الصادر عن الإتحاد الدولي للكرة الطائرة، المنتخب كسب مرتبتين في الترتيب العالمي بما أنه كان يتواجد في المركز 24 بينما لم يتمكن في المقابل من مغادرة مرتبة الوصافة في الترتيب القاري بعد أن ظل مجددا خلف صاحب الزعامة المنتخب المصري الذي حل في المرتبة 13 عالميا في حان كان ترتيب الكامرون 23 بعد ان تقدم بسبعة مراتب كاملة.
تحسن ترتيب المنتخب عالميا وهذه تبقى خطوة أخرى ايجابية ستدفعه الى مزيد البذل والعطاء في قادم الإستحقاقات في مقدمتها نهائيات أمم إفريقيا المقبلة التي سيكون مطالبا بالحفاظ فيها على تاجها حتى يضمن تواجده مباشرة في الأولمبياد دون الحاجة الى خوض الدورات الترشيحية المكلفة من الناحية المادية والتي تبقى خلالها الفرصة غير مضمونة والكل يذكر ان عناصرنا الوطنية فشلت في كسب بطاقة التأهل الى أولمبياد ريو خلال الدورة الترشيحية التي دارت في المكسيك وكلفت المنتخب نفقات قدرت بقرابة نصف المليار مازالت الى حد الان ديونا تعاني منها الجامعة.
كان بالإمكان أن نجد المنتخب في ترتيب عالمي أفضل من الترتيب الحالي لو أنه قدم المطلوب في بطولة العالم الأخيرة التي كانت خلالها الفرصة مواتية أمامه للمراهنة على بلوغ الدور الثاني منها للمرة الثانية في تاريخه ولكن ما حصل كان مغايرا بما أنه تعثر بثلاثة أشواط نظيفة في اللقاء الافتتاحي من تلك المنافسات أمام المنتخب الكامروني وتلك العثرة كلفته الكثير، انسحابا مبكرا وخيبة أمل كبرى بما أن عناصرنا الوطنية كانت قريبة من تحقيق أهدافها بعد الأداء الطيب الذي قدمته في بقية المواجهات لكن الكامرون بعثر أحلامها.
من أجل الأفضل
سيواصل المنتخب الوطني العمل على التدارك دون ادنى شك والجامعة ستكون مطالبة بوضع استراتيجية واضحة للفترة القادمة بما أن هذا بات من مشمولات رئيسها بعد أن قرر أن تكون الإدارة الفنية التي من المفروض أن نجد كل المنتخبات منضوية تحتها بعيدة كل البعد عن منتخب الأكابر وأن يقتصر عملها فقط على منتخبات الشبان ومراكز التكوين، وضع خطة واضحة للمستقبل لا بد أن تكون منذ الان والمدرب الوطني «أنطوني جاكوب» عليه أن يتابع أكثر اجواء البطولة لانتقاء الأفضل للمنتخبين على حد السواء الأكابر والأواسط جيل المستقبل حتى لا تكون هناك حجج واهية في ما بعد وتبريرات غير مقنعة.. العناصر الموجودة سواء في القائمة الرسمية أو الموسعة هي الأفضل ولها من الامكانات ما يمكنها من كسب مختلف الرهانات ولكن ذلك يبقى رهن ما ستوفره الجامعة وما ستضعه على ذمتها من برنامج عمل يتمنى الكل ان لا يكون مثل ذاك الذي رافق تحضيرات عناصرنا الوطنية للمونديال بما ان عثرة أخرى وخاصة في «الكان» المنتظرة تبقى غير مقبولة باعتبارها ستعيد المنتخب الى نقطة البداية سيما أن المنافسة خلالها ستكون كبيرة لا من المنتخب المصري فقط وإنما من الكامرون الذي بات منافسا لا يستهان به والذي يضم في صفوفه رصيد بشري ومجموعة طرقت باب الاحتراف وحسنت وضعيتها على كل المستويات.
