والنفسية والتي تساعده على تجاوز محنته وصولاً إلى تكريس موقعه الفاعل في المجتمع ممّا جعل الرياضي الباراأولمبي اليوم يتحول إلى رمز وطني للتألق والتفوق وشكّل موضع افتخار كبير للشعب كله فمنذ مشاركاتهم الأولى بالألعاب الباراأولمبية بسيول سنة 1988 وبطولات العالم لم يغب أبطالنا عن بوديوم التتويج حتى أصبح جل المتابعين للشأن الرياضي في تونس يعتبرون رياضة المعوقين ورياضييها النجوم الحقيقيين الجديرين بمزيد الدعم والإحاطة.
وفي هذا الإطار كان لـ«للمغرب» لقاء بالرئيس الجديد للجامعة التونسية لرياضة المعوقين السيد حبيب سمشة للوقوف على البرنامج الجديد للجامعة والاشكاليات التي تعيشها رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من النقاط المتعلقة بمستقبل هذه الرياضة...
أولا لو تقدم نفسك للقراء حتى نتعرف عن قرب على الرئيس الجديد للجامعة؟
حبيب سمشة الرئيس الجديد للجامعة التونسية لرياضة المعوقين أستاذ تربية مميز في التربية البدنية والأنشطة الرياضية الملائمة وخبير في شؤون رياضة المعوقين، وكنت قد شغلت خطة مدير فني ومدرب المنتخب الوطني الكويتي للعدو على الكراسي.
تقلدتم رئاسة الجامعة مؤخرا كيف وجدتم الأوضاع داخلها؟
طبعًا وكما تعلمون لم يمض على تسلمنا مقاليد التسيير إلا شهران فقط، ونحن بصدد إجراء تقييم عام للأوضاع داخل الجامعة خاصة من النواحي الفنية والإدارية والمالية، وسنعقد في الأيام القادمة ندوة صحفية لتسليط الضوء حول وضعية الجامعة والبرامج المستقبلية.
كيف تقيم المشهد العام لرياضة المعوقين؟
رغم وجود الصعوبات وبعض الاضطرابات في الجمعيات الرياضية خاصة على مستوى الإمكانيات وتنّوع الأنشطة وتحديدا في بعض المناطق الداخلية إلا أننا نلاحظ أن رياضة المعوقين لم تعرف مشاكل كبيرة مقارنة ببقية الرياضات الأخرى لكون الأندية والرياضيين يبذلون مجهودات جبارة ويحرصون على المشاركة في مختلف التظاهرات والجامعة الجديدة ستعمل على تثمين هذه الجهود وستسعى لنشر عديد الاختصاصات الجديدة في كل مناطق ولايات الجمهورية, وفي نفس الإطار قمنا بإعداد برنامج كامل لتشجيع الأولياء لدفع منظوريهم المعوقين لممارسة الأنشطة الرياضية سواء الترفيهية أو النخبوية وهذا سيساهم في مزيد نشر الرياضة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة ويضمن تواصلها وتطورها من منطلق إعداد عناصر جديدة واكتشافها لتطعيم الفريق الوطني ضمانا لمواصلة التألق وفرض اللون لإعلاء الراية الوطنية عالية في كل المحافل الدوليّة.
على ذكر التظاهرات القادمة وخاصة منها بطولة العالم 2019 والألعاب الباراأولمبية طوكيو 2020 كيف ترى حظوظنا في هذه المشاركات المرتقبة؟
بالنسبة للإعداد والتحضير للألعاب الباراأولمبية فإنه ينطلق على أقل تقدير 4 سنوات قبل الدورة من خلال منهجية عمل وتحديد أهداف مرحلية تساهم في تحقيق الأهداف النهائية للألعاب وتضمن بلوغها، وبما أن جامعتنا جديدة ولم يتبق على هذا الحدث الهام إلا سنتان فنحن سنواصل بكل جهد وعزم تجاوز النقائص السابقة وتوفير كل متطلبات النجاح من تدريب ورعاية صحية ومعدات متطورة وملائمة وتربصات مغلقة وستكون التظاهرات القادمة كبطولة العالم في العام المقبل الإختبار الحقيقي لمدى جاهزية أبطالنا واستعداداتهم للدفاع عن أرقامنا وتشريف الراية الوطنية كالعادة.
كيف يقع تمويل المنتخب والجامعة؟
لا يخفى على أحد أن الرياضة اليوم تتطلب كثيرا من الدعم والميزانية المرصودة أصبحت لا تفي بتغطية كافة الحاجيات لذلك نحن نأمل أن يقع الترفيع فيها ولا ننسى دور المستشهرين الهام وندعوهم إلى مواصلة العمل سويا في سبيل تحقيق الهدف الأسمى الذي هو رفع الراية الوطنية ومزيد الإحاطة بهاته الفئات الاجتماعية التي نفتخر بها. كذلك نحن نرجو كجامعة أن يقع الترفيع في منح عقود أهداف النخبة المسندة للرياضيين المعوقين باعتبار انجازاتهم وتشريفهم للراية الوطنية شأنهم في ذلك شأن بقية الرياضيين الأسوياء، وكذلك دعمنا لبناء مركز خاص لإقامة للنخبة الوطنية بتونس باعتبار خصوصيات رياضة المعوقين.
ماهي برامجكم وكيف ستسطيعون تحقيق الأهداف المرسومة؟
يجب أن يعلم الجميع أن تواجدنا على رأس الجامعة ليس تشريفا بقدر ما هو تكليف من طرف النوادي التي وضعت ثقتها في هذا المكتب الجديد إيمانا منها بضرورة التداول والتطوير والتجديد ونحن سنعمل على تحقيق الهدف الأسمى وهو الرفع من مكانة هاته الرياضة التي تستحق مزيدا من الاهتمام، وسنسعى بتضافر جهود كل الأطراف المتداخلة من سلط إشراف ونوادي ورياضيين ومسؤولين على أن نحقق ما يرنو إليه الجميع وهو النجاح والتألق.
كلمة الختام؟
إن رياضتنا ورغم انجازاتها الكبيرة كانت دوما في وسائل الإعلام رياضة مناسبات ولا تحظى بنفس الأهمية التي تجدها الرياضات الجماعية وهذه مناسبة أريد فيها التوجه بطلب إلى الإعلاميين ووسائل الإعلام لمزيد التركيز على الرياضات الفردية التي تحمل آمالنا في كل المحافل الدولية ولنعمل كل من موقعه على إعطاء هذه الاختصاصات المكانة التي تستحقها.