من تجاوز البداية الكارثية للموسم الماضي مع المدرب الإيطالي «ماركو سيموني» حيث كانت للنتائج السلبية المحققة تأثيرات كبيرة على بقية مشوار البطولة وفرضت على الأفارقة التغير سواء إداريا أو فنيا لتكون الحصيلة انتفاضة كاملة في الشطر الثاني من البطولة ونتائج لم يعرفها الفريق منذ مواسم.
بداية هذا الموسم أعادت إلى الأذهان حقبة الإيطالي خاصة أن المدرب البلجيكي لم يهتد بعد إلى رسم ملامح واضحة للمجموعة رغم أن الفترة التي قضاها مع الفريق كافية لتعلن الهزيمة الأخيرة أمام الملعب القابسي ثورة على البلجيكي ورصيده البشري وحتى الهيئة المديرة التي سيبدو أنها تحركت في ظل موجة الانتقادات الواسعة.
لحسن حظ الأفارقة أن البطولة ستركن للراحة لمدة 3 أسابيع تقريبا وهو ما سيفرض تعديل الأوتار سواء من المسؤولين أو المدربين واللاعبين خاصة مع الغضب الكبير الذي لاح على الجماهير بعد المردود المقدم من الفريق في الثلاث جولات الماضية.
نفس الحصيلة
حقق النادي الإفريقي إلى غاية الجولة الثالثة 4 نقاط جاءت بعد تعادل في الجولة الافتتاحية أمام نادي حمام الأنف وفوز أمام الاتحاد المنستيري بهدف يتيم وهزيمة أمام الملعب القابسي بنتيجة هدف دون مقابل لتعلن هذه الحصيلة الفزع لدى جماهير الأحمر والأبيض بما أنها أعادت إلى الأذهان سيناريو الموسم الماضي حيث تحصل الأفارقة في نفس الحقبة مع المدرب الإيطالي «ماركو سيموني» على 4 نقاط جاءت بعد الفوز على مستقبل قابس وتعادل أمام الاتحاد المنستيري وهزيمة أمام الملعب التونسي لتزيد معادلة الأرقام وتطابقها في الخوف من ذات السيناريو.
ما زاد في خوف جماهير النادي الإفريقي هو أن المردود المقدم من المجموعة يتشابه مع قدمه الأفارقة مع المدرب الإيطالي الذي عجز عن التعامل مع المجموعة ولم يقو على تحديد مكمن المشاكل في الفريق حتى أنه لم يستقر على التشكيلة المثالية وهو ما تعيبه الجماهير على المدرب الحالي «جوزي ريغا» الذي أكدت المواجهة الأخيرة أنه لم يتمكن إلى حدود اليوم من تحديد مشاكل الفريق والتعامل معها بل أنه واصل نفس أخطاء الجولات الماضية ليزيد من معاناة الأفارقة الذين وجدوا أنفسهم أمام نفس سيناريو بداية الموسم الماضي والأكيد أن التدخل بات مطلوبا حتى لا يواصل الأحمر والأبيض نزيف النقاط ويتحسر على ضياع البدايات التي أكد الموسم الماضي أنها تحسم بشكل كبير وجهة النهايات.
منتدبون خارج الخدمة
أغلق الميركاتو الصيفي لفرق الرابطة المحترفة الأولى أبوابة ليلة 15 سبتمبر بحصيلة تمثلت في 14 لاعبا تمكنت هيئة الأحمر والأبيض من التعاقد معهم منهم من تم تسجيله على حساب الأصناف الشابة حتى يتسنى للفريق التعاقد مع عدد أكبر من اللاعبين والغريب أن زيجات الإفريقي الصيفية وإلى حدود الجولة الثالثة من الرابطة المحترفة كانت خارج الخدمة تماما وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام عن ملف التعاقدات في نادي باب الجديد وكيفية الاختيار والتقييم.
بالعودة إلى التشكيلة الأساسية في أخر مواجهة نرى أن لاعبا وحيدا من التعاقدات الصيفية سجل حضوره في التشكيلة والحديث عن المهاجم الغاني «دريك ساسركو» الذي جدد حضوره الصوري في المباريات ولم يتمكن من تقديم الإضافة بل كان عبءا ثقيلا على هجوم الإفريقي فيما اقتصر حضوره الثنائي العبيدي ومشارك على دقائق في الفترة الثانية فيما كانت البقية خارج نطاق الخدمة سواء على مقاعد البدلاء أو في المدرجات ليؤكد هذا المعطي كيف تم ملف الانتدابات في النادي الإفريقي.
معطي أخر يزيد من الاستفهام هو التعاقد مع لاعبين ثم إعارتهم إلى فرق أخرى على غرار قائد القوافل السابق أيوب التليلي الذي تمت إعارته إلى الملعب القابسي فيما خرج صبري العماري من الحسابات رغم أنه كان أول تعاقدات الأفارقة والتي لم تفعل ليجد نفسه في اتحاد بن قردان أما ملف الحارس أيمن المثلوثي فقد أسال من الحبر الكثير بما أنه قرر بمفرده الخروج من الحسابات والابتعاد عن الفريق ليبقي السؤال كيف ستتعامل الهيئة سيما أن باب الميركاتو أغلق دون حل ودي بين الطرفين.
أسئلة كثيرة عن زيجات الإفريقي الصيفية وإلى متى يبقي الانتظار بشأن إضافتها للفريق ولا نريد السقوط في فخ الحديث عن «السماسرة» الذين باتوا موضوع حديث جماهير الإفريقي في ملف التعاقدات الأخيرة.
وانطلق الحديث عن البديل
زاد تصريح المدرب البلجيكي «جوزي ريغا» أثر الهزيمة الأخيرة والتي تحدث فيها عن نقص الفريق لهداف وأن المجموعة الحالية لا تملك من يضع الكرة في الشباك في الانتقادات الموجه له بل أكثر من ذلك بما أن الكواليس تؤكد تحركات لعدد من المسؤولين من أجل البحث عن مدرب جديد يعيد الاتزان للمجموعة سيما أن الخوف تسلل إلى النفوس بعودة سيناريو بداية الموسم الماضي...
تحدثنا سابقا أن مباراة الملعب القابسي ستكون بمثابة الامتحان الحقيقي للمدرب البلجيكي وبعد النتيجة الحاصلة والاختيارات فإن شقا كبيرا من المسؤولين يريد التغير حيث أصبح ينادي بضرورة تنحي «جوزي ريغا» في هذا التوقيت حتى لا يواصل الفريق نزيف النقاط ويسيطر الشك على المجموعة والأهم أن التوقيت يعد مناسبا في ظل توقف البطولة حيث تؤكد معلوماتنا أن الثنائي «قيس اليعقوبي» والفرنسي «برتران مارشان» من بين الأسماء المتواجدة على الأجندة إضافة إلى المدرب «لسعد الدريدي»... في المقابل يتحفظ عدد من المسؤولين بشأن القطيعة مع البلجيكي مع التأكيد أنه لم ينل الفرصة كاملة ولا يمكن الحكم على خصاله بعد 3 جولات سيما مع المردود المقدم من المجموعة وعدم جاهزية عدد كبير من اللاعبين وبين هذا وذاك فإن الكرة الآن في مرمى عبد السلام اليونسي ومقربيه من أجل الحسم في مستقبل المدرب الذي يبدو أن تجربته لن تطول كثيرا بما أن فتح أبواب المغادرة قد تم.