باب الجديد منذ أول موسم كروي في بلدنا أن تكبد 4 هزائم متتالية مع احتلال المركز قبل الأخير برصيد 4 نقاط فرضت وضعية صعبة في محيط النادي خاصة أن المؤشرات المستقبلية لا تبدو ملائمة لانتفاضة على الواقع المرير الذي يمر به الأحمر والأبيض.
انقسامات كبيرة في محيط القرار في النادي الإفريقي إضافة إلى تحركات في الكواليس من أجل إنهاء مهام الهيئة الحالية مع مشاكل وقضايا لدى لجنة النزاعات سواء للاتحاد الإفريقي أو الجامعة التونسية ليزيد المردود المحير للاعبين وعدم القدرة على تجاوز الظروف الحالية في تأزيم الأوضاع ليجد النادي الإفريقي نفسه في نفق مظلم ووضعية معقدة جعلت الجميع يطرحون سؤال من أوصل الفريق إلى هذه الوضعية ومن يتحمل المسؤولية.
بداية الموسم الماضي كانت كذلك كارثية لكن يبقى الأمل أن يستوعب الجميع الدرس إلا أن الواقع أكد غير ذلك بما أن الوضعية باتت أكثر صعوبة وكأن الإفريقي فرض عليه عيش الوضعيات الصعبة رغم أن نهاية الموسم كانت مثالية بحصد الفريق لقب الكأس والعودة من جديد إلى المشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية لكن استثمار ذلك أجهض لتكون الحصيلة أزمة نتائج وثقة يمر بها النادي الإفريقي.
اللاعبون سبب الداء
صحيح أن الاختيار على المدرب البلجيكي «جوزي ريغا» كان قرارا غير موفق وهذا ما أعلنته نتائج الإفريقي في بداية الموسم ليخرج لاعبو الإفريقي من دائرة الاتهام ويتحمل البلجيكي الحصيلة السلبية لكن بعد قرار تنحية وتكليف المدرب شهاب الليلي بمهمة إعادة التوازن إلى الفريق تواصلت النتائج السلبية بحصد هزيمتين أمام النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي وهذا ما يقيم الدليل أن أزمة النتائج ليست من صناعة الإطار الفني فقط والذي يتحمل قسطا من ذلك حتى المدرب شهاب الليلي الذي اختار مواصلة أخطاء سالفه بالتعويل على أسماء أكدت المباريات أنها ليست في المستوي المأمول.
ما وصل إليه النادي الإفريقي في بداية هذا الموسم وبعد مرور 6 جولات من الرابطة المحترفة تشترك فيه جميع الأطراف لكن القسط الأكبر يتحمله لاعبو الفريق الذين لم ينتفضوا على الواقع رغم تأكيدهم على أن البداية الحقيقة ستكون ضد النادي البنزرتي إلا أنهم لم يقووا على تقديم مستوي يرتقي لأسماء الإفريقي أو الجماهير التي واصلت مساندتهم ودعهم طيلة المباراة لكن كالعادة خذل لاعبو الأحمر والأبيض الجميع.
الغريب أن الجميع انتظر ردة فعل من اللاعبين لكنها لم تأت إذ كان المردود كارثيا ليؤكد أن المجموعة الحالية لا تملك المقومات لقيادة النادي الإفريقي وضرورة تحميلها مسؤوليتها مطلوب بل أكثر من ذلك بل الضرب القوى سيكون أحد الحلول حتى يعوا الوضعية التي أوصلوا إليها الفريق ما هو مؤكد أن أحد النقاط السلبية في الإفريقي الحالي هو اللاعبون الذين باتوا النقطة الأضعف والضرب على أيديهم ضروري.
«العزري أقوى من سيدو»
أن يغيب رد الفعل بعد سلسلة الهزائم المحققة فذلك تأكيد على أن اللاعبين هم أسباب الداء وما وصل إليه النادي الإفريقي لكن الغريب أن لاعبي نادي باب الجديد يملكون قناعة أنهم أقوى من الجميع في هذه الفترة سواء الهيئة المديرة بمسؤوليها وحتى رئيسها وصولا إلى الإطار الفني وهنا نستحضر المثل الشعبي التونسي «العزري أقوى من سيدو» بما أن الواقع يؤكد أن اللاعبين الذين أكدوا فشلهم في المباريات يجدون أنفسهم أساسيين وحتى إذا بحث المدرب عن التخلي عنهم يجد فيتو من المسؤولين.
الكل يتذكر حادثة غياب أيمن المثلوثي عن التمارين بقرار فردي لكنه ورغم مطالبة الجميع بتسليط عقوبة عليه حتى تؤكد الهيئة قوتها وتفرض نفسها في حجرات الملابس لم تأت بل أكثر من ذلك عاد المثلوثي لحماية العرين في مواجهة النادي البنزرتي في تأكيد على ضعف المسؤولين لتؤكد هذه الحادثة مدى قوة الهيئة الحالية.
الهيئة باتت مطالبة اليوم بالتحرك وفرض نفسها من جديد سيما أن الوضعية لم تعد تحتمل لعب دور المتفرج والضرب بقوة في المجموعة سيكون ناجعا بما أن أبلاغ الرسائل القوية مطلوب حتى يعود اللاعبون إلى الجادة ويعوا أن أي خروج عن النص أو عدم تقديم الإضافة يعاني الخروج من الفريق والتجميد إلى حين الميركاتو الشتوي.
تحرك منتظر
أكدت مصادر لـ«المغرب» أن الهيئة المديرة وبعد الهزيمة الأخيرة أمام النادي البنزرتي وأمام الغضب الجماهيري الكبير تبحث عن تحرك يهدئ الأجواء على الأقل خاصة أن الجماهير تنادي بضرورة الضرب بقوة في المجموعة حيث من المنتظر أن تجلس إلى المدرب شهاب الليلي من أجل تصريحاته الأخيرة عن محدودية عدد كبير من اللاعبين وحتمية إخراجهم من الحسابات في ظل مرودهم الكارثي منذ بداية الموسم وحسب معلوماتنا فإن العقوبات ستصل إلى إبعادهم عن المجموعة في هذه الفترة ومن بين الأسماء المدافع المحوري بلال العيفة الذي مازال لم يتمكن من التقليص من الوزن الزائد ولن يكون العيفة الوحيد بما أن كل الحلول فاشلة من المهاجم الغاني «دريك ساراسكو» الذي سيكون خارج الحسابات في قادم المواعيد في ظل المردود المحير الذي قدمه.
التحرك لن يقتصر على هذا الثنائي فقط بما أن مصادرنا أكدت أن المسؤولين سيتحدثون مع عدد من اللاعبين لمطالبتهم بالتدارك حتى لايعرفوا سيناريو العيفة والمهاجم الغاني ومن بين الأسماء القائد وسام يحي وزهير الذوادي وعلي العابدي وغازي العيادي والذين يعتبرون كوادر النادي الإفريقي إلا أن مردودهم منذ بداية الموسم بات يطرح عدة نقاط استفهام وخاصة في المواجهة الأخيرة التي كان فيها الرباعي أهم نقاط الضعف.