منذ أيام بتاجها بينما لم تفصح الجامعة عن قرارها النهائي بخصوص مسابقة السيدات التي كان من المقرر أن تجرى يوم 20 نوفمبر الماضي وتجمع بين النادي الصفاقسي ونسائي قرطاج ولكن تم تأجيلها الى موعد لاحق بسبب الخلاف الذي حصل بين الفريقين بخصوص ملف انتقال اللاعبة رحمة العقربي الى فريق عاصمة الجنوب على سبيل الإعارة من فريقها المنتنيقري.
لم تصدر الجامعة الى حد الان أي بلاغ رسمي بخصوص هذا الملف ولم تعط قرارها النهائي حتى بعد أن تبين أن انتقال رحمة العقربي الى النادي الصفاقسي تم بصفة قانونية، الجامعة كان يجدر بها التوضيح لمعرفة ان كان «سوبر» هذا الموسم سيجرى أم لا خاصة أن نسائي قرطاج قد امتنع عن المشاركة في وقت سابق.. الغاء نسخة هذا الموسم ولئن يظل لقبها رمزيا لا أكثر ولا أقل يبقى أمرا غير مقبول بما ان ذلك سيزيد من هوة المشكل بين الفريقين وسيباعد بينهما أكثر ولذلك فان الجامعة ستكون مضطرة الى ايجاد حل وسط تسوي به هذا الإشكال بصفة نهائية قبل فوات الأوان.
يبقى نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي على حد السواء من أفضل الفرق في البطولة الوطنية في الوقت الراهن والممولان الرئيسيان للمنتخب الوطني ومن الضروري أن يكون بينهما تواصل من اجل مصلحة الكرة الطائرة النسائية التي هي في حاجة اليوم الى تظافر جهود أكثر من طرف حتى تتطلع نحو الأفضل خاصة بعد أن بات أمرها ثانويا منذ مجيء المكتب الجامعي الحالي والدليل ما حدث منذ «كان» الكامرون الى اليوم مع منتخب الكبريات الذي ظلّ دون مدرب ولم يقم بأي تربص يذكر لما يزيد عن العام بدعوى أنه لا توجد منافسات في انتظاره وأن تعيين اطار فني له وبرمجة تدريبات سيزيد من الازمة المالية التي تعيشها الجامعة.
سينتظر الكل الخطوة التالية للجامعة بخصوص موضوع «السوبر» وما ستقرره بشأنه وأيضا خطواتها القادمة في ما يتعلق بمنتخب الكبريات الذي دخل طي النسيان في الوقت الذي كان يفترض أن يكثف من تحضيراته من أجل أن يكون جاهزا للاستحقاقات القادمة سواء تعلق الأمر بالصغريات أو الوسطيات أو الكبريات بعد أن أهدرت فيه جهود جيل كامل بسبب سياسة خاطئة من الجامعة في المقام الأول.
هل تكون تونس وجهة لفرق القارة؟
أعلنت الكنفدرالية الإفريقية للكرة الطائرة مع بداية هذا الأسبوع عن فتحها باب الترشحات أمام فرق القارة لتنظيم بطولة إفريقيا للأمم للأكابر والكبريات في نسختيهما القادمتين، بلادنا لم تستضف مسابقة الأكابر منذ نسخة 2013 التي خسر خلالها منتخبنا اللقب في سوسة بعد هزيمة أمام المنتخب المصري وفي الأكابر منذ 1985 التي رفعت خلالها أول لقب على حساب «الفراعنة».
يبقى من الضروري اليوم عودة بلادنا الى استضافة «الكان» بما أن الكرة الطائرة التونسية في حاجة الى خطوة مثل هذه حتى تؤكد فترة الصحوة التي تعيشها في الاونة الأخيرة خاصة بعد أن استعادت اللقب من مصر في الأكابر والأواسط على حد السواء، منتخب الأكابر فك العقدة بعد أربع عشرة سنة بالتمام والكمال وسيكون مجبرا على دعمها بأخرى خاصة بعد ان بات أمامه منافس اخر الى جانب مصر وهو المنتخب الكامروني القادم على مهل والذي سيكون عقبة أخرى مستقبلا سيما في ظل ما أصبح يتوفر عليه من امكانات من ناحية الرصيد البشري.
الكبريات أيضا
لم يقدر منتخب الكبريات ومنذ 1987 على العودة الى التتويجات وحتى مشاركته في 2009 اقتصرت على الوصافة أمام المنظم المنتخب الجزائري رغم قيمة الأجيال التي تتالت عليه، المنتخب يضم جيلا هو الأفضل منذ سنوات لم يسعفه الحظ في نهائيات الكامرون من تقديم أفضل ما لديه واكتفى بالدور الأول، نتائج كانت الجامعة سببا مباشرا فيها بما انها لم تمكن المنتخب من التحضيرات الكافية التي تمكنه من جاهزية تامة بتعلة أنها لا تملك الامكانات المادية الكافية وباعتبارها تعاني من الديون.
يبقى التدارك قائما في حال رغبت الجامعة في ذلك والحلم أيضا مشروعا للجيل الحالي كما كان الحال مع نسائي قرطاج الذي أعاد تاج بطولة إفريقيا للأندية البطلة بعد غياب لقرابة الثمانية والعشرين عاما، الجامعة ستجد المبررات ذاتها الديون وغياب الموارد الكافية وتنظيمها لبطولة العالم للأصاغر وقد تضيع الفرصة مجددا على المنتخبين بما في ذلك الأكابر الذي لن يكون في مهمة سهلة خلال «كان» 2019.
الدعم يبقى مطلوبا
سيكون موقف الجامعة أقوى بخصوص ملف الترشح لاحتضان احدى المسابقتين «كان» الأكابر أو الكبريات لو حظيت بدعم أكبر من سلطة الإشراف التي تبقى مطالبة بمراجعة قرارها بخصوص أكثر من ملف وفي المقدمة الميزانية حتى يكون بالإمكان توزيعها وبصفة عادلة على مختلف المنتخبات وحتى تفي باستحقاقات الفترة القادمة التي سيكون فيها تنظيم بطولة عالم للأصاغر التي تتطلب لوحدها ميزانية خاصة باعتبار أن النجاح فيها يظل أمرا ملحا من أجل صورة بلادنا والكرة الطائرة التونسية على حد السواء.. الجامعة عليها طرق باب الوزارة مبكرا وأيضا باب أكثر من مستشهر من أجل ايجاد السيولة المادية الكافية التي تمكنها من ان تكون في مستوى الحدث والتطلعات وحتى تكلل جهودها بما هو ايجابي وتواصل نحو الأفضل فقوة المنتخبات ليست فقط في ما تحققه من نتائج وإنما أيضا في ما تنجح في تنظيمه فهل يكون هناك ترشحا من الجامعة لتنظيم احدى المسابقتين القاريتين أم ستكتفي بمونديال الأصاغر؟