في الأيام القليلة الماضية بعد القرار الصادر عن وزارة شؤون الشباب والرياضة القاضي باستعادتها لكافة موظفيها وأطرها الفنية التي تشتغل مع الجامعات أو الوزارات الأخرى، هذا القرار المؤقت أُتخذ من قبل سلطة الإشراف مراعاة للضغط الكبير الذي تواجهه الكتابة العامة بسبب المشاركة المنتظرة لمنتخب الأكابر في المونديال ومنتخب الكبريات في «الكان» وعودة البطولة الى النشاط.
تبقى هذه الخطوة ولو مؤقتا ايجابية من سلطة الإشراف بما انها ستمكن الكتابة العامة للجامعة من معالجة كل الملفات قبل المونديال والحسم في كل المسائل التي تهم فرق البطولة الوطنية ووحده امير السعدي سيمكن له الإضطلاع بهذا الدور على أتم وجه بما أنه على بينة تامة بكل المراسلات الدولية ومشاكل الأندية، الأمور ستعود الى طبيعتها في الكتابة العامة والجامعة سيتوجب عليها استغلال الفرصة والبدء في مفاوضات جديدة مع سلطة الإشراف من أجل الإبقاء على «السعدي» في مهامه حتى تتجنب مشقة البحث عن البديل الذي قد لا يكون بالمواصفات المطلوبة خاصة بعد المجهودات التي بذلتها من أجل تأطير الكاتب العام وتكوينه كما يجب منذ سنوات.
سيعود أمير السعدي الى مهامه والجامعة عليها أن تبذل قصارى جهدها أيضا لاستعادة خدمات وليد العوجي المكلف بالإعلام الذي يبقى دوره أكثر من هام في تواصلها مع مختلف وسائل الإعلام والحلقة التي لا يمكن أن تفقدها حتى تحافظ على سياستها الإتصالية خاصة مع عودة البطولة الى النشاط وانطلاق تحضيرات منتخبي الأكابر والكبريات للمونديال ونهائيات أمم إفريقيا القادمين وبدونه لن تتمكن الجامعة من ايصال المعلومة الكافية والحينية.
هل ستفلح الجامعة في مسعاها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها؟ هذا ما ستفصح عنه الأيام القليلة القادمة التي تفيد مؤشراتها الأولية أن مهمة الجامعة خلالها لن تكون سهلة بالمرة خاصة في ما يتعلق بالأمور المادية، الجامعة ستكون مجبرة على ايجاد مواردها المالية الذاتية اذا أرادت انحاج ما ينتظرها وفي المقدمة «كان» 2020 التي ستستضيفها بما ان ما توفره سلطة الإشراف لن يكون كافيا.
البداية من المكنين وهيبون
بدأت موجة الاستقالات مبكرا في البطولة الوطنية خلال هذا الموسم وبعد مرور جولة فقط منها استغنى سبورتينغ المكنين عن خدمات نبيل زخامة وسيعوضه هشام مقنم ونادي هيبون غادره الناصر شباح وسيقود اطاره الفني بداية من الجولة المقبلة التي ستدور مبارياتها يوم 29 سبتمبر الجاري لسعد بشة، الفريقان انهزما في الجولة الإفتتاحية ولكن ذلك لا يعني أنهما خسرا مكانيهما بين فرق النخبة فالموسم مازال في أول خطوة وكان بإمكان الهيئة المديرة لكل فريق اعطاء المدربين الاثنين فرصة اخرى بما ان الإستمرارية مطلوبة و»زخامة» و»شباح» تم التعاقد معهما سابقا عن قناعة وأشرفا على أهم التحضيرات للموسم الجديد الذي سنشاهد خلاله هزائم بفارق عريض في اكثر من مباراة خاصة في ظل النظام الجديد للبطولة والتقسيم الذي تم اعتماده في مختلف المجموعات.
للتحكيم نصيب
لم تقف مخلفات الجولة الأولى عند مغادرة نبيل زخامة والناصر شباح على التوالي لسبورتينغ المكنين ونادي هيبون بما أن الأمر طال أيضا التحكيم الذي خسر خدمات الحكمة الدولية اكرام الشاوش عبيد التي أعلنت عن استقالتها بعد ثماني عشرة سنة من العمل منها عشر سنوات كحكمة دولية، خسارة أخرى للتحيكم التونسي الذي غادره في الاونة الأخيرة الثنائي سمير كريشان وسمير مخلوف بسبب العراقيل التي وضعتها الجامعة حتى لا يشاركا في ادارة مباريات النسخة الأخيرة من الألعاب المتوسطية التي أقيمت في اسبانيا ومن قبلها الألعاب الجامعية في كرواتيا.
تقيم هذه الإستقالات الدليل على المشاكل الموجودة داخل الإدارة الوطنية للتحكيم وعجز الجامعة عن ايجاد مخرج لها في كل مرة، استقالات قد تليها أخرى إذا تواصل الأمر على حاله وإذا لم تعالج الجامعة الملفات العالقة والهامة في مقدمتها تلك المتعلقة بمستحقاتهم المالية والدورات التكوينية اللازمة والأكيد أن كل ما يحصل سيكون له انعكاس سلبي على حد السواء على مستوى البطولة وكرة اليد التونسية التي تخسر في كل مرة كفاءة من كفاءاتها التي بذلت جهودا كبيرة ونفقات أكبر لتكوينها.