الأمور المادية ضرورية
لن يكون بالإمكان الحفاظ على هذه مرتبة العالمية إلا في حال توفرت الظروف المادية الأفضل للمنتخب، ظروف مادية لن تتحسن إلا اذا كانت هناك لجنة استشهار قادرة على استقطاب وطرق باب أكبر المستشهرين ونيل ثقتهم كما هو الحال في أكثر من رياضة جماعية أخرى، الجامعة نجحت سابقا في خطوة وعليها التأكيد بثانية بعد ان تبين أن الأمر ليس بالكافي خاصة في ظل الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر كافة المنتخبات دون استثناء سواء الأواسط الذي سيشارك في مونديال البحرين 2019 أو الأصاغر الذي سينظم لأول مرة في تاريخ الكرة الطائرة التونسية بطولة عالم.. الجامعة عليها استغلال كل نقطة ايجابية لإنجاح هذه الخطوة وفي مقدمتها الهيمنة القارية التي فرضتها مؤخرا في الأكابر والأواسط والاتفاقية التي وقعتها مؤخرا مع نظيرتها الفرنسية والتي تدل على الخطوة الهامة التي خطتها الكرة الطائرة التونسية خاصة بتواجد الثنائي الدولي وسيم بن طارة وإسماعيل معلى هناك في البطولة الفرنسية.
الاحتراف أيضا
لن يكون بالمقدور المحافظة على كل هذه النقاط الايجابية التي حصدها المنتخب الى حد الان إلا في حال تمت معالجة أهم الملفات داخل أسوار الجامعة أولا، ملفات يبقى في طليعتها اعادة النظر في موضوع الاحتراف الذي بات كابوسا لأكثر من لاعب في الفترة الأخيرة بعد ان حالت القوانين الموجودة بينه وبين أحلامه فالاحتراف ضرورة ومن دونه سيقف المنتخب عند هذا الحد ولن يكون بمقدوره التقدم حتى على المستوى العربي بما أن المنافسة باتت اكثر من كبيرة من مصر والكامرون الذي أصبح يضم منتخبا محترفا بأكمله في صفوفه وسيكون عقبة أخرى أمام عناصرنا الوطنية في «الكان» القادمة.
تبقى اعادة النظر في هذا الملف أكثر من ضرورية بما أن الأمر لم يتغير خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة التي دارت في أفريل الماضي والتي علقت عليها امال كبيرة في المضي قدما في هذا الموضوع بما انه كان من أهم النقاط التي خصصت في جدول أعمال تلك الجلسة.. من يريد الأفضل اليوم عليه أن يبادر ويغير من قوانينه أولا قبل التطلع الى شراكة أو تعاون قد تبقى مجرد حبر على ورق وقد لا تحصل منها أية فائدة فالبداية تكون «بكنس» الداخل وتغيير ما يمكن تغييره من قوانين بالية أكل عليها الدهر وشرب وباتت بعيدة كل البعد عن ما نعيشه اليوم من تطور على كل المستويات.
إنه لمن غير المعقول اليوم أن يظل اللاعب مقيدا بقوانين لا تخول له الانتقال من فريقه الى فريق اخر او الاحتراف إلا في حال تجاوز سن الثلاثين وعاجزا عن التمتع بأبسط حق من حقوقه حلم خوض تجربة خارج حدود الوطن يثري بها مسيرته ويكون من خلالها قدوة لجيل بأكمله، الجامعة وفي حال أرادت التطلع الى مستقبل أفضل عليها في المقام الأول البدء بالأساس حتى تكون الأسس متينة من خلال تغيير قوانينها حتى تكون مواكبة للوقت الراهن وعصرنة إدارتها وإعطاء الأهم اللازمة لإدارتها الفنية لأن هذا ما تقوم عليه جل المنتخبات التي يبقى المرور حذوها والحفاظ على الترتيب العالمي الحالي أمرا صعب المنال في حال ظلت «دار لقمان على حالها» فهل يسكب الكتب الجامعي رهان المرحلة القادمة أم يفشل في المهمة؟