتي كن سببا في استعادة اللقب القاري في 2014 بعد ثمانية وثلاثين عاما من الغياب، أسماء لا بد أن تكون قريبة من المنتخب حتى تساهم في تأطير المجموعة الحالية فكلها صاحبة خبرة ومنى شباح تبقى مثالا يحتذى في البذل والعطاء ووجودها في أي مركز سيظل مهما.
يحتاج المنتخب اليوم الى إحاطة أكبر حتى لا تخسر المجموعة البعض من عناصرها وتكون ضحية هذه المشاركة المخيبة للآمال كما كان الحال سابقا مع اكثر من لاعبة، المنتخب يضم عناصر لها إمكانات أكثر من طيبة يبقى من الضروري دعم جهودها حتى تطور من أدائها وتكون جاهزة كل ما دعت الحاجة في الاستحقاقات القادمة التي تبقى «كان» الكامرون في صدارتها وما حققه منتخب الصغريات في المونديال الأخير يبقى من الضروري اعتماده كحجر أساس والبناء عليه للمستقبل فالجيل الموجود في ذاك المنتخب هو جيل المستقبل صحبة بقية عناصر منتخب الكبريات الذي سنشاهد فيه أكثر من لاعبة متميزة خاصة أن حصيلة المحترفات باتت طيبة في الاونة الأخيرة.
البطولة سبب البلية
تبقى البطولة الوطنية العائق الأول الذي يقف عثرة أمام المنتخب وأمام تطلعه في كل مرة نحو تحقيق الأفضل في مشواره بما أن مستواها الذي أقل ما يقال عنه أنه متوسط لا يسمح حتى بالإعداد لخوض مباراة ودية، تغيير نظام البطولة وإحداث أكثر من دورة ودية يبقى مهما من أجل كذلك ايجاد أكثر تنافس بين الفرق وحتى تتمكن اللاعبات من خوض أكثر من مباراة ممكنة باعتبار أن ذلك سيمكنهن من تطوير أدائهن ولو بنسبة فالاكتفاء بالموجود بات لا يفي بالحاجة.
دعم جهود الفرق أمر ضروريا
تعاني فرق البطولة الوطنية من مشاكل عديدة في مقدمتها المشاكل المادية وهذا لن يمكنها من الذهاب بعيدا لا في مشوارها ولا في تحقيق نتائج طيبة أو تكوين جيل للمستقبل، مشكل بسببه صار أكثر من فريق عاجزا حتى عن بلوغ مرحلة التتويج بعد أن كان في وقت غير بعيد يراهن على الألقاب ويفوز بها والأمثلة عديدة وإذا لم يتم دعم جهودها فان الحصيلة ستكون أسوأ مستقبلا لها وللمنتخبات الوطنية على حد السواء.. التكوين القاعدي مطلوب ولكن الفرق وفي ظل الظروف الحالية الصعبة لن يكون بمقدورها بلوغ الأفضل إلا في حال كان هناك الدعم الأول وأوله يبقى من الجامعة المسؤول الأول عن كرة اليد التونسية إناثا وذكورا.
للجامعة نصيب
تتحمل الجامعة النصيب الأكبر في النتائج التي خرج بها المنتخب من هذه المشاركة في «الكان» بما أنها لم تعط الحدث الاهمية التي يستحقها ولم توفر لعناصرنا الوطنية ما يجب توفيره من تحضيرات تواجه بها الفرق الافريقية التي أصبحت تفوقنا اشواطا على كل المستويات، الجامعة ستكون مجبرة على مراجعة سياستها تجاه الفرق والمنتخبات النسائية على حد السواء أكثر من مرة وأن تعاملها بالمثل مثل ما هو الحال مع أندية ومنتخبات الذكور فالراية واحدة راية الوطن ومنتخب السيدات يمثلها أيضا.. تخصيص الدعم المادي الكافي والبحث عن موارد ذاتية لمنتخبات السيدات يبقى أمرا مطلوبا حتى لا تظل في كل مرة في تبعية وتجبر على الاكتفاء بالأدنى المطلوب بتعلة عدم توفر الموارد المادية الكافية والتزامات الجامعة تجاه البقية فقيامها بتربصات في المستوى وخوضها لدورات دولية ودية قبل كل منافسة يظل حقا مشروعا من حقوقها.. وعود المكتب الجامعي الذي فاز في الانتخابات السابقة بفضل أصوات الفرق النسائية يجب ان لا تظل مجرد شعارات وتقييم موضوعي للمشاركة في هذه «الكان» لا بد أن يتم حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته كاملة.
هل يأتي الجديد من سلطة الإشراف؟
يبقى دعم سلطة الإشراف مطلوبا لكرة اليد النسائية التونسية من فرق ومنتخبات فتخصيص ميزانية خاصة بها مع ميزانية الجامعة لن يضرها في شيء بل بالعكس سيزيد من تشجيع لاعباتنا على مزيد البذل والعطاء فوزارة شؤون الشباب والرياضة وزارة كل الرياضات وليست كرة القدم فقط، كرة اليد ما انفكت ترفع الراية الوطنية عاليا في كل المحافل وحيث ما حلت ومد يد المساعدة للجامعة التي تبدو حاليا في حيرة من أمرها بسبب أكثر من مشكل يبقى مهما والكل ينتظر خطوات الوزيرة الجديدة سنية بالشيخ التي تنبئ أولها بأن القادم سيكون أفضل في انتظار التأكيد بأخرى.