الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 وجد الأفارقة أنفسهم أمام حتمية خوض مباريات ودية لتأتي الدعوة المصرية في توقيتها المناسب حتى يتسنى للمدرب البلجيكي «جوزي ريغا» مزيد الوقوف على خصال المجموعة وخاصة بعض الأوراق البديلة.
وسيكون ملعب «بيتور سبورت» مسرحا للمواجهة التي ستجمع اليوم النادي الإفريقي بمضيفه نادي الأهرام المصري في لقاء يأمل المدرب البلجيكي أن يكون بروفة مثالية لبقية مشوار البطولة الوطنية والأهم أن يقدم البدلاء وجها مرضيا حتى يدخلوا الحسابات في قادم المواعيد سيما أن مواجهتي حمام الأنف والاتحاد المنستيري أكدت أن الأفارقة مازالوا يبحثون عن أنفسهم فيما لا يزال المدرب البلجيكي «جوزي ريغا» لم يستقر على ملامح التشكيلة الأساسية والتي يبدو أنها لم تتبلور بعد في ذهنه في ظل عدم جاهزية عدد كبير من اللاعبين.
جماهير النادي الإفريقي ستكون بإمكانها متابعة المواجهة الودية المنتظرة اليوم على قناة نادي «بيراميدز» وذلك في تمام الساعة السادسة ظهرا بتوقيت تونس.
ثقة متجددة
تؤكد الكواليس القادمة من العاصمة المصرية القاهرة أن مدرب النادي الإفريقي البلجيكي «جوزي ريغا» سيجدد الثقة في قلب الهجوم الغاني «دريك ساسراكو» ليكون أساسيا اليوم أمام الفريق المصري خاصة أنه يرى أن الغاني هو الأفضل حاليا في الرصيد البشري الذي يفتقد منافسا للمهاجم الغاني والأهم أن ينال المهاجم أكثر توقيت لعب خاصة أن المباراتين الماضيتين أكدتا أن «دريك ساسراكو» ليس جاهزا بدنيا ولا بد أن يخضع لبرنامج بدني خاص حتى يصل إلى الجاهزية التي ستعود عليه بالنفع وعلى هجوم النادي الإفريقي.
ويبدو أن الفني البلجيكي يطمح لمزيد معاينة أين وصل الانسجام بين المهاجم الجديد وبقية عناصر الفريق وخاصة لاعبي وسط الميدان والهجوم خاصة أن الفلسفة التكتيكية لـ»ريغا» تقوم على عمل كبير للمهاجم الغاني الذي أكد أنه يملك خصالا محترمة لكن عامل الجاهزية البدنية كان عائقا أمامه والأكيد أن مواجهة اليوم ستكون مفيدة لـ«دريك ساسراكو» بما أنها ستعلن بشكل كبير وحاسم عن أحقيته بقيادة هجوم النادي الإفريقي الثابت أن الفني البلجيكي يطمح لمنح لاعبه أكثر توقيت لعب لعله يهتدي إلى الشباك وهو ما يتمناه الإطار الفني سيما أنه سيمنح «ساسراكو» ثقة هو في حاجة إليها.
منافسة ثنائية
لم يستقر المدرب البلجيكي للأحمر والأبيض بعد عن شريك القائد «فخر الدين الجزيري» في محور الدفاع حيث عرفت التمارين تواجد كل من سامي الهمامي وبلال العيفة وهو ما يؤكد أن الإطار الفني لم يحدد بعد من سيكون الأساسي اليوم في البروفة الودية رغم أن المؤشرات تؤكد أن البلجيكي لن يغير في التركيبة التي لعبت في المواجهة الأخيرة أمام الاتحاد المنستيري إلا أن مصدرنا أكد أن المدرب لم يكن مقتنعا بما قدمه الهمامي في اللقاء الأخير وهو ما دفعه لإعادة التفكير في مصير بلال العيفة الذي خرج من الحسابات بعد مباراة حمام الأنف.
محدودية الخيارات الدفاعية بعد العقوبة على العياشي جعلت الصراع يكون ثنائيا بين الهمامي والعيفة بما أن الجزيري ثبت نفسه أساسيا بعد المردود المحترم المقدم في لقاء الاتحاد المنستيري فيما زاد خروج «دياكيتي» من الحسابات في محدودية الاختيارات في محور الدفاع الذي يبدو أنه يشغل بال المدرب البلجيكي في ظل عدم اقتناعه بما يقدمه الثنائي سامي الهمامي وبلال العيفة اللذين باتت المنافسة بينهما على أشدها من أجل إعادة إقناع «جوزي ريغا» بالتواجد مجددا في التشكيلة الأساسية.
على صعيد أخر مازال مسؤولو النادي الإفريقي يبحثون عن تعزيز الفريق خاصة من الناحية الدفاعية بعد سقوط صفقة المدافع المالي»عبدولاي دياكيتي» حيث تحدث المدرب البلجيكي مع الهيئة وطلب البحث عن مدافع محوري جديد يعزز الرصيد البشري في ظل الالتزامات القادمة لفريق باب الجديد.
لجنة النزاعات مجددا
بات ملف النزاعات والعقوبات والشكاوى في النادي الإفريقي مملا خاصة أن الواقع الحالي يعلن الجديد بين الفترة والأخرى عن ملف جديد سيجعل الأفارقة مجددا أمام طائلة دفع أموال جديدة تزيد في تعقيد المهمة وتثقل كاهل الميزانية التي لا تتحمل المزيد من الصراعات المالية وعلى غرار المسؤولين السابقين فإن هيئة عبد السلام اليونسي لم تتمكن من تطويق خلاف كان بالمقدور تجاوزه وحله قبل أن يصل إلى أروقة الجامعة التونسية لكرة القدم بما أن الجديد هو تقديم المناجير العام السابق ومدرب الاتحاد المنستيري الحالي كمال القلصي لشكاية إلى لجنة النزاعات التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم.
الهيئة الحالية كانت قادرة على تجاوز هذا الإشكال مع كمال القلصي بما أنه كان مستعدا للحصول على مبلغ 15 ألف دينار فقط بعدما اتفق مع المدير التنفيذي خليل محجوب على التنازل عن جانب كبير من مستحقاته إلا أن مسؤولي الإفريقي تنصلوا من الوعد وتركوا القلصي في التسلل رغم اتصالاته المتعددة وكان لمواجهة الإفريقي والاتحاد الأسبوع القادم أرضية ملائمة لتطويق الخلاف إلا أن المسؤولين اختاروا الوعود مجددا دون الإيفاء بها ليجد المدرب نفسه في مأزق ويقرر الذهاب إلى لجنة النزاعات.
القلصي تمت إقالته في جويلية الماضي مع وعد من المدير الرياضي بتكريمه وتمكينه من كافة مستحقاته لكن ذلك لم يحصل لتكون الحصيلة قضية جديدة وبأعباء مالية أكبر بما أن القلصي يطالب بكافة مستحقاته المالية طيلة اشرافه على الإدارة الفنية بالإضافة إلى أجور هذا الموسم بما أن العقد فسخ من جانب واحد مع المطالبة بمنحة الحصول على كأس تونس وتمركز
الفريق في المرتبة الثانية...
قضية كانت الهيئة قادرة على تجاوزها وبسهولة إلا أنها اختارت الطريق الصعب لتجد نفسها أمام أعباء مالية جديدة وقضية جديدة.